منظمات حقوق الانسان في الميزان

منظمات حقوق الانسان
في الميزان

(1)
استفتاح

تجربة منظمة العفو الدولية

Speak maat, do Maat,for it is mighty,
It leads one to reveredness.

The tale of the Eloquent Peasant.
قول الحق و اتِّبع الحق،
فمافي ش فيه أقوى م الحق.
اجبن الحق بيجلب للحقَّاني التوقير.
قصة "الفلاح الفصيح".

في صيف سنة 1990 منظمة العفو الدولية بمقرها في العاصمة البريطاني طلبت م المجموعات المصرية، اللي كانت ماشية في سبيل تأسيس فرع للمنظمة في مصر، تبْعت مندوب عنها لتمثيل مصر في الاجتماع التمهيدي اللي ح ينعقد في "لندن" قبل الاجتماع المتوسع اللي كان ح يتعقد في العاصمة الياباني "طوكيو" في السنة بعد التالية. و اللي حصل و كان زملاتي في المجموعات المصرية اختاروني للمهمة دي.
وصلت مطار "هيثرو" بعد يوم عشرين، شهر سبتمبر م السنة المذكورة قبل شوي، ع شان ألقى مندوب م المنظمة في استقبالي. و المندوب نقلني لفندق "روزبيري" في شارع "روز بيري أفنيو". و دا الفندق اللي اكتشفت قربه م المقر الرئيسي للمنظمة.
نسيت أقول إن العلاقة بيني و بين المنظمة كانت اترسَّخت لدرجة "روبرت ويلسون" ريِّس قسم الشرق الأوسط كان بيتصل بي في البيت بالتلفون من لندن يوماتي بالتقريب. و في إطار الاتصالات دي عرض عليَّ أحرر كتاب عن المنظمة. فاقترحت عنوان "أضواء على منظمة العفو الدولية" و وافق. و في نفس الوقت عرضت التبرع بجهدي في التأليف/التحرير. بس الاقتراح دا قابل الرفض. و المستر "ويلسون" احتج بالالتزام و التقاليد المرعية في عمل المنظمة.

طريقة عمل:

أول يوم زوَّرنا المقر، إحنا مين؟ المندوبين الأفاركة، اللي كانو وصلو. و هناك عرَّفونا على اقسام المنظمة، و بطبيعة الحال اهتمِّيت بشكل خصوصي بقسم الشرق الأوسط. و لو ان دا مصطلح سياسي بيخاصم عدد م الحقائق و المُعطيات الجغرافية و البشرية و اللغوية...إلخ. و كذالك اتعرفت على طريقة عمل المنظمة اللي ولادتها جات عل إيدين محامي بريطاني اسمه "حاجة جونستون" في سنة 1960. و في إطار الطريقة دي فهمت و اتفهمت إن عمل المنظمة قايم على:
ـ دفاع كل فرع سيان كان رسمي يعني حاصل على تصريح بالعمل م السلطات المحلية و لاَّ تحت التأسيس، زي الفرع المصري في ديك الوقت، عن حقوق الانسان في كافة بلدان العالم إلاَّ بلده هو. و السبب اللي ساقوه لنا في المقر هو ضمان عدم نشو أي احتكاك بين الفرع و السلطات المحلية. و دا سبب بان لنا وقتها وجيه و يخش المخ.(و دا سليم بس موش بنسبة 100% ليه؟ نتيجة لتوفُّر احتمال جايز ييجي كمنتج-عرضي: فقدان الفرع المحلي لحقه في مشاركة الفروع الرئيسي في ترسيم و تقرير و تعديل استراتيجيات عمل المنظمة. و بالتالي تنزيل دور الفروع الأقل تحضر، حسب معايير غربية، لمنفِّذين لسياسات و استراتيجيات مرسومة بعيدة لحد و لاَّ التاني عن سيطرتهم.
ـ امتناع أي فرع عن نقل أي معلومات عن انتهاكات لحقوق الانسان في بلد الفرع. فالمنظمة عندها مصادرها الخصوصي. و دا العمل اللي مُعظم الحكومات اتشككت و شككت فيه. فالحكومات دي ـ زي ما أكدو لنا في المقر الرئيسي ـ عِصيت ما قبلت ش بحال م الأحوال حقيقة انصراف الحقوقيين المحليين دول عن الاهتمام بانتهاكات حقوق الانسان في بلدانهم، و انشغالهم بدل ن عن كدا بانتهاكات الحقوق في بلدان تانية. و الحكومات دي سدورها استمرت مطوية على شكوك جامدة في إن الفروع المحلية هي المصادر اللي بتوصَّل المعلومات اللي المنظمة بتذيعها ع العالم و تبتدي تشتغل عليها بوسايلها المتقررة في ميثاقها و لوايحها و أعرافها، بهدف لفت نظر العالم لحدوثها و الدعوة لـ و العمل على تصحيحها، و في أقل القليل تخفيف حدتها.
ـ تغويط الفرع المحلي لوعي الناس بالإعلانات(=البيانات) العالمية لحقوق الانسان و المعايير المقبولة ع المستوى الدولي لسلوك الحكومات و المنظمات المحلية عند التعامل وي قضايا حقوق الانسان. و دا عن طريق النشرات الدورية زي مطبوعة "أضواء" اللي بتنقل للقرَّاي في كافة بقع العالم، و بلغات مختلفة، منها "اللغة العربي" المشهورة بـ "الفصحى"، أخبار و تطورات الوضع بالنسبة لحقوق الانسان، و بطبيعة الحال نشر أي نجاح المنظمة بتحققه في حططان احترام و مراعاة حقوق الانسان محط التنفيذ. و قبل كدا و بعد كدا التقرير السنوي اللي المنظمة بتصدره حولين وضع الحقوق دي و من ضمن الانتهاكات اللي بتتعرَّض لها بطبيعة الحال.
ـ تبادل الخبرات المتراكمة بين جميع فروع المنظمة، خلال المؤتمرات الدورية سيان التمهيدية، اللي شاركت فيه و اديه موضوع المقال اللي بين إيدين القراي الكريم، و المتوسعة(=بحضور كامل الأعضاء) و الدورات التدريبة اللي المنظمة بتمولِّها في العواصم المحلية و المحاضرات و الزيارات و المحاورات اللي خبرا متحددين م المنظمة بيعملوها و يجروها و يعقدوها في العواصم المذكورة، زي الخبير التونسي الجنسية "أحمد عثمان" اللي زار مصر أكتر من مرة خلال الفترة اللي شهدت قمة نشاطي في سبيل تأسيس فرع للمنظمة، اللي كانت رافعة وقتها 3 أهداف لراية الدفاع عن حقوق الانسان:
(1) الإفراج عن جميع معتقلين الرأي، فوري و من غير قيد و لا شرط، بموجب بند حرية التعبير الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في 10ديسمبر/كياك 1948 بالإجماع عن منظمة الأمم المتحدة.
(2) ضمان محاكمة عادلة لسجناء الرأي(=السياسيين).
(3) إلغاء عقوبة الإعدام من غير لا قيد و لا شرط ، يعني في كافة الجرائم.

في أول يوم عمل في المقر، رسينا إن الهدف م المؤتمر بتاعنا هو: رفع توصية للمؤتمر المتوسع الجاي في العاصمة الياباني بضم فِيَّة رابعة للفيَّات التلاتة المذكورة قبل شوي. هي إيه؟ المثليينhomosexuals. و دي تسمية علمية موضوعية خالية القيمة Value free، نظير التسمية المعروفة في الثقافة السايدة في لغتنا: الشواذ. فدي تسمية غير متحددة و شايلة موقف استهجاني بشكل مُسبق.
في نفس الوقت لاحظت إن ورش العمل، المُنظمين للمؤتمر شكِّلوها على أساس فرع م الدول المتحضرة و فرع م الدول، اللي زينا، بصرف النظر عن الاسم و الصفة الملزوقين فينا: دول نامية/ فقيرة/عالم تالت...إلخ.(و دا كان ممكن يكون سليم لو المندوبين بتوع الفروع المحلية بيمثٍِّلو المتوسط average في بلدانهم على مستوى الذكاوة و لاَّ النزاهة و لاَّ القاعدة المعرفية. و معنى القول: مافي ش أي استحالة عقلي يكون مندوب فرع "غانا" على سبيل المثال على نفس مستوى مندوب م الفرع البريطاني و لا الدانمركي...إلخ و حتى أعلى منه)
و في الجلسة العمومي اللي مقرر الفرع السويدي اترأسها، و ضمت الفروع المتمدينة و الفروع بتاع الدول اللي زينا، مندوب فرع أوروبي، موش فاكر مين بالتحديد، بس موش زينا، طرح الاقتراح. و مافي ش و اللي زينا هاجو و ماجو ضده. اللي طلب الكلمة لاجل يقول:
ـ المثليين دول عيانين مكانهم هو المستشفى!
و اللي يقول:
ـ دول بيخالفو أحكام السما، و يوجب علينا نستأصل هم.
و اللي يقول:
ـ دول بيعاندو الطبيعة و الفطرة...
و اللي يقول:
ـ هو احنا ناقصين تسوئ سمعة بين المواطنين في بلادنا
و اللي يكمِّل يقول:
ـ موش بعيدة يقولو علينا: دول زيهم بدام بيدافعو عنهم.

خدت الكلمة بالعافية لاجل أقول:
ـ تلات نقط يادوب ح اختصر بهم موقفي:
* إزاي الاقتراح دا عايز يضيف تصنيف جديد في حين المنظمة موش قادرة لحد دا الوقت تدافع عن جميع الأفراد الداخلين تحت مظلة التلات تصانيف اللي المنظَّمة بتعلن ليل نهار، إنها بتدافع و ح تدافع عنهم؟
* جايز نبلع، بصعوبة، إن "المثلية" حق، لاكن موش حق أساسيA fundamental right فلو رجعنا لأي وثيقة دولية عن حقوق الانسان، و خلونا نقول إتفاقية "هيلسنكي" لسنة 1975 ح نلاقي حقوق متعددة، زي حق الانتقال و الوصول للمعلومات و الهجرة...إلخ، إلاَّ الحق دا.
* الحفاظ على وحدة المنظمة هدف أساسي، و بالتالي فكل خطوة لقدام يتعيِّن عليها تكون ديقة و دقيقة و محسوبة ـ دا لو سلِّمنا بإن الدفاع عن "المثليين" خطوة تقدمية ـ و إلاَّ فإننا ح نلاقي عندنا منظمتين بدل منظمة واحدة.
و هنا المندوب بتاع الفرع البريطاني اتنرفز ـ و النرفزة نادرة عند الانجليز ـ و قال:
ـ يبقا الفرع الانجليزي ح يقفل فـ "المثليين" دول بيشكِّلو مصدر أساسي من مصادر تمويله.
و هنا رديت:
ـ يعني التلات أهداف اللي فتحو الفرع و استمرو يفتحوه لحد دا الوقت، فجأة شهرو عجزهم عن مواصلة فتحه بالشكل دا. و كإن المنظمة كانت قطعت على نفسها وعد ضمَّنته في ميثاق النشو، بتوسيع نطاق عملها بضم فية جديدة في وقت متحدد و دا الوقت بتتخلى عن وعدها المقطوع.
و هنا المندوب الأمريكاني اتدخل لصالح زميله مندوب الفرع البريطاني قال:
ـ لو ما اتبنناش الدفاع عن المثليين ح يبقا دا معناه سمحنا لميثاقنا ينطوي على تناقض، تمام زي ما اقول لك أنا اضمن لك حق العبادة و ساعة ما يظبطوك بتصلي في معبد بوذي أقول لك: ما اعرف ك ش.
ردي ما اتأخرش لحظة واحدة:
ـ على أي حال دا موش التناقض الفرداني في ميثاق المنظمة ع شان نخصص له جلسة بُكا على حاله!
ـ هو فيه تناقضات تانية في ميثاقنا و لاَّ إيه؟
ـ أيوا فيه.
ـ زي إيه؟
ـ الميثاق بيدافع عن حقي في العبادة حسب أي ديانة اختارها، لاكن ما بيدافع ش بنفس القوة عن حقي في اللاعبادة!
و في اللحظة دي الوفود الأفريكي بدت تاخد الكلمة لاجل تعلن تلات كلمات مافي ش غيرهم:
ـ ندعَّم رأي مصر!
و موجة التدعيم بدت برأي مندوب الفرع السوداني، و وراه كل وفود أفريكا.
و هنا المندوب السويدي و مقرر الجلسة مالقاش قدامه غير يعلن:
ـ نوصل بكدا لانشقاق في المؤتمر، الأمر اللي ح يصعُب معاه نرفع أي توصية بضم "المثليين" كـ فيِّة رابعة يحوزو حماية المنظمة للمؤتمر المتوسع بكامل الأعضاء في طوكيو.
المندوبين الأفاركة اتنهِّدو من غوط سدورهم. أما المندوبين الأوروبيين فسكتو.

في الفٍُسحةbreak جميع المندوبين بالتقريب ضربو حلَقية حولين مني. المندوب الانجليزي واصل دفاعه عن موقفه بضرورة ضم الفيِّة المذكورة، و بالتالي أسفه ع اللي حصل. أما المندوب الأمريكاني و كان أستاذ في واحدة من جامعات الجنوب موش فاكر "تكساس" و لاَّ "فلوريدا" و لاَّ غيرهم، أكد لي وجود تيار قوي بين السود الأمريكان بيقولو إنهم "مصريين". و دا اللي أكدته بطريقتي:
ـ كل المتحررين و اللي بينشدو الحرية في العالم كله تم ن مصريين!
و دا التأكيد اللي اجتذب التأمين(قولة "أمين" بس بهز الراس) م اللي واقفين حولين مني.
أما المندوب السوداني فقدم لي نفسه في الفسحة التالية باسم د. عبد المتعال قرشاب.. و ضاف: شغَّال أستاذ لتكنولوجيا النسيج بجامعة "تكساس" الأمريكاني، بعد ما نجح في الهروب براسه على كتفينه، من حكم اللواء "نميري" الحاكم العسكري للسودان. و شوي و لقيته بيهز دماغه باستغراب:
ـ للساع فيه في مصر عينين مفتحة و شايفة!!!

في السويد:

برنامج الزيارة شمل زيارة المقر الرئيسي للفرع السويدي، اللي كان في الوقت دا تاني أكبر فروع منظمة العفو، بعد الفرع البريطاني. و المقر دا كان موجود في العاصمة "استوكهلم". و البرنامج شمل كمان زيارة كذا كام مدينة سويدي بتضم مجاميع نشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان.
المدن اللي زرتها كانت:
ـ ساندفيكن
ـ هيديمورا
ـ صالا

أما الزيارة نفسها فكانت عبارة عن يوم بليلة لكل مدينة و نزولي كان في بيت واحد من أعضاء مجموعة م المجاميع بتاع الفرع السويدي للمنظمة.

في "صالا" زوَّروني الجريدة المحلية/Sala Allehanda/ و في المقر الصحفيين عرفو صفتي كـ "صحفي" من مصر فقعدو يتأملوني مدة طيبة. و بعدين سألوني سؤال مقفول:
ـ إنت طبع ن بتدعَّم "صدام حسين"؟(في الوقت دا "صدام" كان بدا ينشر الشبورة التقيلة اللي كان ح يغزي "الكويت" في ضلها، بصرف النظر عن حجم الحقيقة وراها: "الكوايتة" بيسرقو بترول العراق عن طريق الحفر المايل عند الحدود المُشتركة)
رديت باندهاش:
ـ و ليه "طبع ن" دي؟
جوابهم ما اتأخرش:
ـ ع شان انت عربي-مُسلم؟
و هنا وجدتها فرصة أرد على نظراتهم:
ـ أنا باستغرب دولة مُحترمة بتتمتع بكرسي في الأمم المتحدة و نشيد قومي و علم و تمثيل دبلوماسي في عواصم العالم، و خاضعة كل الخضوع دا للـ "ميديا" الأمريكاني...
مرادي اتحقق: وشوشهم زنهرت على زنهرتها الطبيعي. بس سيطرو على نفسهم. استفسرو:
ـ إزاي؟
ـ نمرة واحد: لازم تعرفو، دا ان ما كنتوش عارفين، إن الشرق الأوسط ـ و دي تسمية بتنطوي زي ما واضح على مركزية-أوروبية بس سايدة في الخطاب الغربي ـ بتضم أكتر من قومية، موش العربية لوحدها. فالمنطقة بتضم الأكراد و الأمازيغ و النوبيين و بكل تأكيد العبرانيين. و افتكر ح يسهُل عليكو تسلِّمو بوجود القومية الأخرانية. بس اللي جايز يصعب عليكو تقبلوه هو على ما اظن وجود القومية المصرية في المنطقة دي.
نمرة اتنين: "صدام حسين" دا ما بيمثل ش العراقيين، بدليل ما يقدرش يقف في انتخابات حرة نزيهة حسب المعايير المقبولة دولي. و والأدعى "صدام" دا ما بيمثل ش لا العرب و لا المسلمين. و لو سألتوني: أمال بيمثِّل مين؟ ح ارد: بيمثِّلكو انتو الغربيين، و اظنكو عارفين كويِّس ان الخبرا العراقيين بتوع "صدام" للساع لغاية دا الوقت بيتدرَّبو في فرنسا على صواريخ "إكسوسيت" ...فاكرين صفقة الصواريخ دي، اللي بغداد اتعاقدت عليها مع "باريس"، و اظن العاصمة الفرنسية للساع موجودة في قلب الغرب!!!
نمرة تلاتة: زي مافيه قوميات و جماعات قومية و قبايل و عشاير متنوعة في الشرق الأوسط ـ و دي التسمية اللي الغربيين باتو و صبحو راسيين عليها ـ ففيه ديانات و مذاهب تتعب لو عديت. و بالتالي، فموش أي حد و كل حد عينيكو تقع عليه م المنطقة دي يبقا بالضرورة عربي-مُسلم.
اتطلَّعو لبعض مدة. و واحد ـ الظاهر ـ كبيرهم قال:
ـ لا، دا انت أكيد وراك حكاية! !There must be a long story behind you
و في البيت اللي كنت نازل فيه، بعتو لي بالليل صحفيَّة اسمها "إليزابيث ماتوسون"Elizabeth Mattsson تعمل معاي حديث دا نصه:
Sala Allehanda: Sep.21st,1990
Egyptisk journalist om arabvärlden
Väst bakom Fundamentalism
George Bush hade aldrig en tanke på krig när han skickade iväg sina trupper från USA. Då hade han aldrig använt det språk han gjorde,då hade han talat I helt andra termer.
Så sager Bayoumi Kandil,Amnesty international-medlem och journalist från Egypten som just nu besöker Sala.
Han är övertygad o matt USA aldrig hade talat om ett eventuellt förestående krig i ordalag som "det kommer för USA att innebära 48 skadade eller döda." Nej,i stället skulle USA förbereda sitt folk på krig genom att i svepande ordalag tala om USA:s storhet och landets roll som fredsbevarare.
Man med åsikter
Han har många åsikter, denne prydligt klädde man med Amnesty Internationals märke väl synligt på kavajslaget . Just nu åker han runt till olika platser I Sverge för att träffa svenska Amnesty-medlemmar, samt för att prata om hur Amnesty International fungerar I Egypten.
För fem år sedan gick han själv med I Amnesty i Kairo. Haville arbeta för att förbättra de mänskliga rättighetefna. Dessutom var han av den åsikten att ingen ska behöva sitta fåndslad för sin övertygelse,inte heller ska en stat ha rätt att döma en medborgare till döden.
Desssutom skulle Amnesty International kunna ge honom information om brott mot de mänskliga rättigheter som han kunde använde sig av ii sitt arbete som journalist.
Kontroversiell
Men det är inte Amnesty Inetranalional som samtalet kretsar kring . I stället återkom han gang på till Kristen Persiska viken,och han åsikter är minst sagt kontroversiella.
Fundamentalism i de muslimiska länderna sprider sig,och det har västvärlden sett till,enligt Kandil.
- Våra egyptiska kvinnor har sedan gammalt arbetat på fälten ochhandlat ii staden utan att dölja sina ansikten med slöjor .Egypten var tidigare regionens mest toleranta land. Sedan komfanatismen och då fanns det inte längre plats för någon tolerans.
Vad skulle då västvärlden världen tjäna på att stödja fundamentalismens utbredning ii arabvärlden?
Enligt Kandil är vapenhandeln grunden till västvärldens intrese. I fundamentalismens fotspår följer oroligheter, och västvärlden vill ha krig. Då får de sälja vapen,då får den enorma vapindustrin någonstans att avsätta sina producter . Han har inga belägg för sin teori,men sager sig ha eh känsla av att fundamentalister-na ii Egypten är uppbackade av västvärlden. Rättfärdigas . Krig håller folket i schack.
- Det viktiigaste resultatet av kriget mellan Iran och Irak var att kriget gjorde slut på den oppositionen i inhemiska de båda länderna. Det var bade ayatollah Khominis och Husseins egetliga mål med det friget som varade ii åtta år,sager Bayoumi Kandil.
Inte krig
Något krig mellan USA och Irak blir det inte,det tror ii varje fall inte Kandil.Amerikanerna skickades till Persiska viken för att försvara Saudiarabien om landet invaderades av Irak. Men Hussein är ingen dumbom,han skulle aldrig ge sig på Saudiarabien. Inte heller skulle han geifrån sig Kuwait i första taget,så Kandil befarar att konflikten blir långvarig.
- Om amerikanerna trodde att konflikten var over ii morgon skulle de knappast hålla på med att bygga en kyrka åt sina trupper ii Saudiarabien,sager han och ler.
Det som kan sätta stopp för konflikten ii Persiska viken är FN:s sanktioner. När tumskruvarna på Hussein dras åt genom varubristen kan han mycket väl tänkas ge efter för omvärldens krav och lämna Kuwait. För att i sitt eget land skulle han antagligen nöja sig med några små gränsjusteringar till Iraks fördel samt den lilla Kuwaitiska ön Bubain,enligt Kandil.
Ingen demokrati
Jordaniens kung Hussein är på väg till Irak för att medila ii konflikten samt be Saddam Hussein lämna Kuwait. Är varubristen tillräckligt stor ii Irak kan medlingsförsöket lyckas,sager Kandil.
Som medlem i Amnesty International arbetar man för att befria politiska fångar ii andra länder än det land man själv bor ii.
Därför har Kandil arbetat aktivt för att för stödja fångar ii Sudan, men inte själv arbetat för att förbättra de mänskliga rättigheterna i Egypten.
Miljöpartisen Per Gahrton har tidigare sagt att Egypten nära nog är en demokrati.SA frågar om Bayoumi Kandil håller med om det.
- Per Gahrton vet jag inte vem det är är tycks han veta mer om Egypten än jag,avshutar Bayoumi Kandil.
Elisabeth Mattsson


و صلت "هيديمورا" الصبح بدري. و م السكة الحديد الست عضو الـ "أمنستي" اللي كنت نازل في بيتها خدتني طوالي ع المدرسة الثانوي اللي كانت شغَّالة فيها مدرسة لـ : "فن مصر القديمة".
حضرت تاني و تالت حصة و كانو هم الاتنين عن الموازنة بين النحت البارز و النحت الغاير في جداريات مصر. و بطبيعة الحال الفصل كان متجهِّز بـ بروجكتور" سيادتها عرضت عن طريقه "الشرايح" المتعلَّقة بالموضوع و كمِّلت بفيلم 16 مللم طوال الأسر الـ 31 و قبل الحصة ما تخلص بخمس دقايق بالتقريب علنت:
ـ بعد خمس دقايق الحصة ح تخلص زي ما انتو عارفين و ح تطلعو الفسحة الزغيرة 30 دقيقة زي كل يوم، بس النهاردا معانا واحد "مصري"، و ما عندهوش مانع يجاوب على أي سؤال منكو. فاللي عايز يباوج ع الفسحة و يقعد يسأل و يسمع، أهل ن و سهل ن.

