مواطن
قصة قُصيَّرة
لما لقوه فاتح حوِّدو. الأولاني ساعد التاني. ريَّح الشوال باللي فيه عن كتفه. الأولاني طلب بغلاسة بقت مغروزة في طبع اللي زيه:
ـ كوبايتين شاي حبر دوغري، أحسن لك!
ـ إحنا شطَّبنا خلاص ...
ـ أمال للساع فاتح ليه؟
ـ أنا دخَّلت الكراسي و بادوَّر ع القفل ع شان أسك و امشي.
التاني مد إيده رجَّع الصاج للسقف. و ما استناش مد إيده ع الرف لقط برطمانين واحد شاي و التاني سكر و قال باستظراف:
ـ و آدي لزوم الشيئ يا روح امك.
المطرح كان نص-قهوة ، و لولا فاتح ع الشارع الرئيسي لكنت قلت عليه غُرزة. بس اللي كان واضح زي الضحا العالي إن الشوال وزْن، و الاتنين كانو بيتناوبو عليه، دا يشيله شوي و التاني يريَّحه. مع إن كل واحد منهم كان كتْف. و كان واضح أكتر إن الاتنين جايين من حتة بعيدة، و إلاَّ ما كانوش نشِّفو عرقهم عُقب ما قعدو و رايحين على حتة أبعد، و إلاَّ ماكانوش حوِّدو بشيلتهم دي يستريحو. و لا زاد و لا غطى غير جهلهم بجرافيا –ت- المنطقة، و إلاّ كانو حوِّدو على أي قهوة تانية غير دي.
القهوجي خد البرطمانين من إيد الأولاني. رجَّعهم مطرح ما كانو. قاِل:
ـ البوتاجاز طفيته، و مافي ش كبريت.
التاني دس إيده في جيبه. قال:
ـ آدي ولاعة يا خـ...!
القهوجي رجع إتكا ع الحروف بين اسنانه. قال:
ـ قلت لكو خلَّصنا شغل الليلة.
الأولاني شخط:
ـ فين بطاقة ك؟
القهوجي فهم مين دول، فالسؤال دا ما في ش مواطن بيسأله لحد. مد إيده على جيبه طلَّعها، قام اللي طلبها حدفها في جيبه، ورجع سأل، زي ما بيعمل تمللي مع أي مواطن:
ـ فين بطاقة ك؟
القهوجي حس إنه طب. و ما بقاش قدامه غير "كرامة" م السما تنجده. و لما السما ما كانت ش بتوفَّر "الكرامات" إلاَّ نادر و حسب مزاجها، فما لقاش بد. قايس و داس ع الجرس اللي كان لازق و ملزوق في الحيطة اللي ريح سجاف الدكان. إنزل يا مين؟ و بالبيجامة؟
نزل و سؤاله سبقه:
ـ فيه إيه؟
الاتنين، الأولاني و التاني ح يفتكرو واحد لابس بيجامة إيه؟ إلا مواطن، خصوصي و هو ما كان ش جتة. و لما افتكروه مواطن لأسباب وجيهة. التاني بادر قبل الأولاني ما يسبقه و شال إيده و هُب. الكف كان على خوانة فالراسل متطمِّن و المرسول له موش مستنظر. و الكفوف اللي م الصنف دا طرقعتها بتجيب لتاني شارع. بس إيه يهم؟ بدام مواطن. غيرشي الهدف الأعلى من ورا الكف كان فوق عن واضح: المواطن اللي سهي عليه هو مين و بيكلِّم مين، يصحا و لما يصحا أكيد ح يلبس "طاقية الاخفا" فيريَّح و يستريَّح.
صاحبنا دوغري استلهم حركة نميسة من حركات التدريب إيام ما كان طالب، و في ظرف مافي ش رجله كانت على رقبة اللي اتطاول عليه، مع إن الأولاني دا بالذات كان إيه؟ يفصَّل منه تلاتة بالراحة. و هب صاحبنا اتكا ع الجرس و نادي:
ـ إحدفي لي "كلابشين" من عندك.
و زغر للتاني و هو دايس على رقبة الأولاني. و ساب صباعه يساعد زعقته:
ـ ما تجري ش!
