بشـــــــر
قصة قُصيَّرة
الضلمة كحل غيرشي ما تعرف ش ان كانت بتتقل و لاَّ بتخف. الحس حيَّاني. بس ما تعرف ش إن كان بيسترحم و لاَّ بيستغيث بعذاب أشد. نزل عليهم التلاتة سهم. و قفو لكو مسخوطين. كانو عاملين حساب لكل احتمال: حتى احتمال الشعبطة ع المواسير بتاع الصرف الصحي لدخول الأودة نمرة 12 في الدور الرابع في المبنى المتطرف بتاع "الحالات الحرجة" في "المستشفى الخصخصي" ورا المبنى الرئيسي بتاع القصر اللي "الباشا" صاحبه اتبرع به للدولة. غير كدا افتكرو يجيبو وياهم تلات شموع كبار: فالكهربا بتاع الخصخصة ما تفرق ش كتير عن بتاع العمعمة، و فيه احتمال كبير "الزعيم" يكون طافي النور و ساكك البيبان من جوا، زي ما بيعمل يوماتي مع دُوغيشة المغارب، في وش الممرضات بالذات، حسب مصدر متطلع. نفس المصدر اللي كل ما يفتح بقه يحلقموه و يكدَّبوه و يمخْبروه في نفس واحد، و خصوصي لما جا يحكي عن "شربة الملح" اللي "زعامته" بيشربها كل شوي ع شان يبان هفتان و تلفان و صفار الموت راكبه. و هو نفس المصدر المسحوب من لسانه ـ الظاهر ـ اللي وطا على ودنه وشوش لما "الزعيم" حدف هتفاية ساعة ما شاف نقالة الإسعاف داخلة عليه جرْي و هو راقد سطيحة على فرشته في "الجورنال":
ـ ما تهتف ش الهتفاية دي تاني.
ـ ليه؟
ـ ح يفتكروك إخوانجي.
ـ أمال أنا إيه؟
ـ صحفي!
ـ و إيه الفرق؟
ـ يعني ما بتطالب ش بتطبيق ... لا كن بتطبيق...
و ما كان ش فيه وقت كتير عن كدا لشرح المُراد.
جابو كل شي. ما نسيوش أي شي: فالهدف ما بعدهوش و لا قبل هوش هدف: إنتشال روح من بين نياب مِفرَّق الاحباب، و أن هي روح! لغاية ما جابو وياهم حبل ليف بتلات-ت- ارواح، لاحسن يعصلج زي عوايده، يقومو يكتِّفوه، و يفتحو بقه بالعافية و يطفَّحوه غصب عنه: ساعات ندعة قسوة بتبقى ضروري للرحمة. و وي الحبل الليف ما نسيوش يجيبو ويَّاهم سرنجة، بس من غير إبرة. فكل الزملا حلفو و اتحلِّفو أن زميلهم "الزعيم"، اللي كان طول بعرض انسفط صفيحة مطبَّقة، لو أمه اللي ولدته شافته ما تعرف هوش. و ناس أكدو إنه بقا عبارة عن طيف، مافي ش و يسافر في العلالي.
وقفو: ضلام و سُكات، غيرشي الحس كان نازل يمزَّع فيهم هم الاتنين: الضلام و السكات. "حمدين" هز الشيلة اللي شايلها في إيده اليمين باستخفاف: إزازتين لبن، واحدة منهم رايب. و خرطة جبنة دمياطي و تُمن كيلو جبنة رومي و كذا كام علبة زبادي، و ياك معدته ما ترجَّع هم ش، بعد إضراب عن الطعام داخل على شهر تلاتين يوم، يوم يرقع يوم أهه! السبعة الأولانيين منهم في مبنى الجريدة قبل الاسعاف ما تنْقله. شوي و "حمدين" فح بشويش:
ـ مجدي!
مجدي رد:
ـ أنا واقف جنب ك أهه!
ـ باحسب ك مشيت!
"منسي"، اللي كان دايم ن سهيان و جفونه مقفولة على بعضها ، حتى و هو ماشي في عرض الطريق لحق اتنحنح، و بكدا كان حضَّر نفسه غصب عن الجوز: الضلام و السكات.
الوقفة طالت. و الضلمة زي ماهي هي و الحس لا همد و لا ونن.