كانو 18 ولد و بنت. بس حد منهم اتقلَّق و لاَّ اتحرَّك. أبدن.
وقفت قدام منهم و هم قعدو يتطلعو لي بانبهار و يقارنو بين ملامحي و بين ملامح المرسومين/منحوتين في الجداريات اللي ما تعرف ش المدرِّسة نسيت و لا اتعمِّدت، بس الأرجح اتعمّدِت تسيب "الفيدو" واقف على لقطة لواحدة منها.
في النهاية كانو أطفال، 13 و 14 سنة. المدرِّسة بتاعتهم شجَّعتهم بس تنهم كمشانين نتيجة للرهبة، مصدرها إيه ما اعرف ش.
و هنا حبيت أنكشهم. قلت:
ـ إن ما كنتوش ح تسألوني ح اسألكو.
زقططو جايز إجبن عبء المبادرة وي شخص غريب اتشال عن كتفهم. و كلهم تم ن قالو، اللي بلسانه و اللي بعينيه:
ـ مستعدين!
صنيت لحظة و لاَّ اتنين أفكر في سؤال يليق بي من يمة و يترفع للمستوي السويدي من يمة تانية. و ما اتأخرت ش كتير:
ـ مين فيكو اللي مآمن بـ "الإلاه" و مين اللي مآمن بـ "الإنسان"؟
و دوغري حطِّيت الآلية المطلوبة:
ـ اللي مآمن بـ "الإنسان" يرفع إيده!
الفصل كله تم ن رفع إيده إلاَّ بنت واحدة رفعت نص إيد: ترفعها شويَّ و تنزِّلها. و هنا استوضحت منها رأيها بالتحديد. ردت:
ـ أنا باعتقد مافي ش تعارض بين الإيمان بـ "الإلاه" و الإيمان بـ "الإنسان"!
اتطلعت لبقيت الفصل سألت:
ـ إيه رأيكو في كلام زميلتكو؟
ردو:
ـ لا لا لا، فيه تعارض بكل تأكيد. ع شان الواحد ساعات موش قليِّلة يلاقي نفسه في مفترق طُرُق متعيِّن، لازم يختار ي دا ي دا.
يعني النسبة بين دول و دول كانت 17: 1، و لو حسبناها بصورة أدق، ح تكون 17 و نص: نص!
الحاجز اتكسر بيني و بينهم. بدو يسألوني و انا اجاوب. و الأسئلة شمْلت نطاق عريض م المجالات م السد العالي، اللي وصفته لهم بإنه "تدخل بيئي خاطي" لغاية البوس الإنساني و هل كان طول عمره "بق- لبق" و لاَّ كان في الأصل منخير-لمنخير. و في ردي وضَّحت إن "البوس" بدا في مصر القديمة منخير-لمنخير. و اتبسِّمت و كمِّلت:
ـ و دا دليل من أدلة على إن المصريين أفاركة.

ربك و الحق حسيت في طريقي م المدرسة دي للبيت اللي نازل فيه، إني موش ماشي ع القدم، لاكن طاير باجنحة.

و ع العشا قعدت ع الترابيزة و قعد قبالي جوز الست عضو الـ "أمنستي"، و سيادته طلع مُستشرق كبير. و الظاهر كان عنده خلفية عني: من اين؟ و باشتغل إيه؟ و أكيد معلومات تانية أشمل ما اعرف ش إيه هي. و إلاَّ ما كان ش اتطلَّع لي. بسِّم. قال:
ـ انتو عندكو شريعة أد إيه عظيمة عظيمة!
ـ إزاي؟
وضَّح لي لاكون فهمت شريعة تانية:
ـ الشريعة الاسلامية!
ـ أيوا، الشريعة الاسلامية، بس إزاي؟
ـ فيها حرية و عدالة...
ـ فين دا؟
ـ /"اللي يحب يآمن يآمن و اللي يحب يكفر يكفر"/
رديت:
ـ عندي هنا 3 نقط:
(1) عقوبة الكفر ـ على ما أظن ـ سيادتك عارف كويِّس، هي الإعدام، الأمر اللي يبعد الخيرتينoptions عن التساوي، الواحدة مع اختها. و دا في الحقيقة بيفكَّرني بالحزب اللي "رضا بهلوي" شاه إيران قرر يعمله في غسق حكمه في أواخر السبعينات باسم "راستاخيز"(=النهضة). فجلالته قال:
* /ع الشعب الايراني إما يدخل الحزب دا ي إما يدخل السجن./
و اظن عضوية حزب ما تتساواش بحال وي دخول السجن، و على نفس النول، و الأدق نول زايد منه: الإيمان و الكفر.
(2) الآية دي منسوخة في ضي نسخ/لغي التشريع المكي ـ حسب التفاسير الأكتر اعتماد ـ يعني ملغية، لاكن بتشاور، مع كدا، على مرحلة من مراحل نمو الدعوة المُحمَّدية.
(3) إيل الشريعة(الاسلامية) كانت عظيمة للدرجة دي زي سيادتك ما بتقول، فليه سيادتك ما تطالب ش بتطبيقها في السويد؟
سحابة غم كانت عمالة تتقل على ملامح وشه، كل مدى، إيل ما باتكلِّم. و بعد منطوقي الأخراني. قرَّن بمعنى زر جفونه في بعض. قال:
ـ بس دي خصوصيتك؟
ـ خصوصيتي؟
ـ أيوا، خصوصيتك كعربي-مُسلم.
ـ متنازل لك عنها، و لا تكون ش سيادتك عايز تقول لي إن اللي ينفع لنا ما ينفع ش للسويديين. و هنا ح نكون غامرنا و نفينا وحدة الجنس البشري.
بصيت لقيت اللي زمزأ اتقلَّق في قعدته. قال:
ـ أنا راجل عجوز و تركيزي قل. عن إذنك.
و انسحب.
أقول إيه؟ الاجنحة اللي كانت شايلة ني ساحت و اتبخَّرت زي اجنحة "بيجاسوس"Pegasus في الأسطورة اليوناني المعروفة. سألت نفسي: ياترى بيقولو عننا لتلاميذهم في مدارسهم حاجة، زي ما لمست بنفسي الصبح و يندارو يقولو لنا عن نفسنا، يعني عن نفس الموضوع، مع دوغيشة المغارب، حاجة عكسها؟ و بعبارة تانية إحنا عندهم بالنهار يعني في مدارسهم مصريين:Egyptians، حفود الفراعنة و وي دخول الليل و في عتمة ثقافة العصو-وسيطية اللي فارضين ها علينا: عرب-مُسلمين؟

في مقر الفرع السويدي في العاصمة "استكهولم"، تاني أكبر فرع ـ وقتها ـ بعد البريطاني، انقعد مؤتمر حولين وضعية حقوق الانسان في الوقت الحالي(=تسعينات القرن العشرين). و في المحاضرة الرئيسي المتكلَّم شاور على ملحوظة أساسي: حالة الاسترخاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، اللي ح تبتدي تدب في أوروبا عُقب الانهيار اللي بات و صبح وشيك للمُعسكر الشيوعي.

موجز القول: فيه جوهر، ورا الأعراض، في عمل المُنظمة. فصحيح "الأمنستي" بتشتغل ع المحافظة على حقوق الانسان بشكل عمومي، بس كانت ديك الوقت بتشتغل على حقوق الإنسان تحت ضل الحكومات الشيوعية بشكل خصوصي. و دا اللي جايز يعدي على أزكى الزُّكاي. فمين ينكر شغل المنظمة في سبيل حقوق الإنسان في مختلف نواحي العالم. بس مين يسدَّق حقيقة إن نسغ عملها كان متوجه، في نفس الوقت، يم "تسقيط الشيوعية".

و بطبيعة الحال مافي ش لا بكا و لا لطم ع "الشيوعية"، لا هي و لا النظم اللي أسستها في أوروبا الشرقية، و جايز أوي في مختلف نواحي العالم هي روخرا. و كل اللي يهم ني في الموضوع هو: إذا المصالح العليا للغرب هي المعيار، فهل فيه مانع عند الغرب دا يدعم الأصولية الدينية في بلادنا، طالما كانت بتخدم المصالح العليا دي؟ يعني تسقيط الشيوعية ح يوازي في النقطة دي تدعيم الأصولية (الإسلامية)، بالتمام و الكمال. و واضح إن الآلية اللي الخبرا الأنجلو-أمريكان اعتمدوها في المجال دا هي: زي أشنع الأكاذيب ما لازم تنطوي على جزء م الحقيقة، فأخس الأعمال لازم يشتمل على جزء من عمل نبيل: الدفاع عن الحريات الدينية بتاع الأصوليين الإسلاميين. و السؤال ع الضفة الموازية: هل الغرب ح يتفاني في سبيل نشر الديموقراطية و العلمانية و القومية و كافة المُثل العليا اللي رافعها رايات فوق دماغه في الخطاب اللي بيوجهه لنا حتى لو المثُل كانت بتهوِّب تمس مصالحه العُليا دي؟

و عُقب المحاضرة كان العشا، و اتنصبت حفلة رقص على مزيكا "الفالس"Waltz لـ "شوبان" و "تشايكوفسكي" و "اشتراوس" و الأمر ما منع ش عزف الشكل المُنافس و البوهيمي الأصل المعروف باسم "بولكا"pulka(=نص خطوة). و لحظتها قلت بيني و بين نفسي أداري جهلي و اركن على جنب اتفرَّج و أسيب روحي تحوم في الجو. فأعلى ما كنت وصلت له في بلدي من رقص، هو رقصة التحطيب المعروفة ساعات باسم "العصا" ي "السو" و رقصة "السيا" و دي رقصتها في قرية "أدندان" في النوبة الجديدة إيام قعادي في "أسوان". و الرقصة دي بتحاكي مشية "بوفصادة" اللي بتميِّز بتتنطيط رقيق. و علاقتي بالرقص كانت اتنهت وي تصاعد طوفان الأصولية ، اللي فرضت التعاسة، بصفتها علامة ع التقوى، ع الروح في مصر، يعني وي حَنية صباي.

غيرشي اللي كنت خايف منه حصل. قمر 14 ميِّل مد لي إيده في قعدتي في ضل الحيط، دا لو كان له ضل، وسط فيضان الضي، ع شان ارقص معاها. و بطبيعة الحال هي اللي قادت الرقصة، يعني ظبَّطت نقلاتها و حركاتها على الـ "ريتم" و انا قيست حركاتي و خطواتي على حركاتها و خطواتها، يعني بالمصري الفصيح: هي رقصت و انا، مع كل الأسف، مشكحت. و "كريشندو" و هب اتنهى "الفالس".
في الاستراحة قعدت جنب مني. و من غير مقدمات ميِّلت عليَّ و زفِّت لي خبر:
ـ أنا ريِّس جمعية خيرية"..." ـ اسمها اللي بقها حطه في ودني سقط م الذاكرة ـ بتلم الهدوم المستعملة م الأسر السويدي لاجل تبعتها للدول الفقيرة، زي بلدكو، موش انت قلت لي بردو من مصر؟
اتطلَّعت جامد في وشها اقرا ملامحها، قابلتني براءة غريبة، ما فهمت هاش لا لحظتها و لا في أي وقت بعد كدا. بس حسيت بضرورة رد الإهانة، اللي اترقرقت بنعومة الماية الزلال من بق حندوق، لاجل تمس بلدي، أعظم حقيقة سطعت في العالم القديم و ترزع شخصي في سابع أرض، بعد ما الرقصة المشتركة كانت رفعت ني لسابع سما: عند سدرة المساواة (=الندية) بين البشر. قلت:
ـ تقدري تقولي بكل بساطة: المصريين المعاصرين بشكل خصوصي و الأفاركة بشكل عمومي فقرا، بس إوعي الحقيقة دي تنسِّي كي حقيقة أكبر و أهم و أشمل: قارتنا أفريكا هي أغنى قارات العالم و ريِّسنا "فلان الفلاني" أغني بمراحل م الملك بتاعكو "جوستاف التالت"!
موش قطمت. انسخطت. لا كلمة فوق و لا حدوتة تحت. أعمل إيه؟ غير أنسحب:
ـ عن إذنك!

من "استوكهلم" رجعت "لندن"، لمِّيت خلجاتي ومن مطار "هيثرو" رجعت بلدي مصر.

"روبرت ويلسون" ريِّس قسم "الشرق الأوسط" في الـ "أمنستي"، اللي كان بيتصل بي يوماتي، و ساعات أكتر من مرة في نفس اليوم، و خلال اتصالاته اتفق معاي أكتب كتاب عن المنظمة و وافق ع العلوان اللي اختارته للكتاب، بطَّل يتصل بي لا يوماتي و لا أسبوعي و لا حتى شهري. و موقف المنظمة الأم ما اعرف ش إن كان انعكس بالعامد لاَّ اتزامن وي نشو تحالف متين بين شيوعي تايب بيشتغل طبيب عيون و مخبر بدرجة لوا بوليس سابق في سبيل إبعادي بالذات عن الفرع المصري تحت التأسيس للمنظمة. في الوقت دا الفرع كان بدا يتلقى "تبرعات" م المقر الرئيسي لتمويل النشاط دا و لاَّ النشاط دوكها(ت). يعني البيضة بدت تبيض استرليني. و التناحر بين البشر الغريزيين وارد يوصل لحد الاشتباك بالضافر و الناب. و كان طبيعى الحر الفقير ياخد قرار بالانسحاب. و كان طبيعي أكتر الفرع دا ينهار م الداخل، بتخطيط خارجي ما يخرش الماية، في سيناريو متكرر في حياة العمل العام في مصر.
و السؤال الطبيعي دا الوقت:
ـ إيه سر "تحوُّل" موقف المنظمة من شخصي عقب الزيارة اللي دعو فيها مندوب عن المجموعات المصري و زملاتي اختاروني؟

هل القراي الكريم يقدر يخمِّن سبب/أسباب، ورا التحوُّل دا؟ و هل التخمين دا ح يطابق تخميني؟
عندي جواب؟ ما عندي ش، و بالتحديد ما اعرف ش بالتأكيد، و إلاَّ لكت قلت. لاكن كلي عشم المقال الجاي يرمي و لو ندعة ضي قدام عينينا تساعدنا في تخميننا.
Egyptian Journalist about the Arab World
West behind Fundamentalism
George Bush didn't (thought sic) about war when he sent his troops from USA. He would not use that kind off language when he did.He would use different terms.
Bayoumi Kandil, a member of AMNESTY iNTERNATIONALand a journalist from Egypt said so when he visited Sala.
He is sure that USA never (talkt sic) about real war if it was only 48 wounded or died.No (instead sic) USA should prepare the people and takl about USA's greatnes and the inportnes of defending the country.

Man with Opinions:
He haw lot of opinions. This well-drest man,with AMNESTY mark well seen on his jacket. Just now he is travelling around Sweden and meeting the swedish AMNESTY peopl. He is telling how AMNESTY is working in Egypt.
Five years ago he went with AMNESTY in Kairo. He wanted to work for the better future and human rights. He opinion was that no one should be in prison because of his opinion and no one should be killed.
And AMNESTY could give him information about the crimes against humans. He could use this information as a journalist.
It's not AMNESTY which is collecting peoples around it. Instead he got a opertunity to meet christen Persian Gulf,and his opinions is the opeside.
Fundamentalism is groving in the muslem world.and the west looking for it,says Kandil.
Our egyptian women has always workt on the fields and shoping in the citys without cover on the faces. In the old days Egypt was the most tolerent country in this area.
What would the western world get if it supports the spreading on fundamentalism in the Arabic world.
Kandil says that veapon factories is the intres.
Fundamentalism brings restlessnes and the west wants war.Then they can sell weapons.And the weapons factories have some places to test. He can't prove but his opinion is that the Egyptian fundamental gets money fron west.War keeps the people in order.
The most important in the war between Iran and Iraq was to destroy the opposition in both countries. It was Ayatollah khomins and Hussein's goal,says Bayoumi Kandil.
No war.
There is not gona be a war between USA and Iraq,says Kandil. The Americans sended the toops to defend Saudi Arabia.But Hussein is not that stuped. He would never go against Saudis. Kandil says that the conflict is gona be long.
What can stop the conflict at Gulf of Persia?
_ If the transports stops to Irak,Hussein would understand his situation and he would leave Kuwait. In his own country he would be pleast with some small things. Border changes in front of Kuwait(Bubian Island).
No democrati:
Hussein of Jordan is on his way to Irak to tell Saddam Hussein to leave Kuwait.
As a member of Amnesty he is working to get the political people from prison in the other countrys.
That's why Kandil haw been working to support prisoners in Sudan,but never tried to get bitter circumstances for the human rights in Egypt.
_ Per Gahrten say that Egypt is close to democracy???
_ I don’t know Mr. Gahrten, but may be he knows more about Egypt than me!!!
Elisabet Mattssen
نموزج للمناشدات اللي المجموعات بتبعتها لرؤساء الدول في سبيل تخفيف أحكام الاعدام:

SSSR
Bashkiraskaya ASSR
g.Ufa
Sovet Bashkortostan
Glavnomu redaktoru
18.9.1990
Dear Sir,
As members of group 129 of the Swedish Section of Amnesty International, which is opposed to all violations of human rights irrespective of the ideology of the country in which they are committed, we write to you on behalf of Vladimir Vladimirovich ZHURIN
Vladimir Zhurin has been sentenced to death by the Supreme Court of the Bashkir Autonomous Republic.
You surely aware that Amnesty International is opposed to the death penalty in all cases without reservation on the grounds that it is a violation of the right to life and right not to be subjected to cruel, inhuman or degrading treatment or punishment as proclaimed in the Universal Declaration of Human Rights.
We have appealed to the Chair of the Presidium of the Russian republic B.N. Yeltsin and to the Chair of Clenency Commission of the USSR Supreme Soviet A.I.Golyakov for the sentence on Vladimir Zhurin to be commuted.
We would like to know,if any of your reporters has covered the case. If so we would appreciate further information, copies of any articles published and so on. We urge you to initiate a public debate on death penalty.
Yours sicerely
c/o Anita Grünbau,Dragarbacken 4,811 36 Sandviken, Sweden.





































(2)


هــل منظمات حقــوق الانسان
بتلعب برا الاستراتيجيةالأنجلو-أمريكية في مصر؟

حقوق المرأة نموزج:
الانسان هو الحب، موش الكره.
Man is love, not hate.