و بكدا الحقيقة بانت في عز الليل. و بالتالي الأولاني و التاني نسيو كل اللي خمِّنوه، هم الجوز بعد التاني ما سبق و بادر مبادرته اللي اتعوِّد عليها وي أي مواطن. غيرشي مخهم اللي على أدهم، رجع يوزِّهم على أنه ح يكون إيه غير مواطن بس قريب حد موش مواطن، مواطن بس بيميِّس عليهم، مواطن بس موش عارف هم يبقو مين. و لو ان الفار بدا يلعب في عبهم مع كل دا: ما داهية ما يكون ش مواطن!
سيادته حط "الكلابش" في إيدين الأولاني اللي بادر. و ما حط ش تاني "كلابش" في إيدين التاني اللي كان ح يبادر و شيء إلاهي حاشه. قام التاني دا اتشجَّع ما تعرف ش ليه قال:
ـ أحب أفهِّم سيادتك يا باشا...
نفس الحركة، و واضح إن التدريبات مستويات، العالي له مستوى تدريبي و العادي له مستوي تدريبي زيه. نفس الحركة النميسة فرشت أخينا التاني ع الأرض زي ما عملت وي أخوه. و الكلابش التاني ما اترددش يؤدي المطلوب منه. بس صاحبنا اللي نزل بالبيجامة ما عمل ش معاه زي ما عمل مع اللي بادر. و دا السبب موش عايزة كلام اللي سمح له يقوم يقف بالكلابش اللي جمع إيديه ورا ضهره. و اللي افتكروه في الأول خالص مواطن شخط فيه:
ـ فهِّمني بقا يا كـ...أمك!
ـ الشوال دا لحساب البكباشي...
ـ هو فين الشوال دا؟
و وطا صاحبنا اللي اللهوجة و اللخفنة خلُّوه ينزل من شقته بالبيجامة، و جايز القدر، و ليه ما تكون ش طاقة السعد و انفتحت لسيادته؟
فتح فُم الشوال. الريحة ما حاشت نفسها عن نخاشيش سيادته. بدل ما يزعق المرة دي، زي كل مرة فاتت، فح من بين سنانه:
ـ و كمان بتتاجرو...
و كمِّل فحيحه:
ـ خمسة و عشرين سنة في أبو زعبل!
التاني، حس إن تردده ماضروش زي الحماس ما ضر زميله اللي تنه لازق في الأرض، زي ما يكون مات. و هنا لقا ضروري يفكِّر "الباشا" اللي عينيهم عميت ساعة ما شافوه نازل ببيجامة، صحيح صوف بس عقلهم قال لهم ياما فيه مواطنين قادرين. بس التاني لقا ضروري يرجع يوضَّح للباشا بتأني ناعم:
ـ الشوال دا... باللي فيه ... بتاع...
"الباشا" اللي ماكان ش قصده يتخفى و لا يحزنون قاطعه بصوت واطي ما تفرق هوش كتير عن السكات. وصل ودانهم بالعافية:
ـ لما "الباشا" بتاعكو دا يشوف كو من غير الشوال ـ أكيد ـ ح يستغرب و قبل ما يسأل كو أي سؤال تقولو له: كـ...امك! مفهوم؟
الأولاني اللي حماسته كانت زايدة حبة نخ رد:
ـ مفهوم يا "باشا"!
"الباشا" بص لقا القهوجي للساه واقف راسه متنية على سدره و عينيه زايغة و رجليه عمالة تتنى تحت منه و إيديه بتترعش، يعني باختصار: مواطن. و طبيعي حظه، زي حظ أي مواطن، يعني كل شوي يسوقه يوقَّفه قُدام ناس موش مواطنين. "الباشا" استفهم برده من تحت اسنانه و باين سيادته كان شاعري بالفطرة و إلاَّ ما كان ش ح يحرص بالشكل دا على نشر الضلمة الكحل مع السكات الغامق:
ـ ما سك ت ش و طفيت النور و روِّحت ليه؟
القهوجي اتلجلج: مواطن. قال:
ـ البطاقة بتاعتي...
ـ مالها؟
ـ خدوها مني!
