علم و إيمان
ديك نافش ريشه مشرَّع عُرفه، شابط في الهوا على ضوافر رجليه على دقن الرصيف المقابل لمكتبة "طلعت حرب" اللي اتخصصت في بيع الكتب السوفيتية و خصوصي الماركسية-اللينينية. كان واقف زي غيره م الواقفين، بس لوحده، انتظار فتح الباب للدخول لمشاهدة فيلم روسي. الفيلم دا موش فاكر إن كان "هاملت" و لاَّ "دون كيشوت"، بس الأكيد الفيلم كان للمخرج الروسي المعروف "كوزنتسيف".
اتقدم منه شاب نحيف رافع صباعه بسؤال أنحف منه:
ـ سيادتك ...؟
الوش الابيضاني احمرَّ. تبسيمة زرت الجفون و نوَّرت كل الملامح. الشاب اتشجع لما الأستاذ إدا له وش. الشاب النحيف كمِّل على سؤاله التمهيدي:
ـ أنا باقرا سلسلة المقالات بتاع...بتاع... سيادتك...
الأستاذ طعَّم الشاب النحيف:
ـ في مجلة "المجلة".
ـ أيوا أيوا.
وزم شفتيره الأستاذ خوف ـ الظاهر ـ ليفلت منهم تعبير كدا و لاَّ لفظ، يعني، يكشف عن بهجة شفتشي تقلل من "ديوكيته" في نظر الشاب النحيف.
الشاب النحيف مصمص شفتيره. رمى وشه بعيد. كمِّل:
ـ باين سيادتك ـ كدا ـ عايز تأسس الإيمان على مُعطيات العلم الحديث، و لاَّ أنا ما قدرت ش ...
الأستاذ وشه نوَّر أكتر. و "أستاذيته" قالت:
ـ لا لا! هو دا المُراد النهائي يا إبني، من سلسلة المقالات اللي بدت من تاني شهر مسِّكوني فيها رياسة التحرير، و انت براوة عليك، في السن دا لما...
الشاب النحيف غسل إيديه في بعض بخجل ريفي. همس:
ـ و هل سيادتك تفتكر إنه ... م الممكن ... فعل ن... نأسس الإيمان ...على...
دماغ صاحب "قنديل أم هاشم" وقعت على منحدره.
حدايق القبة
برمهات/أبريل 2009
ديك نافش ريشه مشرَّع عُرفه، شابط في الهوا على ضوافر رجليه على دقن الرصيف المقابل لمكتبة "طلعت حرب" اللي اتخصصت في بيع الكتب السوفيتية و خصوصي الماركسية-اللينينية. كان واقف زي غيره م الواقفين، بس لوحده، انتظار فتح الباب للدخول لمشاهدة فيلم روسي. الفيلم دا موش فاكر إن كان "هاملت" و لاَّ "دون كيشوت"، بس الأكيد الفيلم كان للمخرج الروسي المعروف "كوزنتسيف".
اتقدم منه شاب نحيف رافع صباعه بسؤال أنحف منه:
ـ سيادتك ...؟
الوش الابيضاني احمرَّ. تبسيمة زرت الجفون و نوَّرت كل الملامح. الشاب اتشجع لما الأستاذ إدا له وش. الشاب النحيف كمِّل على سؤاله التمهيدي:
ـ أنا باقرا سلسلة المقالات بتاع...بتاع... سيادتك...
الأستاذ طعَّم الشاب النحيف:
ـ في مجلة "المجلة".
ـ أيوا أيوا.
وزم شفتيره الأستاذ خوف ـ الظاهر ـ ليفلت منهم تعبير كدا و لاَّ لفظ، يعني، يكشف عن بهجة شفتشي تقلل من "ديوكيته" في نظر الشاب النحيف.
الشاب النحيف مصمص شفتيره. رمى وشه بعيد. كمِّل:
ـ باين سيادتك ـ كدا ـ عايز تأسس الإيمان على مُعطيات العلم الحديث، و لاَّ أنا ما قدرت ش ...
الأستاذ وشه نوَّر أكتر. و "أستاذيته" قالت:
ـ لا لا! هو دا المُراد النهائي يا إبني، من سلسلة المقالات اللي بدت من تاني شهر مسِّكوني فيها رياسة التحرير، و انت براوة عليك، في السن دا لما...
الشاب النحيف غسل إيديه في بعض بخجل ريفي. همس:
ـ و هل سيادتك تفتكر إنه ... م الممكن ... فعل ن... نأسس الإيمان ...على...
دماغ صاحب "قنديل أم هاشم" وقعت على منحدره.
حدايق القبة
برمهات/أبريل 2009