في البداية أحب أسأل سؤال أوَّلي: هل يحق للخبرا الأنجلو-أمريكان يعاملونا احنا المصريين المعاصرين باعتبارنا قرود للساع واقفين على إيدينا بين فروع الشجر في الغابات زي ما بيعملو معانا في الوقت الحاضر؟
سؤال في رأيي عويص، و الرد عليه في تصوُّري عويص عنه، و جايز أوي ع شان كدا ح أخَّر الرد لغاية آخر المقال.

حديت تخمـــين:

حديتنا عن إستراتيجية، من أي نوع، سيان كانت أنجلو-أمريكاني و لاَّ ما كانت ش، هو حديت تخمينات و افتراضات و نظريات قايمة على مؤشرات و علامات و استنتاجات، يعني ما عندي ش عن الموضوع، لا معلومات متوثقة و لا مُعطيات متأكدة و لا حقايق صلبة. و بطبيعة الحال الوثايق اللي الدواير الحاكمة بتفرج عنها كل نص قرن و لاَّ كتير عن كدا و لاَّ أقل، ما بتكشف لنا ش غير اللي الدواير دي ـ اللي خبَّتها مدد ذات نفسها ـ عايزة نا نشوفه موش اللي احنا بنسعى و يتوجِّب علينا نسعى وراه.

و الغموض دا ناتج عن طبيعة الموضوع المطروح.(1) أمال عندي إيه؟ عندي وجدان مصري وارثه، بالأساس عن أهلي و أساتذتي"الأميين المصريين" و هم وارثينه بدورهم عن جدود الجدود، وعقل أقدر أوصفه، بإنه يوناني، و ضمير إنساني، زي ما سبق لي القول في مطرح تاني. و عندي كمان تطبيقات الاستراتيجية دي طول نص قرن و اكتر، و بالتحديد من فجر يوم الأربع المشوم يوم 23يوليو/أبيب 1952. و دي تطبيقات قاعدة تسرَّخ في "المتعلمين-المصريين" ـ و القوسين هنا بهدف التحفظ ـ يعصروها لخطوط عمومي للإستراتيجية دي، تمهيد لمقاومتها إيل ما هي واقفة موقف العداوة من ماضي و حاضر و مستقبل مصر. بس "متعلمين مصريين" م النوع دا ما لهم ش وجود أي وجود بين المصريين سيان كانو عايشين جوا البلاد و لا برَّاها، يعني مصر للساع موش قادرة تولدهم. و دا السبب و ع شان أكون سادق أكتر السبب الرئيسي ورا مشيان الاستراتيجية الأجنبية دي اللي بتفتقر لكل درجة من درج النزاهة، في مصر بصورة سهلة عن سريان السكينة في الزبدة، زي ما سبق لي القول مرة بعد مرَّة.
و بدام ح اخمِّن، و مافي ش تخمين أحسن من تخمين، فكل التخمينات واقفة على نفس المستوى م الصحة، اللي جايز تكون من نصيب التخمين دا و لاَّ التخمين المعارضcontrary و لاَّ حتى المناقضcontradictory، فانا بأستسمح القراي الكريم أبتدي بالاستنتاج بدل ما انهي به حديتي، على عكس ما هو معروف و معمول به في البحوث العلمية.

تسـخين الفــاتر:

أرجع ألقط الخيط و اقرر: الإستراتيجية الأنجلو-أمريكاني قايمة، في تصوُّري، بصفتها استعمارية، على قاعدة " فرَّق تسود" بمعنى تحويل الاختلافات لخلافات و الخلافات لتعارضات و التعارضات لتناقضات و التناقضات لتناحرات، و بعبارة تانية تحويل الصراعات الأفقية لخلافات رأسية، يعني من صراعات تقبل الحسم بصورة سلمية، لصراعات ترفض أي حل إلا خلال نفي الغير، بمعنى استئصال وجوده، و دا عمل ما يرضا ش يحصل إلاَّ خلال الحرب. و إذا عرفنا إن مصر لما بتحارب بتحارب بأسلحة مستوردة، م الولايات المتحدة بالدرجة الأولانية. نقدر نشوف إزاي أي حرب تتفجر سيان على حدود مصر و لاَّ داخل حدودها بتكسَّح الاقتصاد بتاعنا، و بالتالي تخدم المصالح القومية العُليا لمين؟ الجواب موش محتاج فكاكة.

أغوط إختلاف في مصر:

بطبيعة الحال الخبرا الأجانب المغرضين دول ما لقوش في مصر اختلاف أغوط وسط كل الاختلافات في المجتمع المصري م الاختلاف الديني بين مسلمين و مسيحيين. و دا الإختلاف اللي الخبرا دول اتولو أمره و نجحو لحد ملحوظ في تصعيده بالطريقة اللي الفقرة السابقة رصدتها قبل شوي. و لما التانيين: المسيحيين كانو في وضع ضعيف بصورة نسبي (ع الأقل من زاوية العدد) عن وضع التانيين، لقينا الدعم الأمريكاني بياخد شكل صوري و علني للتانيين: المسيحيين م التقارير السنوية للخارجية الأمريكية للجان تقصي الحقايق بتاع الكونجرس لتقارير منظمات حقوق الإنسان...إلخ فخطوة زي دي تقدر تكْسب للولايات المتحدة صيت زايف و توَّفر للي باسميه "اللوبي الأمريكاني في مصر" رفع الولايات المتحدة لصفوف: نصير الضعفا و المضطهدين oppressed و المهضومين underprivilgedفي المنطقة من يمة و تحقيق المصالح القومية العليا للولايات المتحدة بتطويل أمد الحرب من يمة تانية. و دا ما يتم ش إلاَّ خلال منح الأضعف ُحقن تقوية من وقت للتاني، خوف لينهزم دوغري، و بالتالي المُولد ينفض قبل الأوان. في حين دعمها للأولانيين: المحمديين(=المُسلمين)على كافة المستويات م التنظير للتمويل للتدريب و موش بعيد أبدن و التسليح لما الخلاف يستوي من وجهة نظر الخبرا الأنجلو-أمريكان و على كدا يصبح قابل للانفجار، ييجي فعلي و سري، و في نفس الوقت، أوسع نطاق و أشد فعالية. فالضمان الأكبر لتفجير حرب طائفية واسعة، من وجهة نظر الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني في مصر موجود، حسب ظني، في قلب "المصريين المحمديين" (=المُسلمين)، بشرط الطرف التاني يقدر يصلُب لمدة معقولة. و على كل ن، الخبرة التاريخية الماضية و الراهنة بتعلم الجميع، و على راسهم يقف الخبرا الأنجلو-أمريكان صُيُّاغ الاستراتيجية دي الدرس الجاي: المصريين المسيحيين و دا مصطلح أدق م "الأقباط" من وجهة نظري، مصريين عن ششقاتهم المصريين المحمديين(=المسلمين). و النقطة دي تحتاج مني بعض التوضيح و بالتحديد تعداد الأسباب الموضوعية اللي واقفة ورا الحكم اللي صدر عني تو:
أ- القرب الزمني للمصريين المسيحيين م الحضارة/الثقافة المصرية القديمة، اللي كانت حضارة/ ثقافة قومية بالأساس. فآخر اسم مصري أصيل، المصريين عبدو خلاله الإلاه كان و زي ما هو معروف:/فنوتي/ VNO] و دا اسم قبطي زي ما هو واضح.(2) دا غير استمرارهم لفِتَر طويلة محافظين ع المرحلة التالتة اللي كانت هي الأحدث في الوقت دا من تطوُّر لسان المصريين: القبطي، فحسب "هومبرجر" "قوص" و "نقادة" استمرو يتكلِّموها بصفتها لغتهم القومية دي بمرحلتها دي لحد القرن التسع-اشر. و العمل دا بيقوم دليل متين، من غير لا مناهدة و لا مناكفة ع الحكم اللي سبق للحر الفقير تو و قال به. و دا بيعني و موش ممكن يعني ، في ظني، غير حاجة واحدة: استمرار الوجدان المصري الأصيل عند المصريين المسيحيين بصورة أبرز من استمراره عند ششقاتهم المحمديين. و دا بيتضح أكتر ما يتضح في امتصاص عناصر ثقافية متعددة م الحضارة/الثقافة المصرية القديمة في صميم الصلوات و الأعياد و التراتيل بتاع الديانة المسيحية و الأدق الشعبة التانية من ديانة الساميين.
و موش معنى كدا بحال إن الحر الفقير بينفي عن المصريين المحمديين(=المسلمين) كل مصرية. فالمصريين المحمديين ما اترددوش يمتصو من دياناتهم القومية القايمة ع التعدد لصميم قرايتهم للشعبة التالتة من ديانة الساميين (=الديانة الابراهيمية) عناصر من غير حصر م الحضارة/الثقافة المصريية القديمة (الصوفية نموزج). و كل اللي باقوله بالتحديد دول أغوط مصرية سِنة من دول. و العلم زي ما هو معروف، قياسات.

ب ـ للإستراتيجية-الأنجلو-أمريكاني في مصر، ميزة، فما في ش ضلمة كحل إلاَّ وتكون مخبية جواها ومضة ضي، مهما كانت نحيفة، و مافي ش صحرا قحطانة و شرقانة إلاَّ و تكون مدكِّنة على عين ماي، و ما في ش أي استحالة أبدن في إن الواحــد يلاقي جوهرة نادرة في كوم زبالة. و الحر الفقير متعوِّد من زمان و بيعوِّد نفسه كل شوي، على لجم حماسته فالحماسة غشلقة. و الغشلقة ما بتضرش حد أد ما بتضر صاحبها/ضحيتها حتى في ضل تركيزي على "تعرية" الاستراتيجية المذكورة، اللي بتتفانى في سبيل حرمان مصر موش بس من أي تطوُّر و كل ازدهار، لاكن حرمانها حتى م الاستمرار: survival ذات نفسه.

مرجوعنا للميزة دي: نتج غصب عن الجهود المتنظَّمة لبعتان مصر لـ "العصو-وسيطة و دا هدف ضمني و مفهوم للخبرا الأنجلو-أمريكان: فرض عقل طايفي ع المصريين المعاصرين. و المؤشرات على كدا متعددة و على سبيل الثال:
أ‌- توجيه جزء "مُحترم" بمعنى كبير م اللي الإعلام الأمريكاني و وراه الإعلام "المصري" المزِّيف المتزيِّف بـ "معونة أمريكية" لمصر في سبيل تمويل التعليم الأزهري، يعني التعليم الطايفي.

ب‌- حشر الكتاب التعليمي المصري "المدني" حتى كتاب الحساب بآيات م الكتاب المتقدس للشعبة التالتة م الديانة الابراهيمية(ديانة الساميين) أقصد "القرءان" دون ن عن الكتاب المتقدس للشعبة التانية لنفس الديانة و مقصودي طبع ن هو "الإنجيل"، و لا أي كتاب متقدس لأي ديانة تانية في مصر. و بطبيعة الحال الحر الفقير ما بيسوِّغ ش بأي حال ححطان أي نص متقدس، أيان كان في أي كتاب تعليمي. فالتعليم المدني يوْجب يكون مستقل عن كافة المتقدسات من كل نوع.

ج‌- المراقب المتابع ما يقدرش يغطرش على عدد م المؤشرات في المجال دا زي تمويل الحكومة و رجال الأعمال بنشاط و حماس لـ"مسابقات تحفيظ القرءان" و "حفلات الجواز الجماعي" لوجهه تعالى يعني على سبيل الإحسان و الصدَق الجاري م الطرف الأقوى لطرف ذليل/عاجز/مجتمعه نسي يعلمه، في كافة مراحل تعليمه، لا مهنة و لا صنعة و لا مهارة من أي نوع. دا غير "موايد الرحمان". فكل العمليات دي بتشاور بفصاحة عالية على إن الحكومة و رجال الأعمال هم في الحقيقة طرف واحد و ما عندي سبب لاعتبارهم طرف واحد أقوى من كونهم بيتكلِّمو على نفس موجة الترددfrequency wave و بالتالي ما هم اش بعيد، بالترجيح، عن خدمة أهداف الاستراتيجية الأنجلو- أمريكاني تجاه مصر. و اظن، من غير ما يكون عندي دليل حاسم في النقطة دي: تربع اللي سمُّو نفسهم بنفسهم "رجال أعمال" businessmenعلى أسباب المال، و بالتالي الجاه في مصر بيشبه تربع العسكروت الحاكم. فدول و دول قفزو م المجهول أما القليلين المعروفين من "رجال الأعمال" دول فغالبيتهم جايين، زيهم زي رجال العسكروت، من أصول متواضعة و أقل من متواضعة. و ما اقصدش هنا سوى تدخُّل عامل/عوامل خارجي، بالترجيح ورا تربعهم السريع بصورة استثنائية بالشكل دا. و بالتالي ما اقدر ش لا انفي، لعدم وجود أدلة ملموسة و لا أأكد لنقص توفر أدلة عن الموضوع من نفس النوع على وجود ارتباطات متينة بينهم و بين الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني اللي بتاخد مرتكز أساسي من مرتكزاتها في "كسر الإنف" بمعنى محي الاعتزاز القومي، و بعبارة أوضح حرمان مصر من أي و كل نهوض، فالتاريخ القديم و الوسيط و الحديث ماعرف ش، بالمرة، نهوض لأي أمة من غير أبناءها ما يحوزو إعتزاز قومي عالي. و عندنا أمثلة فوق الحصر في المجال دا: الهند الصين اليابان ألمانيا...إلخ و زيد على كدا دولة مجاورة على بُعد ندهة صوت!
و في المجال دا الحر الفقير ما ينساش الدور الريادي للأصوليين الدينيين و على راسهم السادة الأزهريين في توفير خدمات عريضة لأهداف الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني تجاه مصر بتحريمهم على سبيل المثال لـ "ظبط النسل":birth control.

د- الإعلام اللي بلغت نسبة البرامج الدينية لكل البرامج التانية 65 % حسب دراسة غايب عني اسمها في الوقت الحاضر.(3) و دا في ضل تنظير و تدريب و اشراف عن قُرب من جانب الخبرا الأنجلو-أمريكان، بصفة خصوصي و الغربيين بصفة عمومي. و خلي المحطات الفضائية اللي السادة "رجال الأعمال" دول افتتحوها و موِّلوها و أداروها. فكلنا نقدر نلاحظ إزاي، المهمة الرئيسية للمحطات دي هي تغريق مصر في برك العصو-وسيطية. بس الشهادة، للحقيقة، الاستراتيجية الأمريكية ما بتخص مصر بـ "التغريق" دا.(4)*****

بطبيعة الحال نقدر نزوِّد "مُصطلح "ديني"، اللي ورد في صيغة المتونت في الفقرة السابقة بشوية صحة و نقول مُحمدي (=إسلامي) و في المجال دا نقدر نتذكر سوا وجود جامعة رسمية اسمها جامعة الأزهر، الشعب المصري كله تم ن بيمولِّها، بصفة رئيسي لاكن ما تقبل ش في صفوفها غير جزء م السكان المصريين دون ن عن الجزء التاني و اظن كان يتسق أكتر وي الحريات الدينية اللي الخارجية الأمريكاني بتراقبها على نطاق العالم و من ضمنها مصر، الامتناع/و الدعوة للامتناع عن المساهمة في تمويل مؤسسة طايفية بتخرج أصوليين إسلاميين، و جهاديين انتحاريين زي مؤسسة الأزهر.(5)

و- وجود محطة إذاعة شغاَّلة 24 ساعة و الأنكت إن المصريين ذات نفسهم هم اللي بيموِّلوها، هي روخرا. أول هم للإذاعة دي هو تدمير و تحقير و تكفير كافة الرموز و العادات و التقاليد و الأعياد...إلخ اللي المصرييين ورثوها عن أعظم الحضارات اللي الشرق الأوسط القديم عرفها في العصرين الحجري الحديث و العصر البرونزي من يمة و نظايرها موجودة عند شعوب المعمورة المتحضرة (عيد الربيع/شم النسيم نموزج) و بالتالي ففي الوقت اللي الأزهريين بيحاولو، و ينجحو، ساعات موش قليِّلة أبدن، و خصوصي وي ضحاياهم، في إنهم يدخَّلو عليهم إنهم بينطقو باسم السما، تلقاهم في حقيقة الأمر بينطقو و يتحدتو و يجعَّرو فينا باسم الوكالات الأمريكية المتخصصة في المجال دا و على راسها بطبيعة الحال: الـ /سي. آي. إيه./
و في ضي النجاح الساحق للاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني في المجال دا نقدر نقيِّم استطلاع الرأي اللي معهد ""جالوب" الأمريكي عمله و شاور فيه على إن المصريين بيتصدرو شعوب العالم في إيمانهم بأهمية الدين في حياتهم. (6)

زـ للاضطهاد ميزة، و اظن ما اني ش محتاج أكرر التوضيح السابق اللي جايز يكون عدَّى على إنه اعتذار، و سُقته بخصوص الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني. بس أحب أذكر ع الماشي هنا جواب متعلم هندي قابلته صدفة في سبعينات القرن الماضي ع السؤال دا:
ـ صحيح انتو بتعانو م الاضطهاد في الهند العلمانية؟
فكان جوابه البليغ:
ـ أيوا، إحنا مضطهدين هناك بس بدرجة نسبية و غير مباشرة، لاكن ضرورية بالنسبة لنا كهنود.
و شرح:
ـ الدرجة اللي تخلينا صاحيين تمللي، و لو نمنا ننام، زي الملوك: بعين واحدة. و ع شان كدا تلاقينا دا الوقت على راس المتعلمين و المهنيين و الحرفيين و العمال المهرة في الهند!

و دا الوقت مرجوعنا للميزة اللي نجمت عن الاضطهاد، فكل خطوة في مجال النشاط السوسيو- ثقافي بتولِّد، لوحدها آليات متحددة، ساعات ما هي ش قليِّلة، تكون مستقلة بصفة خصوصي و مفصولة بصورة نسبي عن الخطط و الأغراض و النوايا بتاع السادة الخبرا اللي قعدو يتبادلو البسمات و الأنخاب و التهاني ـ ماشفت ش و لا حد قال لي، بس باخمِّن. و التخمين سبق و اتفقنا على مشروعيته هنا ـ في ثقتهم في نجاح اللي ح يترجموه من روسهم لـ أرض الواقع.

درجة الاضطهاد اللي المصريين المسيحيين كانو و للساع متعرضين لها من وقت طويل. ولو انها خفت بدرجة نسبي خلال الفترة الأكتر ديموقراطية و الأكتر ليبرالية و الأكتر علمانية في تاريخنا الحديث من دستور 1923 لحد الانقلاب الأمريكاني في مصر. غيرشي درجة الاضطهاد دي اشتدت، و اتحضَّر لها تشتد وي وصول تحالف العسكروت-الكهنوت للحكم فجر يوم الأربع المشوم. و الاضطهاد النسبي دا خد أشكال كتير من بينها حرمانهم من تولي الوظايف الميري. و في حالة فلتان حد منهم و دخوله السلك الوظيفي ترقياته تقف عند سقف متعين ما يتخطاهوش في ضل مقولة "فقهية" بمعنى بشرية، و بعبارة تانية من وضع بشر زيهم زينا، و مع كدا معصومة. و دي هي المقولة اللي بتعادي مصر في حاضرها و مستقبلها: "لا ولاية لذمي على مُسلم". بس نفس الدرجة دي انقلبت، ع العكس م اللي رسمه الخبرا الأنجلو-أمريكان في إطار تعريبهم لمصر، لميزة. إزاي؟ دفعت المُضطهدين دول لدخول نطاق الأعمال الحرة، و المهن العالية التخصص بشكل عمومي، من أوسع البيبان. و دا الأساس اللي جعلت المصريين المسيحيين يشكلو شريحة كبيرة عن نسبتهم العددية م البورجوازية المصرية، و دا السبب في أنهم قدرو يتصلو أكتر بالعالم المتحضر، و بالتالي يتعرَّفو من خلال الاتصال دا على أفكار من بينها القومية و الديموقراطية و العلمانية و الليبرالية...إلخ و الأساس دا هو اللي خلاَّهم احتياطي استراتيجي لانتشال مصر من أسر العصو-وسيطة و ضمها لمسيرة التقدم الانساني، لولا وجود عقبة متحددة هي: ترسُّخ شعورهم بمشاعر "الأقليات" مع إن المصريين المسيحيين ما بيشكِّلوش "أقلية" حسب المقاييس العلمية/التاريخية.

بكدا نكون اتفطِّمنا وي بعض، على أن الخبرا الأنجلو-أمريكان رسيو على إن أغوط اختلافات تقدر بمساعدة خارجية محدودة بصورة نسبي تتحوِّل لخلافات تقبل التجدُّر شوي بعد شوي لحد ما تحقق الغاية المنشودة للاستراتيجية الأنجلو- أمريكية هو الصراع الطايفي. غيرشي الخبرا دول ما كانت ش ناقصةهم درجة الزكاوة اللي تنبه هم ما يرموش طوبة أي خلاف تاني إيل ما بيصب في الأهداف المرسومة بدقة و عناية، زي الخلافات العرقية المزعومة بين البحراويين و الصعايدة في مصر المحروسة (موجة النكت اللفظية الماسخة و غير المصرية اللي اتفجرت، فجأة، في أواخر تسعينات القرن الماضي ضد الجنوبيين و انحسرت زي ما طلعت فجأة، نموزج من نمازج).