ـ مين فيهم؟
شاور بصباع رفنتع زي ما يكون مبري ع الأولاني. "الباشا" لقاها ـ باين ـ فرصة يشيل "الكلابش"، من غير ما يكشف عن هدفه النهائي. فلكل وقت أدان, والقهوجي، له جوز عيون مفنجلين و بيضوو في عز الليل مع إنه مواطن، و الشوال مليان تبر و فوق عن التبر، و بالتالي يعوز مفهومية عالية لاجل يبات و يقرر في الجيب الجديد.
"الباشا" اتطوَّع نصح القهوجي ـ في سبيله تعالى ـ أمال يعني ح يكون في سبيل مين.
القهوجي ما كدب ش خبر. داس على كُبس النور، اللي كان متعوِّد يسيبه قايد كل ليلة فالنور بطبعه فضَّاح يعني يربك أي حرامي، و طلَّع الشوال دا برا القهوة اللي تقدر تقول عليها دُكان و زغيَّر كمان.
الأولاني طلَّع البطاقة في ظرف طرفة عين و أقل، فالدرس اللي مبادرته غير المحسوبة كوِّيس علِّمت هاله ـ الظاهر ـ كان بليغ.
القهوجي لبس "طاقية الإخفا": مين علِّمه إن حب الاستطلاع ساعات كتير بيجيب الكافية لصاحبه. بس أكيد المعلم اللي علِّمه الدرس دا ما يقل ش عن هدهد.
التاني، اللي ما كان ش للساع قطع الأمل سأل ببراءة مرسومة:
ـ طيِّب و نقول إيه لسيادته؟
ـ قولو له: قابلنا رتبة أعلى!
"الباشا" اللي ما طلع ش مواطن بأي حال شال عينيه عن الشوال بتبره عليهم، قام لقاهم موتِّبين زي ما يكونو متخدَّرين، يعمل إيه غير يفوَّقهم و كان عادل ـ و الحق يتقال ـ سكع الأولاني اللي قل أدبه زي اللي كان ح يقل أدبه: جوز شلاليط في المكان المناسب، و زوِّد ع الشلوطين جوز اقلام ع الحتة اللي بتوجع كل البشر، بس وجعها للمصريين بالذات أنقح، سيان كانو مواطنين و لا موش.
قصة قُصيَّرة
لما لقوه فاتح حوِّدو. الأولاني ساعد التاني. ريَّح الشوال باللي فيه عن كتفه. الأولاني طلب بغلاسة بقت مغروزة في طبع اللي زيه:
ـ كوبايتين شاي حبر دوغري، أحسن لك!
ـ إحنا شطَّبنا خلاص ...
ـ أمال للساع فاتح ليه؟
ـ أنا دخَّلت الكراسي و بادوَّر ع القفل ع شان أسك و امشي.
التاني مد إيده رجَّع الصاج للسقف. و ما استناش مد إيده ع الرف لقط برطمانين واحد شاي و التاني سكر و قال باستظراف:
ـ و آدي لزوم الشيئ يا روح امك.
المطرح كان نص-قهوة ، و لولا فاتح ع الشارع الرئيسي لكنت قلت عليه غُرزة. بس اللي كان واضح زي الضحا العالي إن الشوال وزْن، و الاتنين كانو بيتناوبو عليه، دا يشيله شوي و التاني يريَّحه. مع إن كل واحد منهم كان كتْف. و كان واضح أكتر إن الاتنين جايين من حتة بعيدة، و إلاَّ ما كانوش نشِّفو عرقهم عُقب ما قعدو و رايحين على حتة أبعد، و إلاَّ ماكانوش حوِّدو بشيلتهم دي يستريحو. و لا زاد و لا غطى غير جهلهم بجرافيا –ت- المنطقة، و إلاّ كانو حوِّدو على أي قهوة تانية غير دي.
القهوجي خد البرطمانين من إيد الأولاني. رجَّعهم مطرح ما كانو. قاِل:
ـ البوتاجاز طفيته، و مافي ش كبريت.
التاني دس إيده في جيبه. قال:
ـ آدي ولاعة يا خـ...!
القهوجي رجع إتكا ع الحروف بين اسنانه. قال:
ـ قلت لكو خلَّصنا شغل الليلة.