"حمدين" اتنهد. سأل:
ـ لحمة؟
طلع صوت، بس "حمدين" أصدق صديق و اقرب زميل للكل ما عرف ش لمين في الاتنين اللي ما خلَّص هم ش يسيبوه يركب جناح المغامرة دي لوحده: يقفز السور الوراني للمستشفى الساعة 3و نص بالليل، و يتسحب على طراطيف امشاطه يدخل الأودة نمرة 12 إياها م الباب دا لو ربنا ستر و الباب ما كان ش مسكوك، و إلاَّ فمافي ش غير المواسير فالشباك:
ـ يوماتي.
ـ يوماتي!؟!
ـ و فياجرا!
حط لكو "حمدين" شيلته ع الأرض بين رجليه. ريَّح الشموع مطرح ما يكون. إتبسَّم. اندار على كعبه.
ـ ما تهتف ش الهتفاية دي تاني.
ـ ليه؟
ـ ح يفتكروك إخوانجي.
ـ أمال أنا إيه؟
ـ صحفي!
ـ و إيه الفرق؟
ـ يعني ما بتطالب ش بتطبيق ... لا كن بتطبيق...
و ما كان ش فيه وقت كتير عن كدا لشرح المُراد.
جابو كل شي. ما نسيوش أي شي: فالهدف ما بعدهوش و لا قبل هوش هدف: إنتشال روح من بين نياب مِفرَّق الاحباب، و أن هي روح! لغاية ما جابو وياهم حبل ليف بتلات-ت- ارواح، لاحسن يعصلج زي عوايده، يقومو يكتِّفوه، و يفتحو بقه بالعافية و يطفَّحوه غصب عنه: ساعات ندعة قسوة بتبقى ضروري للرحمة. و وي الحبل الليف ما نسيوش يجيبو ويَّاهم سرنجة، بس من غير إبرة. فكل الزملا حلفو و اتحلِّفو أن زميلهم "الزعيم"، اللي كان طول بعرض انسفط صفيحة مطبَّقة، لو أمه اللي ولدته شافته ما تعرف هوش. و ناس أكدو إنه بقا عبارة عن طيف، مافي ش و يسافر في العلالي.
وقفو: ضلام و سُكات، غيرشي الحس كان نازل يمزَّع فيهم هم الاتنين: الضلام و السكات. "حمدين" هز الشيلة اللي شايلها في إيده اليمين باستخفاف: إزازتين لبن، واحدة منهم رايب. و خرطة جبنة دمياطي و تُمن كيلو جبنة رومي و كذا كام علبة زبادي، و ياك معدته ما ترجَّع هم ش، بعد إضراب عن الطعام داخل على شهر تلاتين يوم، يوم يرقع يوم أهه! السبعة الأولانيين منهم في مبنى الجريدة قبل الاسعاف ما تنْقله. شوي و "حمدين" فح بشويش:
ـ مجدي!
مجدي رد:
ـ أنا واقف جنب ك أهه!
ـ باحسب ك مشيت!
"منسي"، اللي كان دايم ن سهيان و جفونه مقفولة على بعضها ، حتى و هو ماشي في عرض الطريق لحق اتنحنح، و بكدا كان حضَّر نفسه غصب عن الجوز: الضلام و السكات.
الوقفة طالت. و الضلمة زي ماهي هي و الحس لا همد و لا ونن.
"حمدين" اتنهد. سأل:
ـ لحمة؟
طلع صوت، بس "حمدين" أصدق صديق و اقرب زميل للكل ما عرف ش لمين في الاتنين اللي ما خلَّص هم ش يسيبوه يركب جناح المغامرة دي لوحده: يقفز السور الوراني للمستشفى الساعة 3و نص بالليل، و يتسحب على طراطيف امشاطه يدخل الأودة نمرة 12 إياها م الباب دا لو ربنا ستر و الباب ما كان ش مسكوك، و إلاَّ فمافي ش غير المواسير فالشباك:
ـ يوماتي.
ـ يوماتي!؟!
ـ و فياجرا!
حط لكو "حمدين" شيلته ع الأرض بين رجليه. ريَّح الشموع مطرح ما يكون. إتبسَّم. اندار على كعبه.