كل اللي فات دا ما ينسِّيناش، اللي الخبرا الأنجلو-أمريكان عايزيننا نغطرش عليه: الدرس التاريخي اللي تجرية الأمم الأوروربية بتوفره لنا هو: كل هجوم ع المسيحية هو في ذات نفس الوقت دفاع مجيد عن أتباعها، يعني عن المسيحيين، و العكس صحيح. و للساني فاكر المقولة اللي سادت بين الروس خلال خروجهم من أسْر العصو-وسيطة، مع تحفُّظي ع العنف اللي المقولة دي بتنطوي عليه: "روسيا موش ح تقوم تقف على حيلها إلا إذا شنقنا آخر إقطاعي بمصارين آخر قسيس!".

و بطبيعة الحال دا ما ينفي ش بحال، الدور الإيجابي اللي الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية، اللي كانت اكتسبت طابع قومي(روسي مافي ش كلام) خلال سلسلة الحروب الروسية-التركية على امتداد القرون السبع-ت-اشر و التمان-ت-شر و التسع-ت-اشر. و جنب كل كدا خلال المحاولة اللي الغرب و على قمته الولايات المتحدة راس الاستعمار الجديد، قام بها، عُقب تفسخ شكلٍ لإدارة موارد مجتمع، كان بلغ درجة م النمو، الشكل دا ما قدرش يتسع لاستيعابه، و دا التفسخ اللي الأدب الغربي السايد و وراه الأدب في مصر سمَّاه بـ "انهيار الاتحاد السوفييتي". و المقصود في المجال دا محاولة الغرب التعامل وي روسيا، اللي ولدت "تشايكوفسكي" و "بوشكين" و "ديستيوفيسكي" و "بافلوف"و "تروبستكوي" و "مالينوفسكي" على سبيل المثال، و كإنها جمهورية من جمهوريات الموز، و لاَّ دولة م الدول، اللي الخبرا الأنجلو-أمريكان لزقو في قفاها يافطة "عربية". و بطبيعة الحال نفس الأمر ينطبق ع الدور الأكتر من إيجابي، اللي "المعبد البوذي" لعبه في الصين، خلال ستراتهsutras ضد الفاشية الماوية.(7)

و كان ممكن ينطبق على أي دور م نفس النوع،"الأزهر" كان حاول يلعبه ـ دا لو كان مصري الوجدان، زي مدرسة "قم" ما هي فارسيته ـ في أي مرحلة من مراحلنا التاريخية، إحنا المصريين، ضد ظلم و بطش الأجانب، من كل نحلة و ملة، في سبيل رفع شان المصريين المعاصرين، اللي عايش ، قصدي "الأزهر" دا في الأول و الآخر على عرقهم.

موجز القول، الخبرا الأنجلو-أمريكان، عايزيننا نتبِّت بإيدينا و اسناننا، سيان كنا موسويين(يهود) و لاَّ مسيحيين و لا محمديين(=مُسلمين) ـ و دا التقسيم المُعتمد لنا في الأدب الغربي بصفة عمومي و الأمريكاني بصفة خصوصي ـ في الروابط غير القومية غير الانسانية غير الواقعية اللي بتشدنا للعصو-وسيطة، يعني ما نفرطَّ ش بحال في قيودنا، اللي الدعاي و الفلاسفة و الأكاديميين بتوعنا، ي إما بيغرزوها، بالعافية، في صميم ثقافتنا ـ و نون الملكية الأخرانية بتاع جمع الشخص التاني: المتخاطب بهدف متحدد هو الخم ـ تحت عنوان "ثوابتنا و تقاليدنا و أعرافنا"، ي إما ملتزمين تجاهها الصمت البليغ، و الصمت رضى ضمني، زي ما احنا كلنا متفطمين.

و موش معنى كدا بحال، إن الحر الفقير، بيوافق و لاَّ بيقبل و لاَّ بيغطرش على أي اضطهاد، لأي مواطن مصري، لأي سبب كان، سيان دينه و لاَّ مذهبه و لاَّ عرقه، و لاَّ لغته و لا جنوسته ...الخ. و دا مستوى للحديت مقبول، لاكن حديتي دا الوقت متمحور على مستوى تاني للحديت، عند درجة أعلى. و كل هدفي من بلوغ الدرجة هو:
أول هو: تعديل الأولويات بحيث ما تغفل ش عن قاعدة الأهم فالمهم. و دي قاعدة دهب بسبب محدودية البدايل المتوفرة رهن طوعنا.
تاني هو: ضمان استمرار التناغم بين مختلف الحقوق، بحيث ما في ش حق/حقوق منها يصطدم بحقوق تانية موازية،(8) و بعضها جايز يكون أهم في ضي معيار ضرورة استمرار survival و ازدهار الأمة المصرية بصفتها دي يعني المصرية، و بعبارة تانية تمكين المصريين المعاصرين من استئناف مجدهم القديم، زي أمم كتير في عصرنا "الشجيع الجديد" ما عملت.(9)
و معنى القول إن الأمر هنا هو أمر تجاوز وتقدم، موش ارتداد و تراجع.
غيرشي المقال دا ح يقف بشكل خصوصي قدام منظمات حقوق المرأة في مصر.

منظمات حقوق المرأة كـ نموزج:

"It will yet be proud boast of women that they never contributed a line to the Bible."
George W.Foote
{ يحق لجنس المرأة لحد دا الوقت يتباهو ع العالمين بانهم ما ساهموش بتأليف ولا سطر واحد في "التوراة".}جورج دبيليو. فووت.

في البداية أحب أقف قدام نظرية الحقو-إنسانية. و مدخلي هنا، أستسمح القراي الكريم ما يكون ش قانوني، مهما كانت أهمية النوع دا م المداخل بس في سياق/سياقات تانية . ففي النقطة دي أحب أميِّل على علم الرئيسيات Primatology لاجل استمد منه بعض المُعطيات و المعلومات و المُكتشفات في الاستناد لها في تقريري، من غير لف و لا دوران، إن الخبرة اللي بتوفرها لنا منجزات العلم دا بصفة عمومي هي: لولا الإنسان، و بالتحديد الكائن اللي كان ح يخطي برا حدود مملكة الحيوان ، إتنازل عن جزء/ أجزاء أساسية من حقوقه كفرد ما كان ش قدر ياخد الخطوة الجبارة دي اللي اتمثِّلت في دخوله نطاق المملكة الإنسانية. و علما-ت- الرئيسيات بيضربو في المجال دا مثال بارز بتحطم وحدة التجمعات قبل- البشرية خلال مواسم التخصيب على صخرة غيرة الدكرا ع النتي، و بعبارة تانية جايز أوضح: الكاين قبل-البشري ، اللي كان عايش بالترجيح في الغابات و الأحراش و البرك...إلخ لقا نفسه قدام اختيارين كل واحد صعب عن أخوه: إما ينقرض، نتيجة محتومة لعجزه عن مواجهة الأخطار الطبيعية و غير الطبيعية المحيطة به كفرد بـ "علَّوده" (=مُفرده)، و إما يهدِّي الغيرة بتاعته(و الغيرة حسب "ديكارت": نوع م الخوف النابع من رغبة الفرد في استمرار استحواذه على شيئ مملوك(10)) على نتايته، يعني يتنازل عن جزء/أجزاء من حقه كفرد في سبيل الاستمرار survival كنوع. و بطبيعة الحال فيه اللي فضَّل الاختيار الأولاني: الانقراض، و دول ممكن يكونو شكِّلو غالبية السكان ديك الوقت، زي ما بيشكِّلوها في كل وقت. بس الطبيعة ما بتنساش تطلَّع من رحمها في كل وقت برده "فسيلة"ـ بتعبير مجازي ـ اختيارها يشذ و يختلف و يستقل عن اختيار اللم (=القطيع).

و بالمناسبة دي نعرف م البحوث اللي عالم الرئيسيات البروفيسور "كاريل فان شايك" Carel Van Schaik مُدير معهد و متحف الأنثروبولوجيا بجامعة "زيورخ" بسويسرا، قام بها هو و فريقه، إن السر ورا إنفراد الكا-بشر apes من فصيلة الأورانج-تانج في برك "سواك" في جزيرة "سومطرة" في أندونيسيا، باســـتخدام "أداة"( ُعصية/تصغير عصا/ رُفيَّعة بشكل مخصوص) في استخراج لب تمرة محلية إسمها "نسيا"Neesia. يعني باستخدام مفردة من مفردات الثقافة المادية، اللي البشر بيستقلو بها دون ن عن مختلف الفصايل، راجع لـ انفراد البالغين م الكا-بشر في "سواك" بالذات بالتشارك شبه المجتمعي لمدة أزيد من 20 ألف ساعة من ساعات النهار، اللي أطفال الفصايل التانية بيقضوها وي أمهاتهم و أبهاتهم حتى فترة البلوغ. و التشارك دا القايم ع ""التقارب غير التقليدي و التسامح هو اللي بيوفَّر للأقل مهارة م الكا-بشر دول فرصة الاقتراب الكافي لملاحظة أساليب قنص الغذا، و بالتالي تُعلمها بنفس الحماس بتاع الأطفال."(11)

موجز القول نظرية حقوق المرأة دي ما تزيدش عن الحد الأدنى للسلوك الإنساني، زيها زي أي نظرية قانونية، يعني تليق أكتر بهوامش العيش في الغابات. فالمجتمع الإنساني، و جايز أوي و حتى كل تجمُّع لاخواتنا الرئيسياتprimates قايم على تنازل الأفراد عن جزء من حقوقهم للمجتمع، و كل الجزء دا ما يزيد كل المجتمع ما يكون انساني أكتر. فالفرق بين المجتمع الانسـاني من يمة و المجتمع/ شبه المجتمع الأقل من انساني sub-human من يمة تانية هو بالتحديد كل فرد في المجتمع الأولاني بيعيش ع شان غيره، أما المجتمع التاني فعايش ع شان نفسه.

و اذكر في المجال دا، الدعوة اللي "المتعلمين المصريين" ـ بكل أطيافهم في نطاق علمي و بينهم بكل تأكيد و بلاش أقول على راسهم دُعاي حقوق المرأة ـ اتطمنو لها قبل جيل و لاَّ جيلين، باعتبارها الحل "النميس" لمشاكل التحرش الجنسي اللي البنات/ الستات بدو يتعرضو له في الشارع اللي كان مصري، وفقد مصريته في الوقت الحاضر و هو "تعليم الجنس الناعم" فنون الملاكمة و المصارعة والكراتيه و الكونج-فو إلخ بهدف "نبيل" بطبيعة الحال: الدفاع عن النفس.. و بكدا "المتعلمين المصريين" يكونو نسيو:

ـ المجتمع دا هو اللي بذاته ما كان ش كدا قبل تغلغل المقولات و المفاهيم و التصورات العربية-السامية اللي الانقلاب العسكري فرضها برعاية أمريكاني ملحوظة في مصر. و ما في ش حد من سيادتهم كلِّف خاطره لا يسأل و لا يتسائل، عن اللي حصل. (و سيب ك دا الوقت من دكتور الجامعة الأمريكاني اللي كتب كتاب متواضع المستوى باسم: ماذا حدث للمصريين؟).

ـ البنت/الست، مهما ميِّلت على دراع مفتول و متدرب و متسلَّح، بتستخدم، دراع واحد. و بطبيعة الحال، ما في ش سلاح البشر اخترعوه، إلاَّ و اخترعو ـ وراه هوا ـ سلاع أقوى منه. في حين لو اللي كان سايد تنه سايد، في الشارع المصري، و بعبارة أبسط و أغوط: لو الثقافة المصري تنتها سايدة في مصر، شوارع و حواري و ورش و مصانع و مزارع و كافة نواحي الحياة، بمعنى لو شأن المرأة في مصر تنه مرفوع لمنزلة الـ "ست": ذات و ما اتدحدرش لحضيض الـ "حرمة": موضوع، نتيجة محتومة لتسييد مفاهيم الثقافة السامية بوشها الأقل رُقي: العربي في مصر. لكان الزوق، اللي بيشيل في طياته كل ادرعة أبناء المجتمع، بدل الدراع الوحداني الفرداني لدراع "الحرمة"/ الضحية، الأضعف مهما كان متسلَّح بأي فنون قتال بدنية، شكِّل، زي ما كان بيشكِّل لوقت قريِّب، قلعة حماية ـ و لو إنها غير منظورة ـ تسبق دايم ن خطاوي "ستاتنا" بالمفهوم المصري لكلمة "ست". و بطبيعة الحال الزوق بيولِّد شبيهه و العنف بيخلَّق بشكل تلقائي مثيله، حسب التبادلية النيوتينية Newtonian. و بعبارة تانية الزوق بيرقِّي السلوك العمومي للمجتمع، في حين العنف، بصرف النظر عن مصدره بيحط منه.

و طبيعي دُعاي حقوق المرأة دول يواصلو نفس النهج "الفُللي" بتاعهم بالعودة في الفترة الأخرانية لاقتراح قوانين متشددة أكتر في ضل تصور خصوصي من يمتهم بإن الحل لمشكلة التحرش كامن و ح يتنه كامن لأبد الآبدين في العصا، سيان كانت مادية و لاَّ شبه مادية: القانون. فعادة المستويات العقلية الأدنى يكررو نفس النهوج على أمل موهوم في إن التكرار لنهج فشل في الماضي ح يسفِر، هو هواه، بس يتشدد كمان شوي، عن نتيجة مختلفة في المُسقبل! و بطبيعة الحال المستوى العقلي المذكور محكوم بأقانيم الثقافة العربية-السامية، اللي بتستبدل الضمير الحي بـ "الردع" الباطش اللي عمره ما "يردع" و يلخلخ ركب غير الركب بتاع المواطن البريء عند سماع أي صوت يشاور و لو من بعيد عليه. و في نفس الوقت يحوز فشل، يجلجل في مشارق الأرض و مغاربها، في منع الجريمة اللي بيعملها المواطن "المُجرم"، من وجهة نظر القانون، و المدفوع بدوافع غايبة عن كل مستوى عقلي متدني، و يعجز قصدي "الردع الباطش" حتى عن تخفيف حدتها. و معنى القول إن سمانا مخاصمة نا. و لسبب و لاَّ التاني راسها و ألف سيف تحجب عننا أي فكرة لامعة و فعالة في تغيير الواقع التقيل اللي كلنا عمالين نضج منه، و في ذات الوقت بنعيد انتاجه من غير ما ندري.

و على أي حال أفكار م النوع دا اللامع و الفعال بتفترض وجود مستوي عقلي و وجداني مختلف، متأسس على ثقافة أرقى. ففحدود علمي ماجا ش على بال حد في مصر لا راجل و لا امرأة ، و لو بالغلط، يشكِّل في اللي كانت محروسة "إئتلاف قومي لمناهضة العنف في الترفيه" سيان كان تليفزيوني و لا غير تليفزيوني، زي الائتلاف اللي البروفيسور "توماس راديكي" شكِّله في الولايات المتحدة في تمانينات القرن العشرين باسم: National Coalition on Television Violence.
أما النجاح اللي الخبرا الأنجلو-أمريكان حققوه في "تفجير" علاقات التواد و التراحم و التعاون و التضاحي(=تبادل التضحيات) و التفاني"الإيزيسي"...إلخ بالشكل دا بين الراجل و المرأة في مصر، فنجاح، يفرض ع الحر الفقير يبصم بالعشرة، بكل أسى، إنه نجاح مقطوع النظير.

و لما الملايكة و الشياطين ما كان لهم ش وجود على سطح المعمورة، فالستات، مع كل التوقير لهم، ما هم(ا) ش ملايكة كلهم كلالة و لا الرجالة كلهم تم ن شياطين. فالمرأة لها، زي الراجل، غرايز و رغبات و نزوات و أغراض و مطامح و أطماع و مصالح ...إلخ، ففيه إمكانية و جايز احتمال غير مُستبعد، ستات "يتبلُّو" على راجل شريف ـ و بين الرجالة شرفا بكل تأكيد ـ و يتهموه باللي ما عمل هوش. و بكدا تتصاعد الدايرة الحلزوني، بصفة تلقائي، للعنف المتبادل و في طياته التحرش بطبيعة الحال. و دا الأمر اللي ح يولِّد على شفتير الخبرا الأنجلو-أمريكان التبسيم اللي ح يزيد منه لنفسه في علاقة مطردة، بالترجيح، وي التصاعد المذكور.

زيد على كل دا، قانون تحرش متشدد، يوصل الحكم بموجبه ع الجاني للحبس تلات سنين و التعويض الموقَّت 5001 جني (يوم 22بابة/أكتوبر 2008مصر الجديدة)، بينتمي لنوع م القوانين اللي تميل لتخريب الضمير عند الجميع:
ـ الجاني اللي احساسه بعدم التناسب بين الفعل و رد الفعل، ح يدفعه بالاحتمال لـ (1) رفض الاعتراف، و بالتالي سحب "سيد الأدلة" من قدام القاضي. (2) عقد مقارنة/مقارنات بين الحكم اللي صدر ضده و الأحكام اللي بتصدر و لاََّ ما بتصدرش ضد ولاد الطبقات الأعلى من طبقته. (3) تخزين أكتر من طاقة انتقام تتنها جاهزة في سدره للانفجار في وقت مناسب.(4) احتمال التفاني في سبيل التخلُّص م الأدلة المحشودة ضده، في حالة الرجوع لنفس الفعل بدافع الانتقام، كرشوة الشهود و لاَّ حتى التخلُّص منهم. و بنا على كدا نبص نلاقينا حوِّلنا، من غير ما ندرى، اللي بنوصفه بـ "الجريمة" من بسيطة لمركبة.
ـ الجمهور، اللي ح يلاقو نفسهم، ي النهار دا ي بكرا، في وضع متناقض: ضرورة القبول في العلن، للي جايز أوي يرفضوه بينهم و بين نفسهم، و دا الأمر اللي يميل بضميرهم يم تبرير الفعل المتجرم ع المستوى القانوني. و الحر الفقير بيقيس هنا قانون "التحرش" بحد الرجم، الأشد ردع، في دول الخليج: الجميع هناك بيقبله و يباركه و يشترك بحماسة زايدة في تنفيذه، و مع كدا، ما حدش مقنوع به، الأمر اللي بيوفَّر إمكانية عالية لاستمرار اللجوء له، بس مع إحتياطات أدق من "سيئين الحظ" اللي بيطبو و لا حدِّش بيسمَّى عليهم.
ـ القاضي اللي ح يلاقي نفسه باستمرار قدام أدلة ظاهرة الصحة لازم يقبلها و إلاَّ يخضع للحساب مع إن الفار يمكن يكون بيلعب في عبه: فالشهود ممكن ينشرو، و التحاليل يجوز العينات تتغير في اللحظة اللي هي...إلخ و بالتالي نعرِّضه لنخس الضمير.

و على كل حال، يتعيِّن علينا ما ننساش أبدن، إيل ما كنا دعاي إصلاح ما نغطرش شي عن إن الثقافة السايدة بتعافر لاجل تردم ع الحقيقة دي: للجرايم، صحيح، أسباب ذاتية، بس لها أسباب جايز أقوى، اللي هي الأسباب الموضوعية. و دي الأسباب اللي تستحق مننا إهتمام أكتر في سبيل رصدها و علاجها عند الجدور.

هل قرَّبت أتماس وي الأصوليين الدينيين، و الوهابيين منهم بالأساس، اللي بيحمِّلو المرأة مسؤولية تعرضها لانتهاك خصوصيتها، بدء بالتلفُّظ مرور بالتحرش لحد الاغتصاب، بحجة لبْسها و لاَّ مشيتها و لاَّ خلاعتها و لاَّ خلاف كدا من حجج "أبو زيد"؟
خوفي كل خوفي سوء الفهم ياخد حد أي حد لنتيجة م النوع دا. فرأيي اللي عشت، و ح أعيش أدافع عنه إيل مافي سدري نفس رايح جاي هو: حتى لو المرأة(بنت/ست/صبية/عجوزة) مشيت و لاَّ رقصت في الشارع عريانة بلبوص، زي الغزلان و الأيائل و لاَّ السودانيات الجنوبيات في الأحراش و الغابات و لاَّ الويلشيات في عاصمة "ويلز" شبه العرايا، و لاََّ الرقاصات المنحوتين في جداريات مصر القديمة، و لاَّ "فراين"، اللي وقفت كـ "موديل" قدام النحات "براكسيتيلس"Praxitileles، و هو بينحت تمثال "أفرديت" إلاهة الحب و الجمال عند اليونانيين، فمافي ش هناك أي حق و لاَ أي مسوِّغ لأي حد يرفع ناحيتها نظرة/زغرة واحدة. و كل اختلافي وي دُعاي حقوق الجنس التاني و الأدق الأولاني داير في المقال دا حولين النهوج و الوسايل و البدايل و الألويات في سبيل رفع شأن المرأة، في كل حالاتها، و موش بس في حالتها كأم. زي الثقافة العربية-السامية الأقل رقي ما بتقرر، و ح ارجع للنقطة دي بعد شوي بشيئ م التفصيل.