الأولاني شخط:
ـ فين بطاقة ك؟
القهوجي فهم مين دول، فالسؤال دا ما في ش مواطن بيسأله لحد. مد إيده على جيبه طلَّعها، قام اللي طلبها حدفها في جيبه، ورجع سأل، زي ما بيعمل تمللي مع أي مواطن:
ـ فين بطاقة ك؟
القهوجي حس إنه طب. و ما بقاش قدامه غير "كرامة" م السما تنجده. و لما السما ما كانت ش بتوفَّر "الكرامات" إلاَّ نادر و حسب مزاجها، فما لقاش بد. قايس و داس ع الجرس اللي كان لازق و ملزوق في الحيطة اللي ريح سجاف الدكان. إنزل يا مين؟ و بالبيجامة؟
نزل و سؤاله سبقه:
ـ فيه إيه؟
الاتنين، الأولاني و التاني ح يفتكرو واحد لابس بيجامة إيه؟ إلا مواطن، خصوصي و هو ما كان ش جتة. و لما افتكروه مواطن لأسباب وجيهة. التاني بادر قبل الأولاني ما يسبقه و شال إيده و هُب. الكف كان على خوانة فالراسل متطمِّن و المرسول له موش مستنظر. و الكفوف اللي م الصنف دا طرقعتها بتجيب لتاني شارع. بس إيه يهم؟ بدام مواطن. غيرشي الهدف الأعلى من ورا الكف كان فوق عن واضح: المواطن اللي سهي عليه هو مين و بيكلِّم مين، يصحا و لما يصحا أكيد ح يلبس "طاقية الاخفا" فيريَّح و يستريَّح.
صاحبنا دوغري استلهم حركة نميسة من حركات التدريب إيام ما كان طالب، و في ظرف مافي ش رجله كانت على رقبة اللي اتطاول عليه، مع إن الأولاني دا بالذات كان إيه؟ يفصَّل منه تلاتة بالراحة. و هب صاحبنا اتكا ع الجرس و نادي:
ـ إحدفي لي "كلابشين" من عندك.
و زغر للتاني و هو دايس على رقبة الأولاني. و ساب صباعه يساعد زعقته:
ـ ما تجري ش!
و بكدا الحقيقة بانت في عز الليل. و بالتالي الأولاني و التاني نسيو كل اللي خمِّنوه، هم الجوز بعد التاني ما سبق و بادر مبادرته اللي اتعوِّد عليها وي أي مواطن. غيرشي مخهم اللي على أدهم، رجع يوزِّهم على أنه ح يكون إيه غير مواطن بس قريب حد موش مواطن، مواطن بس بيميِّس عليهم، مواطن بس موش عارف هم يبقو مين. و لو ان الفار بدا يلعب في عبهم مع كل دا: ما داهية ما يكون ش مواطن!
سيادته حط "الكلابش" في إيدين الأولاني اللي بادر. و ما حط ش تاني "كلابش" في إيدين التاني اللي كان ح يبادر و شيء إلاهي حاشه. قام التاني دا اتشجَّع ما تعرف ش ليه قال:
ـ أحب أفهِّم سيادتك يا باشا...
نفس الحركة، و واضح إن التدريبات مستويات، العالي له مستوى تدريبي و العادي له مستوي تدريبي زيه. نفس الحركة النميسة فرشت أخينا التاني ع الأرض زي ما عملت وي أخوه. و الكلابش التاني ما اترددش يؤدي المطلوب منه. بس صاحبنا اللي نزل بالبيجامة ما عمل ش معاه زي ما عمل مع اللي بادر. و دا السبب موش عايزة كلام اللي سمح له يقوم يقف بالكلابش اللي جمع إيديه ورا ضهره. و اللي افتكروه في الأول خالص مواطن شخط فيه:
ـ فهِّمني بقا يا كـ...أمك!
ـ الشوال دا لحساب البكباشي...
ـ هو فين الشوال دا؟
و وطا صاحبنا اللي اللهوجة و اللخفنة خلُّوه ينزل من شقته بالبيجامة، و جايز القدر، و ليه ما تكون ش طاقة السعد و انفتحت لسيادته؟
فتح فُم الشوال. الريحة ما حاشت نفسها عن نخاشيش سيادته. بدل ما يزعق المرة دي، زي كل مرة فاتت، فح من بين سنانه:
ـ و كمان بتتاجرو...