أما موقفي م الأصوليين و خصوصي الوهابيين منهم، فهو موقف الحرب، بمعنى رد الهجوم اللي بيواصلوه ضدنا تحت رايات الثقافة العربية-السامية، و موقفي دا م الثقافة دي راجع للأسباب الجاية:
ـ أجنبية عن وادي النيل بشكل خصوصي و أفريكا بشكل عمومي.
ـ متخلفة، بتعادي الطبيعة و الانسان و خصوصي جنس المرأة.
ـ خدَّامة للإستراتيجية الأنجلو-أمريكاني تجاه مصر و المنطقة و جايز العالم.

ملاحيظ أساسي:

أول ملاحظة المراقب من قريِّب يقدر يشوفها في منظمات "حقوق المرأة" في مصر هي فقدانها لهويتها المصرية. فالمنظمات دي بتفضَّل توصف نفسها بـ "العربية" (جمعية المرأة العربية /وكالة عرب برس/ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ نمازج)، وحتى اللي "بتغلط" منها و تنعت نفسها بـ "المصرية" النعت دا ما بيقدرش يتحرَّك لقدام و على استقامة الخط خطوة واحدة. فالثقافة القومية المصرية غايبة كل الغياب عن عقل "المتعلمين المصريين" و من ضمن قيادات و أعضاء المنظمات المذكورة على حدين سوا. يعني سيادتهم واقفين في النقطة دي، و دي نقطة جوهرية، كمحاربين/مقاتلين ـ العين عليهم باردة ـ لصالح الاستراتيحية الأنجلو-أمريكاني في مصر. و موش معنى كدا إن الحر الفقير يقصد بكدا اتهام أي حد بالعمالة، فالكلمات الكبيرة زي الكفر و العمالة و الفاحشة و الباطل...إلخ ما بتشكل ش جزء من كاموسي اللغوي. و المقصود من ناحيتي هنا هو بالتحديد: الخبرا الأنجلو-الأمريكان، من خلال مناهجهم العلمية و خرايطهم الاجتماعية اللي راسمينها للمجتمع االمصري و كذالك الثقافية و الطائفية، في حالتها الراهنة و حالتها المنشودة و المرسومة من ناحيتهم بصورة ِدقي، يقدرو يشغَّلو "المتعلمين المصريين" و من ضمن القيادات بتاع منظمات حقوق المرأة في مصر لحساب استراتيجيتهم من غير " المتعلمين" دول مايدرو. موش بس كدا، و هم فاكرين ساعات موش قليِّلة، إنهم بيعارضو الغرب و الأمريكان!!!

و فقدان الهوية المصرية عند قيادات منظمات حقوق المرأة في مصر، هو اللي وفَّر لهم الأساس الأيدولوجي، اللي خلاهم يجتمعو على قلب واحد في مطالبتهم بمنح الجنسية المصرية للولاد اللي نتجو عن "تجويز" ـ و القوسين بهدف التحفُّظ ـ أجمل بنات مصر للسادة العرب. و مشيو في طريق تحقيق غايتهم المنشودة تحت راية متزيفة: زي الراجل ما بيدي جنسيته للطفل تبقا المرأة تدي جنسيتها لطفلها، و دي هي المساواة بين الجنسين. و بكدا غطرشو على تجليات أخطر ع الأقل من كونها بتطول ملايين اتولدو و ملايين أكتر ح يتولدو، لعدم المساواة بين المرأة و الراجل، و طرمخو على مبدأ الأولويات اللي بتفرضه محدودية البدايل، زي القول ما سبق. و اظن العدالة، موش منقوصة و بس لاكن معدومة عند: الشهادة و التوريث و التطليق و الطهور و ظبط النسل و الاجهاض و جرايم القتل للشرفhonor Killing (موال"شفيقة و متولي" الأسيوي الهوى، نموزج) و رفض المحاكم "الشرعية" في مصر التصديق على أحكام محاكم أجنبية أكتر إنصاف للمرأة و تعليق الحق المُطلق للأطفال في حضانة الأم بالديانة اللي شايلة(ا)ها و نسف مبدأ "المولود للزواج"، اللي اللغة العربي بتعبر عنه تعبير ركيك يعني غامض و هلامي و عاجز بالطريقة دي: "الولد للفراش"..إلخ و فوق كل كدا تحت ضل "بيت الطاعة"، اللي ما اقدرش أسميه بأقل م "الاغتصاب المشروع"، و مع كدا كان و ح يتنه لمدد ما حدش يعرف ح تتنهي إمتى بصفته حق إلاهي معصوم يحرص عليه كل الرجالة المصريين/الساميين يعني نص المصريين. و بكدا القيادات دي تكون اتخلِّت عن واجب أساسي من واجباتها و فضَّلت ترفع عليه حق مظنون للمرأة. و بطبيعة الحال ما في ش حد من قيادتنا النسوية وقف قدام السرعة الاستثنائية اللي العسكروت الحاكم لصالح الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني، استجاب خلالها لمطلب "نميس" من نوع منح الجنسية المصرية لاولاد "أجلاف" قضو وطرهم، بالتعبير "الراقي" للغة اللي المفروض ننحي بكل إجلال في كل لحظة تمر بنا لركاكتها و هلاميتها و عنصريتها. و اظن قليليِّن اللي يقدرو ينكرو بضمير مستريَّح إن الخطوة دي ح تأدي، بالضرورة، لـ "تسهيل" عمليات/تجريب(جريدة "24 ساعة" صيف 2008)تحبيل/ و تنزيل "بنات مصر" اللي "العرب الأجلاف" بيتكرمو و يتجوزوهم لمستوى "ملك اليمين" بعد نقلهم لبلادهم. و دي عمليات تتعارض على طول الخط وي حقوق المرأة من يمة، و من يمة تانية و في نفس الوقت تشكِّل أساس مادي متين يساعد مُساعدة مافي هاش كلام كل اللي جد ع المجتمع المصري خلال نص قرن م التعريب و بتنا و صبحنا نعاني منه: تحرش/اغتصاب/ قتل...إلخ. و بالتالي كان الحد م العمليات دي، خلال وضع قوانين مُقيدة مطلب يستحق ييجي قبل "تسهيل" العمليات" دي، بمسافة كبيرة، يعني على راس الأولويات بالنسبة لأي دُعاي لحقوق الانسان بشكل عمومي و حقوق المرأة بشكل خصوصي.
و اظن مافي ش حد يقدر يشكك، و لو لمدة ثانية واحدة، في "تسهيل" قانون منح الجنسية المصرية لأولاد الأجلاف، اللي زرعو "بذورهم" و عدُّو، للعمليات دي. ففي ضل الأوضاع السايدة في مصر، اللي بدت مع الجريمة التاريخية في حق المصريين المعاصرين من فجر يوم الاربع المشوم، و اتوِّجت بصدور قانون زي دا، مصر، عاصمة و مدن و قرى بقت "أرخص ماخور في الشرق الأوسط"، بتعبير شخص خليجي كان "عدى" ع اللي كانت محروسة، و حب يمدح في حضور شلة م "المتعلمين المصريين" ـ و يادي العار ـ في البلاد اللي القرءان ذكرها خمس مرات بالاسم و 24 بالكنية.

و بطبيعة الحال العقل المصري في الوقت الحاضر أضعف و أمرض من بلوغ الفهم المتقرر علني عند بعض الأكاديميين الأمريكان ذات نفسهم: يستحيل أكرر يستحيل ع المصريين المعاصرين يستمرو في رفع الفاعل و نصب المفعول و جر المضاف و في نفس الوقت يتحررو من أسر العصو-وسيطة، يعني يرفعو الطبيعة لمستوي الأم و الإنسان لمستوى الما-ورائي Supernatural و المرأة لمستوى إنسان كامل الإنسانية. و بالتالي تحرر المرأة النهائي مرهون بالتحرر من قداسة اللغة العربية القديمة، المشهورة بالفُصحى. و على أي حال الخبرة التاريخية بتعلِّم اللي عايز يتعلِّم إن بُلدان أوروبا، ما تحررت ش من ضلام العصو-وسيطة، لا هي و لا بُلدان جنوب شرق آسيا، إلأ بعد التحرر من قداسة اللاتينية و السنسيكريتية ع التوالي.(12)

الأنكت إن فقدان قيادات منظمات حقوق المرأة لهويتهم المصرية المُفترضة ، ما كان ش لصالح هوية أرقي، لاكن لصالح هوية أدنى ـ و تهريم الثقافات عمل مشروع في رأيي ـ اللي هي الهوية العربية-السامية، و بعبارة أوضح التغيُّر في مصر ماشي ـ و دي هي النقطة الألزق بموضوع المقال بتاعنا دا ـ من ثقافة بترفع شان المرأة لثقافة بتحط من شانها على كل المستويات. و بالتالي القيادات دي ما قدرت ش لا تشوف المنظور و لا غير المنظور، يعني لا الأشياء و لا العلاقات الكامنة بين الأشياء. و بطبيعة الحال القيادات دي ما استقلت ش بموقفها دا لاكن شاركت به بقيت "المتعلمين المصريين". و اظن الملاحظ الأروب يقدر يرصد كويِّس إزاي الثقافة العربية-السامية بتحط من شأن المرأة في كافة حالات وجودها الفيزيقي و غير الفيزيقي:/اتبرت من ضلع معووج/غوت سيدنا آدم عليه السلام و طلَّعته م الجنة/ مفاتنها عار شنار من وشها لحد ضلها مرور بصوتها...إلخ/. لاكن نفس الثقافة دي ترفعها فجأة لمنزلة التبجيل و التكريم و شبه التقديس، في حالة واحدة مافي ش غيرها: لما تكون أم. يعني "مُنتجة لرجال، المنظومة العشائرية-القبلية في أمس الحاجة لهم كمحاربين في سبيل ضمان استمرار وسيلة العيش بين أبناء المجتمع قبل-القومي دا: الغزي يعني النهب و السلب و السبي...إلخ

و بكدا يكونو و باقصد طبع ن القيادات المذكورة قبل شوي، عجزو عن رؤية الصلة بين إحلال الثقافة العربية-السامية محل الثقافة المصرية-الأفريكية في أرضها التاريخية، و على سبيل المثال عجزو عن رؤية العلاقة المحتومة بين التفريق بين الأخ و اخته عند أداء مختلف طقوس الحياة اليومية و بين تفنديق البيبان قدام "السياحة الجنسية" في مصر بالتعبير المتخفف بتاع جريدة "الجارديان" البريطانية في مطلع شهر سبتمبر 2008 و بين التحجيب(و أشكاله التانية الأكتر حجب لمفاتن المرأة) و عدم الفصل بين المتعة الجنسية و الإنجاب من يمة و بين "إتصال المحارم" (13) و "التحرش"() و "الاغتصاب"(15) و سبعة مليون طفل شوارعي بالتقريب، حسب احصائيات متفاوتة، ع التوالي من يمة تانية. و اظن موش كتير اللي ح يقدرو ينكرو إن دي بعض شي م الهدايا اللي تسييد الثقافة العربيةـ السامية بإيدين الخبرا الأنجلو-أمريكان و مباركة "المتعلمين المصريين" في مصرـ و يادي العجب ـ منحتها للشارع و الحارة و الزقاق في المحروسة و بتعبير أدق اللي كانت ثقافتها الأرقى حارسةها م البداوة. و بيتهيَّأ لي العقل العربي-السامي ما بيكشف ش عن عجزه التاريخي في نقطة تانية أد ما بيكشف عن نفسه هنا، يعني عند "المتعلمين المصريين"، بعد ما اتخلُّو عن عقلهم القومي لاجل يتبنُّو، بحماس دفَّاق، عقل أجنبي و أقل رقي. فالعقل الجديد دا عاجز بصفة شبه دايمة عن الربط بين المقدمات و النتايج المحتومة اللي بتترتب عليها، تمام زي ما عجز عن الربط بين "قتل"(و بالمُصطلح العربي"وأد البنات") و نشو "تعدد الأزواج م النوع الأخوي"، يعني /"مراة واحدة، أسرة كاملة م الإخوة "تضاجعها"/ ـ بتعبير /الفُصحى/ ـ كنتيجة محتومة عند العرب. و دي ملحوظة رصدها الجغرافي و الرحـــال و المؤرخ اليوناني المعروف"استرابو" ,4 xvi (63ق.ع.م.ـ23 م.ع.م.) و هنا الواحد ما يقدرش ما يفتكرش القاعدة بتاع "لافوازيه"، أبو الكيميا في العصر الحديث، اللي بتقول: "اللي بيتنهي ما بيتنهي خالص"!

في إطار العجز، اللي الفقرة اللي فاتت شاورت عليه، نزلت لحد الصفر جهود قيادات منظمات حقوق المرأة في سبيل مقاومة الوهابية، اللي تعتبر أشد أشكال الثقافة العربية-السامية تزمُّت بتدييق نطاق المباح و تطرُّف بتشديد المتحرم و تعالي ع المُختلف و استبعاد للغير، و بالتالي فالشكل دا، اللي قابل مقاومة فعالة برا نطاق موطنه الأصلي، و عجز عن الاندياح حتى في دول الخليج بما فيها اليمن و "عُمان"بحدودهم المشتركة اللي توصل لعدة آلاف م الكيلو مترات، يُعتبر واحد من أعظم ُخدَّام الإستراتيجية الأنجلو-الأمريكاني في مصر. و مع كدا القيادات دي صهينت عن مقاومته، زي ماتكون المقاومة دي برا موضوع حقوق المرأة! و على كدا ماشافوش في دعاوي الوهابيين أي خطر محتمل. و أخص بالذكر هنا هدم الأضرحة و محي التبرك بـ "الأولياء الصالحين"، بدعوى لا يسندها منطق مقبول و لا واقع متعاش ـ قال إيه؟ ـ أمارة ع الشرك بالإلاه الواحد!!! ففي رأيي، و دا رأي حر متأسس ع الملاحظة و التمحيص و التأطير يادوب: لا الصلاة و السلام على الرسل فيها ذرة شرك، و لا السلام على الصحابة و التابعين و آل البيت بتنطوي على هبابة نفي للذات العلية و لا التبرك بالأولياء و لا حتى التشفع بهم فيه أي غبارة انتقاص من تفرده و تعاليه سبحانه.
أغرب ما في الأمر في موقف الأصوليين الدينيين هو محاسبتنا، إحنا الصوفيين المصريين ع التبرك بالأوليا الصالحين من "آل البيت" بالأساس، و رمينا بالكفر للسبب دا، و تطنيشهم و مشاركتهم بحماسة ملعلعة في مخاطبة بشر زيهم زينا، باللقب دا:
*/صاحب الجلالة ملك البلاد فلان الفلاني المُعظَّم/!
فاللقب دا مافي هو ش، زي ما هو واضح، أي شرك و لا أي رفع مخلوق لمنزلة الخالق!!!
و أظن أساتذتي الأميين المصريين" هم اللي قدرو يقفشو التناقض الفاضح بين الموقفين في حكمتهم الخالدة:
:/"يحاسب ع الإبرة و يبلع المدراة"/*****

و بطبيعة الحال هدم الأضرحة على إيدين الأصوليين الوهابيين، اللي ضمنو لنفسهم نصب "قلاع" متحصَّنة و ددبانات متسلَّحة في اللي كانت محروسة، من بينها مؤسسات تعليمية و دور نشر و إذاعات و فضائيات و جرايد و كتبة و إعلاميين...إلخ ح يطول سلسلة م الأضرحة، اللي كان مفروض القيادات النسوية في مصر تكون على راس كتايب التصدي للدفاع عن استمرارها يعني مقاومة الغزي العربي-السامي التاني و الأخير للمحروسة. فالسلسلة دي بتشمل ضريح زي ضريح "غفيرة مصر". فـ "غفيرة مصر" بتعبير المصريين-المصريين/ المصريين-الأميين، اللي كانت بتحرس المحروسة مال عليها الدهر و بقت محتاجة هي ذاتها للي يحرسها، بس مين كان أولى بالشرف الرفيع دا، خصوصي و "غفر مصر" دول و على راسهم رئيسة الديوان، اللي بتعتبر امتداد لإلاهاتنا و إلاهة العالمين : "إيزيس" و زملاتها و أعضاء ديوانها المتقدسين في طول و عرض مصر: "أم النور"(=العدرا مريم) سانت "ماري تريز"/ الشيخة صباح/ الست دميانة/السيدة نفيسة...إلخ؟ و السر ورا طرحي للسؤال دا هو: دي تجليات لثقافة أرقى اللي هي الثقافة المصرية، يعني اللي بترفع شان المراة على كافة المستويات، قُصاد ثقافة الساميين اللي بتحط من شانها عند نفس المستويات دي!
و تعا نطل ع المنزلة اللي إلاهتنا رئيسة الديوان حضيت بها في وقت فات، و للساها ما نزلت ش عنه، لحد دا الوقت و خصوصي وسط أساتذتي الأميين المصريين:
تحت عنوان: "إلاهة العالمين" كتبت "أكسفورد":
{خلال الحقب اللي جات بعد الحقبة-الفرعوني، عبادة "إيزيس" شهدت انتشار ملحوظ على مستويين، مكاني: لمعظم نواحي العالم المعروف، و معنوي: اتسع نطاق نسغها الروحي اتساع هايل، فـ "إيزيس" بقت إلاهة العالمين اللي هضمت وظايف(=صفات) عدد كبير م الآلهة التانيين...و استحقت في أعمال "بلوتاخ" و "أبوليوس":/مدايح "إيزيس"/ مرتبة "أم الكون" و "ست كافة العناصر"... و "إيزيس" الهيلينية طرحت نهج إنساني بصورة أعمق في مشق الزوجة الوفية و الأم الحنونة.}(16)

تجريف الجمال في مصر:

و هنا أحب أقف قدام الظاهرة اللي أميل لتسميتها " تجريف الجمال في مصر":
ـ نقدر نقيس الجمال بمقاييس موضوعية نسبية مفتوحة. فالجمال بينطوي على صفات متحددة زي الطول. فما في ش هناك جمال من غير طول كصفة أساسي. (قارن العود السمهري بالمكرمت) و مافي ش جمال من غير زكاوة، (قارن حد أهبل و بيريِّل بحد ذكي و ِرقِم) و مافي ش هناك جمال من غير حضور، و مافي ش جمال من غير نضارة و النضارة تلات ارباعها صحة. و الصحة نُصها ع الأقل موروث و بالتالي قابل للتوريث للجيل/الأجيال اللاحقة..الخ. و بالتالي فـ "التجريف" دا بيساهم في "تكسيح" المجتمع المصري اللي وقع في إيدين "متعلمينه"، و على راسهم في النقطة دي "دُعاي حقوق المرأة"، اللي ماشيين بسعادة و حماسة، ما لهم ش في رأيي مبرر وجيه، على أتر الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني في مصر.

ـ إذا عرفنا إن العرب "سحبو" أعداد تنحسب و بس بالملايين من أجمل بنات مصر، ح نقدر نشوف حجم التأثير السلبي موش بس على حاضر مصر و لاكن على مستقبلها. و بطبيعة الحال "الجوازات" دي ما كانت ش جوازات بأي تعريف مقبول لمصطلح "جواز" لا ع المستوى القانوني و لا الاجتماعي و لا الثقافي و لا حتى الديني، من لحظة مؤسسة الجواز ما نشت في التاريخ البشري لحد دا الوقت. و مع شديد الأسف، شارك في "تجاريد" التجويز"، مع الدلاَّلات، مهنيين يعني "متعلمين مصريين" ـ و القوسين دول دي انتو بقيتو عارفين معناهم كويِّس عندي ـ منهم "محامين" بيسجلو في الشهر العقاري وثايق ظاهرة الصحةpseudo-valid، و ُطببا بيسننو، بالتزوير، برفع سن "الضحية" المسكينة اللي أهلها باعوها بسبب فقرهم المادي ساعات و نتيجة لفقرهم الروحي ساعات أكتر. و بطبيعة الحال كل دا تم تحت سمع و بصر تحالف العسكروت-الكهنوت الحاكم. فالطرف الأولاني في التحالف طنِّش عن تقييد العمليات دي و غطرش عن إصدار قوانين صريحة واجبة التنفيذ، زي القواعد المرعية، اللي القانون في سوريا الأشد عروبة من غير شك من مصر العربية ـ و يا دي العجب ـ بيشتغل بموجبها. أما الطرف التاني في التحالف الحاكم اللي هو "الكهنوت" فطرمخ في أقل القليل: سوغ و برر و بارك العمليات دي، و دقو، زي الحدادين ما بيعملو، مقولة غريبة ذاتية التناقض: "بدام بسنة اللاه و رسوله، خلاص"، بهدف ما اقدرش أوصفه، من غير ما انزل لمستوى ما اقبل هوش على نفسي.

و بدل القيادات النسوية ما تطالب بتدييق المنبع اللي "بيوفَّر"النوع دا م الجوزات" اللي بتشكل عدوان فاجر على جملة من حقوق المرأة أولها و أكترها إتصال بحقوق المرأة much more relevantحق البنات ـ نسبة عالية منهم قواصر ـ في اختيار شريك حياتهم، خلال قوانين متحددة توازي القوانين اللي النظام القضائي شغَّال بها في الخصوص دا في بلدان متعددة في العالم، نبص نلاقي قيادتنا دي طالبت بتوسيع المصب، عن طريق منح الجنسية لاولاد الأمهات/ الضحايا من جنس النساء في مصر. و معنى القول إن القيادات النسوية عندنا طالبت بـ و نجحت في فرض سن قانون عمومي لغرض خصوصي Ad Hoc! (17)

ـ يربط العلما، بمعنى العلما بتوع "الجمال"Aesthique و بين نشو الضمير و بين حب البشر و بين زيادة الإنتاج...إلخ. فمصر القديمة اللي كانت أكتر الممالك و الأدق الإمبراطوريات في عصرها إنتاج للفنون هي اللي شهدت نشو الضمير. و بالتالي فظاهرة "التطرف" الديني في مصر على سبيل المثال و موش الحصر، تلاقي تفسيرها في تحييد دور الفن في حياة الإنسان و المجتمع في مصر، على إيدين تحالف العسكروت-الكهنوت الحاكم بدرجة أغوط في جزء كبير ع الأقل عن اللي تلقاه في التفسير الماركسي البائس بتاع شريحة م "المتعلمين-المصريين" اللي بيرجَّع الظاهرة دي لأسباب إقتصادية-إجتماعية، و باختصار للفقر. فالثقافة اللي ما عرفت ش لا النحت و لا الرسم و لا الجداريات، و لا تسمع ش عن "أفروديت" و لا "فينوس" و لا "إيزيس"، لازم الفن يكون محط إدانتهم فكل مجهول، بالترجيح، مكروه و مُستهجن و متكفَّر. و في إطار الموقف دا ييجي بالضرورة احتقار الجسم الإنساني ككل و جسم المرأة بشكل أخص. و البشر كل البشر يتجهو للتخلُّص، تحت تأثير واضح للقيم الجمالية، م العقوبات البدنية اللي بتحط من شان الإنسان، غيرشي العرب-الساميين متبتين في أنساقهم العقلية، بصرف النظر عن حططانها من شأنهم و تعريضهم لسخرية البشرية كلها تم ن، موش بس الغربيين. و اظن " ليو تولوستوي" هو اللي قال، و ما كان ش بيبالغ: "مافي ش ح ينجد العالم إلاَّ الجمال."

و في تصوري الأصوليين بكافة أطيافهم متطرفين و معتدلين، بيستهدفو حقوق المرأة بدرجة أساسي. و دا سبب من أسباب متعددة كان مفروض يحفِّزنا إحنا المصريين و بيننا ، و بلاش نقول على راسنا، دُعاي حقوق المرأة ننخرط في مقاومة العدوان الوهابي ع الثقافة المصرية الأرقى. و في الحالة دي ـ أفتكر موجات اندفاع شبابنا كانت ناحية اللبنانيات و التونسيات و المغربيات ـ و خلي الأوروبيات على جنب ـ هدْيت. و في هديان الظاهرة دي تخفيف نسبة "العنوسة" في مصر، وي عدم نسيان ضرورة حذف "المُصطلح" الكئيب دا من كاموسنا القومي، زي المُجتمعات المتحضرة تم ن ما حذفته من كاموسها. فالأجنيبات بقو أحلى و أرق و أرقى في ضل عمليات تجريف الجمال من مصر، من يمة و تعريض المرأة في مصر لعمليات متنظَّمة من غسيل المُخ قايمة على تحقير-الذات الفردية و القومية في نفس الوقت، خلال "تعليم" و "إعلام" الخبرا الأنجلو-أمريكان بيشرفو على رسمهم ساعات و بيحطوه بإييهم ساعات أكتر من يمة تانية. و بطبيعة الحال العمليات دي سبب رئيسي ورا سيادة القُبح المادي و الروحي في مصر، و جايز ما يسبق هوش سوى سوء التغذية و نسيَان العمل الانساني في إطار عمليات تجويع الأمة المصرية على إيدين الخبرا الأنجلو-أمريكان من فجر يوم الأربع المشوم بهدف متحدد: تركيعها كبداية لاستئصال وجودها من ع الخريطة البشري.

ـ طبيعة الأمور بتعلمنا إن الصراع جوا نطاق العلاقات النسوية-الرجالية، كان طول التاريخ الانساني، المتدوِّن، موضوع علم التاريخ و قبل المتدَّون موضوع علم الرئيسيات بالأساس، و اظن ح يتنه لمدد طويلة جايَّة بين جنس النسا كأفراد، يعني واحدة واحدة في سبيل الفوز بأحسن راجل بين الرجالة، و العكس صحيح. و باختصار الصراع الطبيعي ما كان ش و اظن موش ح يكون في أي يوم بين النسا ككتلة متجانسة و بين كتلة تانية من نفس النوع .لاكن الواضح إن طبيعة الأمور دي اللي عجبت البشرية و للساع عاجبةها لحد دا الوقت اتصدَّرت وقفت في زور الخبرا الأنجلو-أمريكان، لأسباب مافي ش أنزه منها و لا أنبل منها و لا أكتر موضوعية منها: فطبيعة الأمور دي توفَّر للمصريين، زي ما بتعمل وي كل البشر، إمكانية التطور. و التطور شرط الاستمرارsurvival و الترقي و الازدهار! و قبل كدا و بعد كدا، الصراع الطبيعي دا يقدر يلاقي حله، بصفته صراع كمي أفقي و محدود بأشكال في الغالب سلمية، زي تكحيل العيون و تحنتيف الحواجب و "ترويج" الشفايف و ضوافر الإيدين و القدمين ...إلخ من يمة و من يمة تانية خلال أشكال في الغالب هي روخرا سلمية. و دا نوع م الصراعات "الفالصو"، بالترجيح، في نظر الخبرا الأنجلو-الأمريكان، فالصراعات الجد اللي تملا قلوب الخبرا الأنجلو-أمريكان بالسعادة و الانشكاح هي الصراعات النوعية الرأسية، اللي بيطول أمدها خلال شقها لكتل مجتمعية كبيرة نسبية، بحيث تستمر لمالا نهاية، و بالتحديد لغاية طرف خارجي ما يتدخل(الحرب الطايفية في لبنان اللي دامت 17 سنة نموزج). فالصراعات اللي م النوع دا تخدم المصالح القومية العلياsupernational interests لبلدان الخبرا الأنجلو-أمريكان، بالأساس، بتدوير رأس المال ـ المالي و المستثمر ـ بصورة أسرع مرة خلال الصناعات العسكرية، و مرة تانية خلال الصناعات المدنية، اللي ما بيخلَّصها ش أبدن تسيب اللي الأسلحة الأمريكاني دمَّرته ما تبني هوش من تاني!

و السؤال اللي بيلح ع البال دا الوقت هو:

ـ يا هل ترى الخلاف و خلينا نمشي خطوة واحدة على امتداد نفس الخط و نقول هل الصراع في مصر بين الرجالة و الستات (=النسوان)؟
و السؤال بصيغة تانية هل "دونية المرأة"/ "الست" تضر كل الستات و تنفع كل و لاَّ حتى مُعظم الرجالة في مصر؟ و هل العدوان على حقوق المرأة بييجي باستمرار و لاَّ حتى في الغالب من جانب الرجالة؟ و ازاي نفسِّر في ضل المفهوم دا، علاقة الحماة، و هي امرأة بامتياز مع مرات الإبن، و على نفس النول، و لو انه بدرجة أقل سنة، علاقة مرات الأخ، و هي امرأة موش عايزة كلام، مع أخت جوزها؟ و إزاي نفهم علاقة مرات الأب، و ما في ش داعي أكرر نفسي في النقطة دي، مع بنت جوزها؟

و هنا يقفز في الذهن التفسير الأنثروبولوجي ـ النفسي اللي بيرجع كراهية الأم لمرات ابنها للفترة اللي طالت ميات الألاف م السنين، اللي التنظيم الاجتماعي وقتها، كان بيسمح بالاتصال بين الأجيال،الأب/ بنته و الأم/ابنها. صحيح التنظيم الاجتماعي دا فسح المجال لتنظيم اجتماعي أرقي يحرَّم الإتصال بين الأجيال. غيرشي صداه استمر مخيِّش في الوجدان البشري. و الصدى دا هو اللي واقف ورا عقدة "أوديب" من يمة و عقدة "إلكترا" من يمة تانية، اللي سيجموند فرويد" اكتشفهم في إطار اكتشافه لعلــم جديد و قتها اللي هو "علم التحليل النفسي" Psychoanalysis. و السبب ورا موقفي الحالي م التفسير الحقو-إنساني المذكور، مع عدم نُكران أهميته بأي حال في تفسير العلاقتين الاتنين دول، راجع لعدم قدرته، و بلاش اقول عجزه، عن تفسير آلاف العلاقات و العلاقات الفرعية اللي بتتوالد بصورة دايمة في المجال السيكو- اجتماعي.

و السؤال دا الوقت: هل الصراع في مصر في موضوع العلاقة غير السوية بين الجنسين و عدم سوائيتها راجع للخلافات و الأدق الاختلافات بين الراجل و الست/ المراة و لاَّ الصراع هو في حقيقته بين ثقافتين بيتقاتلو على أرض مصر، و بعبارة أدق بين الثقافة السامية بوشها الأقل رُقي اللي هو الثقافة العربية الأجنبية (القراءة الوهابي للديانة المحمدية نموزج) و بين الثقافة المصرية القومية الأكتر رقي م الثقافة السامية بوشينها العبراني و العربي على حدين سوا. فالثقافة دي تقف ضمن الثقافات البشرية، في نطاق علمي، اللي للساها بتسند فروق قيمية هرمية(=تراتبية)لفروق طبيعية واقعية بين بيولوجية جسم الراجل و بين بيولوجية جسم المرأة(الدورة الشهرية/النفاس نموذجين) و بطبيعة الحال الفروق البيولوحية دي مفروض في ضي العلم تكون محايدة القيمة: Value neutral.

أحب في بداية الفقرة دي أأكد على تعذُّر تمزيع المجتمع على أساس الجنوسة. فأبسط معرفة بالبيولوجيا توضَّح لأي مستوى عقلي، مهما نزل في درج القيم، يعني حتى لو كانو من بين "المتعلمين المصريين" و لاَّ من ضمن السـادة الخبرا الأنجلو-أمريكان وهم زي ما احنـا القوميين المصريين نقدر نعـرف مجــــــرَّد Neck-tied Ph.Dian, gentlemen /هنري كيسنجر / زبيجنيو بريزنسكي/ صامويل هنتجتون/جوزيف اسبوزيتو نمازج)، يعني مافي ش بينهم حد من عيار"إسبينوزا" و لا "راسل" و لا تشومسكي" ، إن جوا كل راجل مشروع امرأة(من غير الارتباطات المُحطة بالشأن). و العامل الحاسم هو التوازن بين هرمون الأندروجين و هرمون الإستروجين داخل الجسم الانساني.

و الأسطورة اليونانية الروعة بتقول إن الآلهة خلقت الانسان في الأصل ككيان مُفرد، موش كيانين. و بعدين زعلت منه فمزعته حتت. بس رجعت ندمت ع اللي عملته. و صممت ترجَّع الإنسان زي ما كان. و اللي حصل و كان إن الآلهة و هي بتلملم حتت الإنسان حتة من هنا و حتتين من هناك، لقت نفسها قدام كيانين: المرأة و الراجل. و بطبيعة الحال الكيانين اللي الآلهة لملمتهم على ما قُسم، كانو متلخبطين في بعض.

أمال إيه الحكاية؟

أول هوْ: الخبرا الأنجلو-أمريكان عمرهم ما عرفو شيئ اسمه مستحيل ويانا، احنا المصريين المعاصريين، و جايز وي سكان المنطقة، اللي ح أسيب اسمها و حدودها دا الوقت، لوقت تاني أنسب. فتجربتهم ويانا علِّمتهم بالترجيح درس غالي: اللي بيكون مستحيل و رابع مستحيل في جنوب شرق آسيا و أفريكا الجنوبية و أمريكا اللاتينية، بيبات و يصبح ممكن و واقعي و قابل للتطبيق بامتياز معانا.
تاني هو: التحضير و ع الأقل محاولة التحضير لحرب على أساس الجنوسة في مصر، ح يخدم في عدد م المجالات، على راسها، تدمير، و بلاش تدمير، هز الأسس اللي بيستند لها واحد من أهم الأشكال الاجتماعي اللي البشرية اكتشفته لحد دا الوقت: الأسرة. و على نفس النول الدعاي خُدام الاستراتيجية الأنجلو-أمركاني صاغو ما سموه "قانون الطفل" ـ هوا ـ بمعنى حق الطفل في جرجرة أبوه للقسم، لو "انتهك" حق من حقوقه، و مُعاقبة الجار لو عرف بأي "انتهاك" م النوع دا، و ما بلَّغ ش، الأمر اللي بيصب ـ موش عايزة كلام ـ في واحد من أبرز أهداف الخبرا الأنجلو-أمريكان: تقويض شكل الأسرة. و الأهمية الأكبر بتاع الشكل دا من وجهة نظري، و بالتأكيد من وجهة نظر الخبرا الأنجلو-أمريكان كمان، و لاجل كدا بيعافرو يدمروه بإمكانيات و آليات و مؤسسات خرافية الفاعلية أما الحر الفقير فبيداحل لاجل يدعمه و يوقفه على رجليه. و باختصار الأهمية الأكبر للشكل دا هي وقوفه كأقوى تنظيم وسيط بين الفرد و الدولة. فهو الشكل، و بعبارة مجازي، العش اللي بيوفَّر للفرد الأمن و الأمان قدام عنف الدولة غير المقبول. فشكل الدولة قايم على درجة م الجبر و الإجبار المقبولين، بشكل ضمني من جانب الأمة اللي شكل الدولة بيمثلها و الأدق يوجب يمثِّلها. لاكن الشكل دا بيميل للتحوُّل لـ "عصابة مسلحة" تفرض ع الأمة عنف غير مقبول من يمة و تسعى في نفس الوقت للإنفراد بالسلاح من يمة تانية. ففي إضعاف شكل الأسرة نسف لأسباب مهمة لمقاومة الفرد و بالتالي ما يبقاش قدامه سوى الاستسلام لعنف مُفرط من جانب الدولة/ القومية المفترضة بتاعته، هو في جوهره عنف قوة احتلال، و أسوأ. و الأسرة هي اللي بتوفَّر للفرد النمو كإنسان سوي، يعني في أقل القليل موش كاره للبشر. و تجربة الخبرا-الأنجلو- أمريكان ما اترددت تعلِّمهم إن أعظم صديق، و بلاش أي وصف تاني، للولايات المتحدة في النص التاني م العشرين نشأ تحت ضل شكل مهزوز للأسرة . فالصديق دا، الكاره حتى لأبوه، هو اللي نجح، من غير ما يطرف له رمش في وضع اللمسات الأخرانية لنهاية "بلده" اللي كانت بتمثِّل أكبر واحة منقولة في العالم. الواحة اللي بنت أعظم حضارة في العصر الحجري الحديث و العصر البرونزي: مصر. و دا لصالح الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني بطبيعة الحال. و نفس الأمر ينطبق على "صدام حسين" اللي نجح في تحطيم تاني أكبر إمكانية، بعد إيران لبناء دولة عُظمى في الخليج كان وصفها ح يكون العراق الحديث. فالشكل المهزوز للأسرة هو وفَّر الطفولة التعيسة اللي خدمت الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني مرتين مرة في وادي النيل و مرة في وادي الرافدين. فالطفولة دي هي اللي نتج عنها الشخص الواعد اللي الأمريكان لقو فيه مرتين الجوهرة الغالية اللي تحط استرتيجيتهم تجاه الواديين محط التنفيذ.

و عليه فتخليق بمعنى "إختراع" صراع مفترض بين جنس النساء و جنس الرجالة، خطوة بتدفَّع رياح عفية في قلوع الاستراتيجية اللي وصفها مر قبل كدا، مرة بعد أختها. و يتأسس على هز الأسس اللي بيستند لها شكل الأسرة، هدف منشود للاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني: تذرير المجتمع، و دا يخدم كسر الإجماع القومي، المعروف عند كل الأمم من روسيا و الصين و الهند لحد موريشيوس. و في ضل كسر الاجماع القومي، اللي المصريين بينفردو به بين البشر، تلقاهم بيعجزو عن حشد درجة م المقاومة لأي عدوان سيان م الأمريكان و لاَّ حتى العراقيين و الأدق الصداميين، توازي مقاومة أي قومية تانية، مهما كان عُمرها. و في المجال دا ما اقدرش ما افتكرش موقف االعمال الفلبينيين في الكويت ايام الغزو العراقي على سبيل المثال. فكلنا بالترجيح، لاكن بعضنا بالتأكيد يقدر يتذكر سلوك العمال و المهنيين المصريين، اللي كان قايم على الشعار الخالد للمصريين-المتعربين، و بتعبير بعض الأكاديميين العروبيين "الشعب العربي في مصر": التفريط، في حين العمال الفيبينيين قامو بعمل طوق بأجسامهم و أرواحهم حولين البنات و السيدات من ولاد بلدهم. و بكدا نجحو في حمايتهم من عمليات الإغتصاب اللي كانت منتظراهم زي ما كانت منتظرة نظيراتهم المصريات. بس العمليات دي حصلت للمصريات تحت سمع و بصر"بعولهن"، من غير أي نفس احتجاج باعتبارها "أقدار" مكتوبة في "اللوح". و العسكريين العراقيين بينفذوها يادوب في المصريات!(18)

ـ الخبرا الأنجلو- أمريكان بيغطرشو و جايز أوي بيتشاءمو خلال تحضيرهم لحرب على أساس الجنوسة في مصر ع الانجازات الروعة للعلم و الفن في عصرنا الحديث. و السبب؟ الالتفات للمنجزات دي ـ الظاهرـ فيه ضرر شديد لخطوط استراتيجية بلدانهم. فالبيولوجيا بيعلمنا إن البشر بيشتركو، حسب خريطة "الجنوم" في كافة الجينات، بصرف النظر عن اللون و لا العرق و لاَّ الجنوسةgender. أما الفن فعلمنا من مدد طويلة إن البشر، بصرف النظر عن أي انتماء أدنى م الانتماء للبشر، زي الجنوسة، ما يقدرو ش يحوشو نفسهم عن التعاطف بمعني الاتحاد assimilationفي لحظة متعينة مع الشخصية الدرامية، اللي بتتمتع بالنبالة، كل ما يصادفها سوء الحظ. فاحنا البشر، بصرف النظر ـ أحب أكررها ـ عن جنوستنا، بنتعاطف بالضرورة وي "أوديب" زي ما بنتعاطف وي "إلكترا"، و زي ما بنتعاطف وي "العبد المتمرد" لـ "مايكل أنجلو" و"أكالين البطاطس" لـ "فان جوخ". و ع الضفة التانية تلاقينا نشعر بالانفصال dissimalation عن الشخصيات الدرامية اللي بتستقل بالسلبيات: الخساسة/ البخل/ الغدر...الخ فاحنا بننفصل باستمرار عن "إياجو" لـ "وليم شكسبير في "عطيل" و "ميفستوفليس" في "فاوست" للشاعر و المسرحي الألماني "جوته". و كل دا مرة تانية سيان كنا رجالة و لاَّ ستات. فالوحدة اللي بيأسس لها الفن باستمرار، هي حولين القيم و السمات اللي البشرية رسيت عليها من فجر الوجود: و على راسها النبالة.

حقيقة الأمر جوهر الاضطهاد اللي الأمة المصرية بتعاني منه ككل، بيتمثِّل في فرض ثقافة عصو-وسيطية اللي هي الثقافة السامية بوشها الأقل رقي اللي هو الوش العربي ع الثقافة القومية للمصريين، زي القول ما سبق. و لو ركزنا اهتمامنا أكتر في المجال دا لقلنا إن المرأة المصرية بتعاني بالدرجة الأولانية موش م الرجالة المصريين، و لا م المجتمع الذكوري زي مُعظم القياديات النسوية ما بتدعي، لاكن نتيجة لفرض ثقافة هي أجنبية رعوية غرب-أسيوية، بتعتمد "دونية المرأة" كتاني أعظم أقنوم لها بعد الوحدانية، على ثقافة قومية زراعية أفريكية ، اللي هي الثقافة المصرية. و معروف للجميع إن الثقافة المصرية قايمة على سوائية المرأة. دا لو ما قلنا ش على أولوية المرأة ع الراجل في مسائل نسبة المولود و توزيع ثروة المتوفي و حق التجويز...إلخ.

و يتـأسس على كدا إن الجانب اللي كل المصريين، و بينهم القيادات النسوية كان مفروض ياخدوه في الدفاع عن وجودهم و بالتالي مُجمل حقوقهم هو جانب الثقافة القومية للمصريين ضد الجهود غير المشكورة للخبرا الأنجلو-أمريكان في فرض الثقافة العربية الأجنبية. و في نهاية المطاف محي الثقافة القومية المصرية الأكتر انسانية و الأكتر عدالة و الأغوط حرية و الأكتر إنصاف للمرأة.