و كمِّل فحيحه:
ـ خمسة و عشرين سنة في أبو زعبل!
التاني، حس إن تردده ماضروش زي الحماس ما ضر زميله اللي تنه لازق في الأرض، زي ما يكون مات. و هنا لقا ضروري يفكِّر "الباشا" اللي عينيهم عميت ساعة ما شافوه نازل ببيجامة، صحيح صوف بس عقلهم قال لهم ياما فيه مواطنين قادرين. بس التاني لقا ضروري يرجع يوضَّح للباشا بتأني ناعم:
ـ الشوال دا... باللي فيه ... بتاع...
"الباشا" اللي ماكان ش قصده يتخفى و لا يحزنون قاطعه بصوت واطي ما تفرق هوش كتير عن السكات. وصل ودانهم بالعافية:
ـ لما "الباشا" بتاعكو دا يشوف كو من غير الشوال ـ أكيد ـ ح يستغرب و قبل ما يسأل كو أي سؤال تقولو له: كـ...امك! مفهوم؟
الأولاني اللي حماسته كانت زايدة حبة نخ رد:
ـ مفهوم يا "باشا"!
"الباشا" بص لقا القهوجي للساه واقف راسه متنية على سدره و عينيه زايغة و رجليه عمالة تتنى تحت منه و إيديه بتترعش، يعني باختصار: مواطن. و طبيعي حظه، زي حظ أي مواطن، يعني كل شوي يسوقه يوقَّفه قُدام ناس موش مواطنين. "الباشا" استفهم برده من تحت اسنانه و باين سيادته كان شاعري بالفطرة و إلاَّ ما كان ش ح يحرص بالشكل دا على نشر الضلمة الكحل مع السكات الغامق:
ـ ما سك ت ش و طفيت النور و روِّحت ليه؟
القهوجي اتلجلج: مواطن. قال:
ـ البطاقة بتاعتي...
ـ مالها؟
ـ خدوها مني!
ـ مين فيهم؟
شاور بصباع رفنتع زي ما يكون مبري ع الأولاني. "الباشا" لقاها ـ باين ـ فرصة يشيل "الكلابش"، من غير ما يكشف عن هدفه النهائي. فلكل وقت أدان, والقهوجي، له جوز عيون مفنجلين و بيضوو في عز الليل مع إنه مواطن، و الشوال مليان تبر و فوق عن التبر، و بالتالي يعوز مفهومية عالية لاجل يبات و يقرر في الجيب الجديد.
"الباشا" اتطوَّع نصح القهوجي ـ في سبيله تعالى ـ أمال يعني ح يكون في سبيل مين.
القهوجي ما كدب ش خبر. داس على كُبس النور، اللي كان متعوِّد يسيبه قايد كل ليلة فالنور بطبعه فضَّاح يعني يربك أي حرامي، و طلَّع الشوال دا برا القهوة اللي تقدر تقول عليها دُكان و زغيَّر كمان.
الأولاني طلَّع البطاقة في ظرف طرفة عين و أقل، فالدرس اللي مبادرته غير المحسوبة كوِّيس علِّمت هاله ـ الظاهر ـ كان بليغ.
القهوجي لبس "طاقية الإخفا": مين علِّمه إن حب الاستطلاع ساعات كتير بيجيب الكافية لصاحبه. بس أكيد المعلم اللي علِّمه الدرس دا ما يقل ش عن هدهد.
التاني، اللي ما كان ش للساع قطع الأمل سأل ببراءة مرسومة:
ـ طيِّب و نقول إيه لسيادته؟
ـ قولو له: قابلنا رتبة أعلى!
"الباشا" اللي ما طلع ش مواطن بأي حال شال عينيه عن الشوال بتبره عليهم، قام لقاهم موتِّبين زي ما يكونو متخدَّرين، يعمل إيه غير يفوَّقهم و كان عادل ـ و الحق يتقال ـ سكع الأولاني اللي قل أدبه زي اللي كان ح يقل أدبه: جوز شلاليط في المكان المناسب، و زوِّد ع الشلوطين جوز اقلام ع الحتة اللي بتوجع كل البشر، بس وجعها للمصريين بالذات أنقح، سيان كانو مواطنين و لا موش.