و على أي حال الخبرا-الأنجلو-أمريكان ما هم اش مستأصديننا بالذات، فدا نفس اللي حاولوه وي قوميات متعددة زي اليابانية و الصينية و الهندية و حتى الروسية-بعد المرحلة السوفييتية...إلخ، بس فشلو هناك في اللي نجحو فيه معانا، فالعامل المرجح باستمرار موجود في الداخل.

ـ مافي ش لا نُكران و لا استنكار لحقيقة "نقل" حركة حقوق المرأة في مصر، لأفكار رئيسي اتبنتها في صميم برامجها عن "النزعة النسوية" في الغرب. فالنكران هنا نفي عمياني ما يضرش حد أد ما يضر صاحبه. و مافي ش استنكار لعملية "النقل" دي فكل الشعوب و كافة الأمم بتستعير من بعضها، فاليونانيين غرفو من منابع حضارات الشرق و على راسها المصرية و البابلية و الفينيقية...إلخ و المغول عن الهنود و الأهوم عن الأساميين...إلخ غيرشي المشكلة بتكون تمللي معانا فين؟ هل نقلنا دا بيكون ميكانيكي، بمعنى سحب من سياق و حشر في سياق تاني مُختلف، و دا نوع م "النقل" غير الفاهم و المتسرِّع و المستسلم، اللي بيعجز عن شوفان الواقع في حركيته و نسبيته و كميته في وقت واحد، و لاَّ "نقلنا" خلاق، إبداعي، نقدي، و واثق من نفسه بتواضع زايد.

كل مراقب أروب لمس، بكل تأكيد إزاي الموجات التلاتة الكبار للنزعة النسوية في الغرب اشتبكت مع كافة البديهيات المزيفة و الأيدلوجيات المضللة و التقاليد الراسخة و حتى المجازات:figures of speech المسنودة بأسس منطقية مغلوطة. و بطبيعة الحال المجال ما يتسع ش إلاَّ لإشارات محدودة. م البديهية المغروزة في اللغة العلمية، و الأدق اللي بتدعي إنها كدا بشأن "سكونية" البويضة نظير "حركية" الحيوان المنوي.(19) حتى النظرية اللي سادت الفكر اليوناني بشأن دور الأب والأم في عملية الإنجاب و انعكست في مجاز ، جري جريان الحقايق الراسخة. و مقصودي هنا المجاز اللي شبِّه الأب/الراجل بالبزَّار اللي بيبذر "بذرة" و المرأة بالتربة المفلوحة/ المحروتة. و تعا نتطلَّع على واحد من تجليات النظرية المزيفة دي عند "أيسخيلوس"، في "يومينيدز" Eumenides و التجلي دا هو اللي ورد على لسان "أبوللو" في تقييمه "الأخلاقي" لقتل "أورستيس" لأمه "كليتمنسترا" على سبيل الانتقام لقتلها أبوه "أجاممنون":
The mother to the child that men calls hers
Is no true life-begetter, but a nurse
Of life seed."tis the sower of the seed
Alone begetteth. Woman comes at need,
A stranger, to hold safe in trust and love
That bud of her life--- save when God above
Wills that it die. (20)
و النزعة النسوية الغربية زوِّدت في نفس السكة فعرَّضت لضي الشموس، التناقض بين تطور الجنس البشريgenus على مستوى البيولوجيا: من فقدان النياب الخنجريةdaggar-like canines لغاية سقوط العُرفmane اللي كان بيدي "الدكر" في وقت فات مظهر مُخيف لمنافسينه، و تحوُّل الجنس البشري في ضي التطور للإعتماد على تخليق "أدوات"(و من بينها أسلحة، البشر يقدرو يسيطرو عليها بإيديهم، بدل الأسلحة دي ما تكون مغروزة في جبلتهم) و ابتكار وسيلة جديدة للتواصل و التشاكل و التصارع (و في نهاية المطاف التفاهم) هي اللغة البشرية من يمة و الاستمرار غير المبرر على المستوى الاجتماعي لعقل يدعو و يتبنى العنف من يمة تانية.(21) و في نفس السكة النسويين الغربيين كمِّلو فدغدغو مفاهيم تمييزية ضد المرأة زي مفهوم "الحتمية الهرمونية" عند المرأة، نظير التحرر الرجالي م الإملاءات الفطرية دي، و نجحو نجاح باهر في استبدال "الاستقبالية النسوية"female receptivity المفروضة بمصطلح جديد هو "الاختيار"، اللي بيوازي "الاختيار الرجالي" و اتأسس على كدا تحت شمس العلوم الحديثة زي علم "البيولوجيا التطوري"Evolutionary Biology سمو الاختيار النسوي و تحرره من موجبات المستويات الأدنى للوجود. (22) فالاختيار دا بدا، مع نشو الإنسان يميل بالمرأة ناحية تفضيل الراجل اللي بيتمتع بصفات مستقلة لحد و لاَّ التاني عن صفات و خلِّونا نستعير مصطلح إستهجاني من مخزون العصو-وسيطة و نقول مفاتن الراجل البدائية زي الشراسة و الاقتحام و العنف. و المقصود بالصفات المستقلة دي عند الرجل الجديد المرغوب هو المؤهلات غير المحكومةunbound ع المستوى الفطري الأولي و المعنوية و السامية زي الذكاوة و الشهامة و الكرامة و الرحمة و الحنية...إلخ

غيرشي النسويين في الغرب ما نسيوش يشكرو في التسمية الثورية اللي "كارولوس لينايوس" علنها في الطبعة العاشرة من كتابه العبقري systema naturae و هي "البزيات"(=الثديياتMammalia) في سنة 1758. و دي هي التسمية اللي حلِّت محل التسمية اللي "أرسطو طاليس" كان دقها في القرن الرابع ق.ع.م. و الدواير العلمية الرسمية في أوروبا تنتها تعتمدها لمدة وصلت ألفين سنة و يزيد و اقصد: "أمهات أربعة"(=ذوات أربع). (23) و الأثر الإيجابي للتسمية بتاع "ليناايوس" اللي كسبت الأرض في المجال البيولوجي بصعوبة شديدة على تحرير العقل الأوروبي من رغبته المغروزة في تهميش الدور النسوي في عملية الإنجاب. إلاَّ أن التسمية و فَّرت لدُعاي تقسيم العمل الانساني في المجتمعات الأوروبية على أساسٍ جنوسي مُصطلح جديد اتوسِّلو بـ "علميته" في بسط مشروعية مشكوك فيها على وجهة نظرهم في طبيعية قصر دور المرأة على رضاعة الطفل الوليد و رعايته، و دا الأمر اللي أدى بالضرورة على تهميش الدور الاجتماعي للمرأة بصورة تتوازى وي دور الراجل. زيد على كدا، إعتماد "لينايوس" الجنسية (الغيريةhetero) كمفتاح للتصنيف في مملكة النبات، و خلال العمل دا سيادته إدى أولوية لأعضاء الدكر. و دا الموقف اللي ما سلم ش من نقد حامي و رزين في نفس الوقت من جانب دُعاي حقوق المرأة في الغرب بلغ حد وصفه بالطريقة دي: "فرض تصورات تقليدية عن هرمية (=تراتبية) جنوسية على العلم".(24)

و بحكم طبيعة الأمور الطريق ما كان ش مفروش بسجادة حمرا، فلو حطينا اللي كان منُتظر منهم يقاومو النزعة النسوية دي على جنب، ح نلاقي اللي ما كان ش منتظر منهم أبدن بصفتهم رافعين رايات التقدم ذات نفسهم: الأصوليين الماركسيين، اللي شكِّلو تيار ماهوش هيِّن داخل الحركة الماركسية. فالأصوليين دول اتمسكو بمقولة عدم الفصل بين اضطهاد المرأة و الصراع الطبقي. و أكدو على مُعطى أساسي: الصراع النسوي جزء، و مفروض يتنه جزء م الصراع الاجتماعي. و بالتالي رمو "النسويين بإنهم "بورجوازيين.(25) و معروف لنا إن حططان وصف "التبرجيز"، في الأدب الماركسي، ما تقل ش كتير عن حكم "التكفير" في الأدب الديني، و قرار "التخوين" بين العنصريين(القومجيين العرب نموزج)
و في سبيل توضيح وجهة نظري، بخصوص "النقل" الميكانيكي اللي "حركة حقوق المرأة في مصر" عملته لتجارب و دروس النزعة النسوية ح اختار أقف قدام موضوع واحد هو "تعدد الزوجات" البابلي الأصل.(المادة نمرة 141 من شريعة "حمورابي"(1792- 50 17ع.م. بالتقريب) و ابتدي بالسؤال دا:
هل "تعددد الزوجات"، اللي بيشكل عدوان مضلَّع و فاجر، في رأيي، على حق المرأة، أم العيال، و العيال دول و المجتمع في نفس الوقت، نابع من سطوة الرجالة/الدكرا؟ و صابب على ضعف المرأة/النتاية؟ و السؤال المتأسس ع السؤال دا: هل المرأة، بالضرورة أكفأ و أنزه و أقدر م الراجل في الدفاع عن جنس النسا؟
قبل حوالي سنتين، دا لو اتطمنت للذاكرة بتاعتي، مجلة "الإكونوميست" البريطانية مست بصورة نقدية خفيفة و محسوبة، لا تصحي النايمين اللي هم احنا بصفتنا غرقانين و بنقرر في الثقافة العربية-السامية و بعبارة تاريخية الثقافة العصو- وسيطية، و لا تنيِّم الصاحيين اللي هم الشعوب الغربية اللي فلتت دخلت العصور الحديثة. فإيه اللي حصل؟ الرجالة الأشد أصولية اتنفضو، دفاع عن الحق المشروع للراجل في تعدد الزوجات. و ساقو حجج غريزية كشفت عن رؤية منحطة للدين و أتباع الدين في ذات نفس الوقت. مُلخص الرؤية دي: الشخص الأصولي ما يقدرش يتحكم في شهوته وقت الحيض اللي ما بيزيدش عن أيام. و طرح "متعلم مصري" كبير في جورنال "الكاهرا" بتاع وزارة الثقافة ـ و ضيعي و ضيَّعينا ويَّاكي يا أسامي ـ سؤال بلاغي يجرِّي الدموع أسبوع ع الخدود. "تعدد الزوجات" و لاَّ العلاقات غير الشرعية اللي الغربيين بيلجأو لها لنفس السبب و في نفس الظرف؟

الرجالة الل بيسمو نفسهم مستنيريين ـ و ضيعي و اتبحتري في الفضا، يا صفات ـ فضَّلو الصمت البليغ. و دا مفهوم و لو انه ماهوش مقبول. فأي حد بيستند للسما، حديته في مصر بيبقا فوق النقاش، مهما كان ضعف حججه و لاَّ هُزال منطقه و لاَّ هشاشة القاعدة المعرفية لسيادته و لاَّ الغرض اللي ما هوش ُهوا اللي واقف ورا حديته (خدمة الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني نموزج) و بالتالي حديته بيلجِّم كافة "المستنيرين المصريين" ـ و القوسين مرة تانية بهدف التحفُّظ ـ ضمن بقيت "المتعلمين-المصريين" . لاكن اللي ماكان ش من وجهة نظري لا مفهوم و لا مقبول هو موقف قطاعات واسعة من جنس النسا، باكتشاف فضايل جديدة لـ "تعدد الزوجات" على راسها حل مشكلة العنوسة. و واحدة داعية إتمطعت و فتت بإن الراجل اللي ما يتجوز ش على مراته أناني و "آثم ن قلبه" و كذالك مراته اللي ترفض دخول "ضرة" عليها فالمسلمين إخوة و التكافل بينهم واجب شرعي!
و في حدود علمي "تعدد الزوجات" ما صادف ش أي معارضة من أي واحد، سيان كان راجل و لاَّ امرأة في مصر في ضل تصاعد الأصولية الدينية، و بعبارة تانية انحطاط العقل المصري، اللي كان على وش الفلتان من أسر ثقافة العصو-وسيطة يعني ثقافة العرب-الساميين اللي سادت العصور دي. و دا انحطاط وصل لحضيض انطباق الوصف الزكي و البارع و المخلص في وقت واحد لكاتب مشرقي مُحترم عليه هو "جهاد الخازن"، بإن "العقل المصري مرضان"! و دا تعبير سيادته خلال أزمة رواية "حيدر حيدر" /وليمة لأعشاب اليحر/. و دي هي الأزمة اللي طلبة "الأزهر" نجحو فيها قبل خمس سنين بالتقريب في نسف/ محي/ قلع مقولة "لا كهنوت في الإسلام" بجدورها و فناتيرها و شناغيبها مرة واحدة.

وصلنا سوا لنقطة متحددة: "تعدد الزوجات" للساع بيلقى الترحيب من جانب طرفين "الصراع" القايم على أساس جنوسي. و معروف إن السادة الخبرا الأنجلو-أمريكان بينظرو لـ "تعدد الزوجات" بصفته جزء ما يتجزّأش م الهوية اللي اخترعوها للمصريين المعاصرين،. الهوية "المُخترعة" دي هي "العربية-السامية" و دا مُصطلح أدق، في رأيي، م المُصطلح الرايج في الخطاب الغربي و بالتالي المحلي: "العربية-الإسلامية".

غيرشي "الثقافة المصرية-الأفريكي"، اللي كانت سايدة قبل الاستراتيجية الأنجلو-أمريكان ما تنجز "الخبطة الفتاكة" بتاعتها في فجر يوم الأربع المشوم، كان لها في ترسانة العصو-وسيطة دي رأي تاني. و الحر الفقير ما بيكشف ش سر لما يقول إنه سمع بودانه في ريف مصر، من واحد من أساتذته "الأميين المصريين" خلال صباه القول دا:
ـ مفروض ربنا ما يحاسب ش أي حد له مرات أب!
و دا كان نفس الاتجاه اللي فن "الأميين المصريين" كان ماشي فيه. و الريفيين اللي زينا للساع فاكرين منظومة الثقافة المصرية، اللي تنتها فوق عن ألفين سنة تقاوم بمفردها و دون ن عن الثقافة السايدة و الرسمية، في المد المتصاعد للثقافة السامية ككل، على سبيل المثال:

* مرات الأب سُخطة م الرب.
*جوز الاتنين ي قادر ي فاجــر.
* أمشي في جنازته و لا أمشي في جوازته.
* الحاجة اللي ما تهم ك وصي عليه جوز ام ك.
* قالو لـ جحا: مرات أبوك بتحبك. قال لهم: تبقا اتجننت!
* راكب سرجين وقَّاع، و راجل مرتين كداب.(سوداني)...إلخ

غيرشي الروح القومية المصرية ما عبَّرت ش عن نفسها في أمثال و بس، ففيه أشكال متعددة تانية في المجال دا:
زي الغنيوة اللي بتبتدي بـ:

/أتدلَّع يا رشيدي على وش الماية/

و ورد فيها السطر دا:

يا برتقان يا ابوسُرة
وحلفت ما اخدك على ضُرة!

وزي غنيوة الأطفال المشهورة:

أنا الديــك الاخضر لاخضر
بامشي ع الحيطـة و اتمخطر
و مرات أبــــوي دبحتني
و ابوي العبيط كل لحـــمي
و اختي العــــزيزة لمتني

و زي الحدوتة دي اللي الحر الفقير سمعها في صباه في ريف "منوف":

دنيــــا:

كان يا ما كان ما يحلى الكلام إلاَّ بذكر النبي عليه الصلاة و السلام.
كان فيه واحد حملي، يعني ماشي رايح جاي شايل أبريقه على ضهره، للي يعوز شوية ماية يقول له:
ـ هات شوية ماية!
يقوم الحملي يدي له.
الحملي دا رايح يملا الابريق بتاعه م الترعة لقا اللي طالعة ماسكة في الابريق. الحملي خاف، قامت قالت له:
ـ ما تخاف ش، دا انا الدنيا، و انت موعود بي و انا موعودة بك.
و كمِّلت قالت:
ـ اركن الابريق بتاعك دا هنا ع الجرف.
و جابو ايديهم ع القاعة بتاعتهم. باتو في القاعة. طلع عليهم النهار. فتح عليهم رب العالمين. الحملي صاحبنا قعد يحوش في أراضي و يبني في سرايات لما بقا إيه؟ باشا. الباشا فلان أرضه في الحتة الفلانية سراياته في الحتة العلانية.
"دنيا" قعدت وي صاحبنا الحملي شوية سنين كُتار. قامت إيه؟ دبلت حبتين كدا. و هو خد عنها جنب.
و في يوم بتقول له:
ـ يا ابو فلان!
رد عليها:
ـ مالك؟
ـ أنا خلاص بقيت وحشة عليك. ما بقيت ش عايزني؟
رد عليها:
ـ هو انا كنت جيبت ك من عند أهلك، إنتي اللي كنتي غرقانة في الترعة، و طلعتي لي في القسمة و النصيب.
أصل ما أصل فصل ما افصل. قالت له:
ـ خدني ودي ني مطرح ما قابلت ني.
ـ بس كدا؟

ركب العربية بتاعته و جاي يمشي. قامت قالت له:
ـ خدني جنب ك.
قام قال لها:
ـ هأأو! عايزة تركبي جنبي! أنا ح أمشِّي العربية على مهلها، و انتي تمشي ي وراي ي يا جنب منها.
مشيت جنب العربية و هو ساق على مهله لحد ما وصلو حرف الماية. قالت له:
ـ خلاص ما انت ش عايزني؟
صاحبنا الحملي دوَّر وشه الناحية ديكها. و قعدت كل ما تنزل في الماية لغاية وسطها تقول له:
ـ خلاص ما انت ش عايزني؟
يدوَّر وشه بعيد.
و لغاية رقبتها و تسأله:
ـ ما انت ش عايزني خلاص؟
يدوَّر وشه بعيد عنها. لغاية ما غطْسِت في الترعة و قررت في القرار. و هب بيتلفت قام لقا الابريق على ضهره و الكوز في إيه؟
طيب و العربية؟
و لا عربية و لا طين و لا دياولو.

و توتة توتة خلصت الحدوتة. حلوة بقا و لاَّ في الزيت ملتوتة؟

و في ذات نفس الاتجاه الفن المصري الرسمي، مشي بصفته فن قومي مصري و قبل ما يتحوِّل يبقا "فن عسكري" تابع: (أ) معادي للقومية المصرية (ب) مفارق للإنسانية في نفس الوقت في ضل تربُع تحالف العسكروت ـ الكهنوت في عرش البلاد فجر يوم الأربع إياه. فالفن القومي المصري دا مشي بوجدان المصريين، و جايز و بقيت سُكان المنطقة على طريق التحرر من أسر العصو-وسيطة، سيان في موضوع "تعدد الزوجات" و لاَّ "المُحلِّل" و لاَّ "النحوي" و لاَّ السحَّار-الدجَّال ولاَّ خلاف كدا. و على امتداد نفس الخطوط، و في نقد ضمني لمؤسسة الجواز، يعني بالتحرك من جروف الإلاهة المصرية العُظمى "إيزيس" باتجاه شطوط "أفروديت" إلاهة اليونانيين الخالدة، الثقافة القومية المصرية ابتكرت شخصية خيالية و لو انها موجودة بالكمون، و اقصد في المجال دا: "العزول"، عدو/عدوة الحب الحر. و دي هي الفترة اللي الفن القومي المصري حضي بأرفع منزلة عند جيراننا م الخليج للمُحيط. و جايز كلنا يقدر يفتكر زعقة "حسن فايق"، في واحد م الأفلام اللي مثِّلها: "كل مُصيبة تطب سببها مرات الأب". و اظن صعب على كتير مننا ينسى الغنيوة اللي "فريد الاطرش" لحَّنها في واحد من أفلامه المشهورة و بتبتدي:
جوز الاتنين/ يبقا بوشين

و بطبيعة الحال كل اللي ينطبق على "مرات الأب" ينطبق هو هواه على جوز الأم. غيرشي اللي جايز يبان اقتناع عند الأب المتجوِّز بيتحوِّل يبقا اجبار مفروض ع الأم المتجوِّزة، إلاَّ إن النتيجة واحدة في الحالتين بالتقريب. و نقدرش ببساطة نقيس المسافة بين دي و ديهات بوضعية المرأة نظير مكانة الراجل.

و لولا "النقل" غير النقدي غير الخلاق و غير المتأني، و دي أرق أوصاف عندي في المجال دا، لكانو دُعاي حقوق المراة في مصر اشتبكو وي ترسانة العصو-وسيطة، بشكل عمومي و مفهوم "تعدد الزوجات" بشكل خصوصي، و بعبارة تانية، لكانو كشفو عن "إبداع" في فهم منطلقات و مرتكزات "النزعة النسوية" في الغرب اللي الشموس اتعوِّدت من وقت طويل تشرق منه. و في الاشتباك دا كانو ح يستندو على جدور متينة مترسخَّة في وجدان المصريين بفضل و في ضل فن راقي سيان مُنتجينه كانو مجهولين و لاَّ معروفين.

و دا الوقت، و في نطاق موضوع المقال:

هل نقبل "تعدد الزوجات" بصفته تنظيم اجتماعي أسلم و أصح و أعلى للحياة الجنسية في مصر و أكتر عدل و حقانية من الجواز الفرداني )monogamyواحد لواحدة) إيل ما الطرفين، و خصوصي جنس المرأة قابلينه و مرحبين به و فاتحين جمعيات بتروَّج له؟ و نفس السؤال بعبارة تانية: هل نستمر خاضعين للثقافة العربية-السامية يعني لأسر الغريزة، سيان بالفعل و لاَّ رد الفعل، و نسيب شهوة الراجل العروبي الأصولي غير الملجومة، بمعنى "الراجل اللي ظهر كمُنتج لمصنع الثقافة العربية-السامية، تنظم لنا حياتنا. ونغطرش ع الأضرار المضلَّعة اللي بتطول حقوق المرأة/القديمة/أم العيال، و حقوق الأطفال/ولاد القديمة، و مستقبل مصر، نتيجة لاستمرار شكل ما يقدرش يدافع عنه إلاَّ شخص دون-بشري لولا "زارع وشه قوالح" بتعبير المصريين-المصريين كان اتعفف عن التغني بشكل م النوع دا في الأصل و اتكسف يسوق عجزه عن التحكم في نفسه طول فتر الحيض و النفاس...إلخ كحجة في الدفاع عن اللي يستحيل لبني آدم سَوي يتمتع بأدنى درج الآدمية، يدافع عنه.

و بطبيعة الحال أسلحة ترسانة العصو-وسيطة اللي للساها بتلمع في نظرنا، و لو انها بقت خردة، عند العالم المتحضَّر و اللي ماشي في سكة التحضُّر تعز ع الحصر. بس في رأيي ما تستحق ش مننا إحنا المصريين المعاصرين، و معانا دُعاي حقوق المرأة في مصر غير هبشها و نسفها و هدمها. أذكر منها ع الماشي مفهومين هم: العّذرية و العنوسة. و اللي كنت أتصوره، مهما كان خيالي شاطح، الحركة النسوية في مصر تتملك شوية جراءة أعلى و شوية نزاهة أكتر و شوية معرفة أوسع، يخلُّوها تشتبك وي الأسلحة الخردة دي.

ومافي ش عجب و لا استعجاب لاستخدام المرأة "العربية-السامية"في مصر لنفس الحجج، اللي الراجل و الأدق "الدكر" العربي-السامي" استخدمها، في دفاعها عن "تعدد الزوجات". فالمرجعية عندها زي ما هي عنده مرجعية دينية، و بعبارة إبستمولوجية(= معرفية) أدق، مرجعية سامية بوشها الأقل رُقي، اللي هو الوش العربي. فالمرجعية دي للساع واقعة في أسر الغريزة، سيان بالفعل (=الانغماس) و لاَّ برد الفعل (التحريم) و في ضل الأسر دا أتباعها يطرحو حجج، لو الصراصير في أنتن المجاري، كانت بتتكلم لكانت استحت تورد لها ذكر على لسانها : فـ "الراجل" ـ و بلاش أميِّل ع الكلمة الأصح و الأليق هنا ـ اتحجج بعدم التحكم في ذاته خلال فترة حيض مراته. أما المرأة فـ {"لم تلحظ أي تغيُّر على أداء الزوج سواء الروحي أو الجسدي} بعد جواز سيادته من "ضُرة" عليها، على حد تعبير واحدة ست، و الأدق "نتاية" في مجلة "الرأي و الرأي الآخر" في سنة 1997. و واضح إن "الحاج متولي" قابل لـ و متمتع بالتعدد في الجواز دون ن عن التعدد في أي مجال تاني (و امتداده بطبيعة الحال في الجنس التاني: "الحاجة متولية" القابلة لـ و المُستمتعة زيها زيه بالتعدد دا) هو المثل الأعلى عند الطرفين، و معنى القول إن الطرفين عاجزين ـ بحكم المستوى اللي الثقافة السايدة في مصر، نزل له ـ عن الفصل بين "المتعة الجنسية"، اللي كافة الثقافات الراقية سلِّمت به بصفته حق للفرد م الجنسين و بين حفظ النوع، يعني الإنجاب اللي يتعيِّن يكون الرأي النهائي فيه للمجتمع. و بعبارة أوضح الطرفين مغطرشين على إن الحديت داير و لازم يدور حولين تنظيم مجتمعي متقيِّدrestricted بمعايير إنسانية ينتج في إطاره أطول الكائنات الحية احتياج للحضانة. و بالتالي أرقاها و موش حولين تنظيم قبل-مجتمعي "المُتعة الجنسية"(=اللذة) هي السيد اللي ما فوق هوش سيِّد، حسب "فرويد". و بنا على كدا يخص الفرد لوحده يعني بشكل مُطلق و بالتالي مطلق العنان.

أرجع و ألخَّص الكام نقطة اللي اتوصلت لهم في متن المقال:

ـ الأمر في مصر موش أمر صراع بين الرجالة و الستات، زي الثقافة السايدة و الأولى المتسيدة بالجبر و الإجبار في مصر(مقولة المجتمع الذكوري نموزج), لاكن بين ثقافة عربية-سامية أجنبية مُضطهدة (بكسر الها) و أقل رُقي بتشوف في المرأة موضوع، و بتأسس لمنطق بيسمح للفعل الواحد يكون مفخرة و غندرة و علِّة إكبار لطرف اللي هو الراجل و مذلَّة و معرَّة و علِّة إستحقار للطرف الشريك اللي هو المراة من يمة و ثقافة مصرية-أفريكية قومية مُضطهدة(بفتح الها) و أكتر رقي بترفع المرأة لمنزلة: ذات، زيها زي الراجل، من يمة تانية.

ـ الصراع الطبيعي موش بين الجنسين، بصفتهم كتلتين متجانسين، لاكن قايم و يتوجب نسيبه يستمر قايم بين أفراد كل جنس م الجنسين في سبيل الفوز بالأفضل بين أفراد الجنس التاني، حسب معايير جزء كبير منها قابل للتغير و التطوُّر.

ـ تخليق صراع موهوم و مستحيل و غير مبرر بين الجنسين تحت ضل الدفاع عن حقوق المرأة يُعتبر واحدة م الجرايم اللي عملتها منظمات حقوق الانسان تحت أنبل الشعارات، من باب دس السم النِّقيع في العسل. و كلنا بالتقريب يعرف المنظمات دي ـ و الحديت هنا على سبيل المثال موش الحصرـ حوِّلت "المصري المسيحي" و كذالك "المصري البهائي"...إلخ لـ "غير"(آخر) تحت ضل خلاب في نُبله المزعوم هو: قبول الآخر! و لو أن المسألة دي تحتاج مطرح تاني.

و على كدا ففوسعي أقول بدرجة عالية م الأمان و الطمان: المنظمات دي هدفها الأولاني متناغم وي واحد من أبرز أهداف الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني تجاه مصر: حططان حد لأي و كل إجماعي قومي بين المصريين المعاصرين.


في الختام أحب أجاوب على سؤالي الأولي، اللي فتحت به مقالي دا:

ـ أيوا يحق، مع عظيم الأسف، للخبرا الأنجلو-أمريكان يعاملونا المعاملة دي و نص إيل ما "المتعلمين المصريين" مفتَّحين عينيهم و موش شايفين واقعهم لا الروحي منه و لا المادي على حدين سوا. و بالتالي الخبرا الأنجلو-أمريكان دول يقدرو يشَّغلوهم، زي القول ما سبق، لحساب إستراتيجية بُلدانهم تجاه مصر(و المنطقة بس دي برا موضوعناoff-topic). و بطبيعة الحال "المتعلمات المصريات" مطرحهم محجوز بامتياز في قلب "المتعلمين-المصريين" بالتحفظ المعهود بتاعي.






مراجـــع و هوامــش:

(1)"We do not have internal documents,so what we say about the details of planning and its motivation is necessarily speculative."Noam Chomsky,Left Hook, February 4,2004.
(2) مع شديد الأسف، القادة الروحيين لجدودنا المصريين المسيحيين سابو اسم الإلاه اليوناني يزاحم الاسم المصري دا على لسانهم.
(3) نسبة البرامج الدينية في وسايل الإعلام المسموعة و المرئية المصرية من فوق عن عشرة سنين.
(4)As for the general course of Western civilization,one got the impression that it had its great moments in the past:the Greeks,the Middle Ages,and the seventeenth century.Since then, there was decline and departure from heights it had reached earlier. Thus there was the need for return. Leo Strauss gave a series of lectures under the title "Progresss or Return." T. S.Eliot, Jacques Maritain were for return also. Yves Simon and Otto von Simon and eventually John Nef were models of Catholic sobriety.No one was preaching the doctrine of progress any more. The possibility of progress was understood –as the ancients understood it – to be cofined to technical matters and inventions in such things as industry and medicine….The high Middle Ages were reclaimed as "classical"p.181 Culture,Creativity and Exile. Edited by: Munir Akash,Amira El-Zein,Jusoor.
(5) نقلت جريدة "الأخبار" المصرية عن جريدة "لوس أنجيلوس" و "واشنطون بوست" يوم 21/10/2002 إن الحكومة الأمريكية "أعطت منحة قدرها 25 ألف دولار لكلية الشريعة بجامعة "كابول"، يعني بعد إسقاط حكومة "طالبان" بسنة بالتقريب!
(6) جريدة "الأخبار" الصفحة الأولانية يوم 12فبراير/أمشير 2009
(7) "The Translated literature of Buddhism" Hu Shi, ,Crosscultural Transgressions",edited by Theo Hermans,St Jerome 2002
(8) في غمرة الاحتفال بحقوق المرأة، مجلة "ألف" عدد 28 (2008) علنت تحت عنوان ملحق 1:
{يتضمن المُلحق القصة الإطار لكتاب "ألف ليلة و ليلة" تصحيح الشيخ "محمد القطة العدوي"، كما وردت في "قالت الرواية...تليها قصة جديدة كتبتها "سحر الموجي" في إطار مشروع إعادة كتابة الحكاية، و للقارئ تأمل اختلاف المنظور بين الحكايتين.} و بطبيعة الحال ماعندي ش أي اعتراض على أي عمليات اقتباس و لاَّ اقتناص و لا استلهام للتراث الشفوي، اللي شعبنا صاغه على امتداد التاريخ. و كل اعتراضي في النقطة دي مقصور ع التوصيف. فلو الشيخ "العدوي" وصَّف عمله بإنه "تترجيم" لاكتسب مشروعية مقبولة. أما سيادتها فحطِّت عملها "في إطار مشروع إعادة كتابة الحكاية". و موش عايزة نقاش عمل الشيخ "العدوي" بيشكِّل بصفته دي "عدوان سافر" على زمنية-مكانية التراث ـ و دا على هامش موضوعنا ـ لاكن الـ "عمل" بتاع "س.الموجي" بيشكِّل في إطاره المذظور "عدوان سافر" هو راخر، على نفس زمنية-مكانية التراث بس أدخل في موضوع المقال. و فوق كدا ما هوش مُفيد في تصوُّري، للحركة النسوية و بالتالي ما لـ هوش أي مبرر.
(9) الصين و الهند و اسرائيل نمازج معاصرة و متوفر عنها معلومات و مُعطيات و حقايق متوثقة فوق الحصر.
(10) Jealousy,ed. By Gordon Clanton&Lynn Smith,A Spectrum Book,1977.p.129.

(11) Among Orangtan:Red Apes and the rise of Human Culture, Carel Van Schaik,Harvard University Press,2004.

(12) Sacred Language,Ordinary People-Dilemmas of Culture and Politics in Egypt,Nilofer Haery,Palgrave Macmillan,2003

(13) بنعرف من تراث العرب-الساميين في العصو-وسيطة و العصو-حديثة على حدين سوا شتايم في اللغة العربية، لسان المصريين ما عرف ها ش في أي مرحلة من مراحل تطوره: مثال:
· يا ماص بظر أمك!
· يا نيَّاك إختك!
(14) كلمة "تحرَّش" كلمة قديمة في كاموس "اللعق" بس شحنوها بمعاني حديثة بهدف نقل معنى "الكلمة الأجنبية"harrasss، فالكلمة ماهي (ا)ش معروفة لا في "اللعق" و لا في "اللمح"، بمعناها الجنسي المتحدد، بس لسببين مختلفين عن بعض. فعدم وجودها في الماضي و لغاية قريِّب في الأولانية راجع لمنظومة الثقافة العربية-السامية، اللي قايمة على اعتبار المرأة: موضوع/شيئ و بالتالي بتعتمد وسيلتين اتنين بشكل أساسي لممارسة الحب من جانب الراجل وي المرأة: السبي (أول غزي عربي لمصر في أواسط القرن السابع م.ع.م.)و الشرا (تاني و آخر غزي عربي للي كانت محروسة بدء من نص القرن العشرين) أما استغناء "اللمح" عنها فراجع لبنية الثقافة المصرية-الأفريكية اللي بتنظر للمرأة باعتبارها" ذات لها عقل و ضمير و إرادة، زيها زي الراجل تمام. و بطبيعة الحال، و زي اللي مُنتظر، لا زيادة و لا نُقصان، الاحترام و قول التبجيل و التوقير و التقديس ما كان ش أحادي. فالمرأة/الحبيبة كانت بتخاطب حبيبها بالطريقة دي:
ـ يا إلاهي!
فالجدير هو الإنسان.
و البروفيسور "دبورة سويني" من قسم المصريات بجامعة "تل أبيب" بتختتم دراسة جادة لها بعنوان: الجنوسة و تعديد ندابات من مصر القديمة"ًWalking alone forever,following you(Gender and Mourners'laments from ancient Egypt,1998 بالكام سطر دول من عدودة نقلتها من "لودينكز"Lüddeckens no 48.. لواحدة ست من مصر القديمة بتفتكر راجلها بعد وفاته:

…You have gone far away
How can you do it?
Alone I shall walk,
Yet I will always be behind you.
The one who loved to converse with me,
You have fallen silent:
You do not speak.

سيبتني لوحـــــدي و مشيت لبعيد، و البين قال عــدوله
جرحي يهــــون عليك إزاي انت اللي ما كان غيرك دووله!(دوا له)
لاطلع يا شقيق الروح ماشية قدمي فوق من طبعة قدم ك عدوله(عدل له)
اللي كان بيموت في الحديت وياي طب ساكت، ساعة ن "خواته" نادو له
نُطْق لم عاد ينطق، حـس هــص مافي ش: اخبزو القرابين و إدوله!
{ألف رحمــة و نــور ع اللي غرَّب، ألفين ع اللي سابهم ما عـدوله!} (ت.الحر الفقير)
(15) اللغويين يقدرو يرصدو إزاي "اللمح" ما عرفت ش كلمة "اغتصب"، يعني ما احتاجت ش تستعيرها م "اللعق" إلاَّ خلال نص القرن الماضي، مع تعريب بمعنى تسسيد الثقافة العربية-السامية في مصر، و بالتالي استبدال الثقافة المصرية بثقافة غرب أسيا في أرض "إيزيس" مع تربُّع تحالف العسكروت-الهكنوت في عرش مصر من فجر يوم الأربع الإسود بتدبير و اشراف و رعاية أمريكاني، و دا الأمر اللي الأدلة و الدلايل بتتراكم عليه كل مدى و يوم بعد يوم.
(16) The Oxford Essential Guide to Egyptian Mythology,Edited by Donald.B.Redford,Berkley Books,New York,2003.
(17) خمِّنا، كلنا تم ن بالترجيح، وقتها الأسباب اللي خلَّت عدد ملحوظ م الستات يطلبو الطلاق من اجوزتهم، بعد رجوعهم م الكويت المحتلة لمصر اللي كانت محروسة. و جريدة "الأهرام" نشرت في وقتها في بريدها في يوم من ايام الجمعة رسالة واحدة ست مصرية، عسكري عراقي و الأدق بعثي-صدامي صمم /يضاجعها/ بتعبير "اللعق" /الفُصحى/ في عرض الشارع، و اللي حصل و كان جوزها "الهُمام" اتنفض ورجا العسكري يعمل فيه معروف و يعمل كل اللي عايز يعمله في مراته بس جوا في الشقة!!! و بطبيعة الحال العسكري البعثي كان ـ الظاهر ـ أطرش. أما المحرر الأشد همة فطيِّب خاطر المغصوبة عن طريق استدعاء دعوة هايلة من ترسانة العجز بتاع العصو-وسيطة للضحية بقبول حكم القدر، زي جوزها ما عمل. و دي دعوة ـ زي ما هو واضح ـ متبطنَّة بالتهديد بالتكفير.

(18) قبل صدور القانون بفترة قُصيَّرة و في بحر النقاش، اللي اعتمد "النقل الميكانيكي" لمنظومة حقوق الإنسان من موطنها الأصلي لمصر، الحر الفقير انفرد بموقف خصوصي عبَّر عنه بعبارة حاسمة، ما تعرف ش لا لف و لا لفلفة، في باب "قضية و رأي" في جريدة "الأخبار" يوم 6 أغسطس/مسرى 1999 :
/تُخطئ حكومة مصر خطأ جسيماً لا يُغتفر في حق الوطن، إذا فكَّرت في الاستجابة، جزئياً أو كلياً، للحملة المسعورة التي استأنفها في الآونة الأخيرة أولئك الذي يُطالبون بمنح الجنسية المصرية الغالية لأبناء الأجانب الذين هربوا بمجرَّد "قضاء وطرهم" مع أمهاتهم، و هو الأمر الذي لن يُؤدي إلاَّ إلى تسهيل مهمة الذين نجحوا في إعادة أسواق النخاسة بعد اختفائها في مصر. و ليس غريباً أن يقف هؤلاء تحت مظلة حقوق الإنسان التي اتسعت حتى شملت حق تسوُّل المعونات الأجنبية بآلاف الدولارات و أحياناً بملايينها من جهات مجهولة و أخرى مشبوهة لتمويل الأنشطة الأهلية ـ فيما يُقال ـ على أرض مصر. و هاهي تتسع لتشمل حق السماسرة في بيع فتيات مصر للأجانب الذين يُولُّون الأدبار فور انتفاخ بطونهن. و في هذا البيع عدوان لا مراء فيه على حق الشبان المصريين في الزواج من أولئك الفتيات، و هوالوضع الذي "أهدى" مُجتمعنا جريمة ظل يجهلُها حتى وقتٍ قريب: الاغتصاب. لكن الغريب أن يُجنِّد هؤلاء السماسرة أقلاماً مصرية، بلا حصر، كي تُطالب الحكومة باستصدار قانون خاص في هذا الشأن، و هو قانون سوف يُؤدي ـ فيما لو صدر ـ إلى تفاقُم المشكلة التي يدَّعون أنها ستجد حلَّها باستصداره. فبدلاً من عشرات الآلاف من هؤلاء الأبناء الذين فر آباءهم سوف نجد مئات الآلاف ثم آلاف الآلاف، حتى ينتهي الأمر بتخصص المصريين في تربية أبناء الأجانب و تخصص هؤلاء الأجانب في نفخ بطون نساء المصريين. و أرى ضرورة تضييق المنبع الذي تنبع منه هذه المُشكلة التي تتفاقم نتيجة للنشاط المحموم الذي يبذله، بتفانٍ لا يُحسدون عليه أولئك السماسرة. و في سبيل ذلك نمنع مثلاً، ابرام عقد الزواج إلاَّ أمام المحكمة، مثلما هو الحال في سوريا./
(19)The Egg and the sperm: How Science has Constructed a Romance Based on Stereotypical male-female Roles,Journal of Women in Culture and Society,Emily Martin,16/3 1993.
(20) Aeschylus,Oxford University Press,1949.p.197.
(21)Animal Sociology and a Natural Economy of the Body Politic,Journal of Women in Culture and Society,Donna Haraway,4/1,1978
(22)Ibid.p.69(Feminism&Science,Oxford University Press,1996).
(23) Why Mammals are called Mammals: Gender Politics in Eighteenth-Century natural Science,Londa Schiebinger, Nature's Body:Gender in the making of Modern Science,(Boston,1993).
(24) Londa Schiebinger,"The Private Life of Plants:Sexual Politics in Carl Linnaeus and Erasmus Darwin",in Marina Benjamin Oxford,1991.
(25) Marxisme et féminisme,Stevi Jackson(…) 2000.









(3)





ختام

عن"المتعلمين المصريين"


لو كنت إلاه لغفرت كل الذنوب إلاَّ الغباوة.


(أ‌) اسم و مُسمى:

للغباوة الصناعي اللي "المتعلمين المصريين" مستمتعين بها، دون ن عن أي متعلمين تانيين في اربع-ت-اركان المعمورة تجليات تعز ع الحصر. و السر ورا استخدامي لمشتق من مشتقات فعل "استمتع" وي السادة "المتعلمين" بتوعنا، بدل فعل "عانى" راجع للسعادة، و قول الانشكاح-الذاتي، اللي أي مراقب معدي بالصدفة يقدر يرصده في عينيهم، بالتوازي وي سلوكياتهم و مقولاتهم و تحليلاتهم...إلخ. و بطبيعة الحال العدويين بتوعنا ما بيعتمدوش، ساعات كتير، على زكاوتهم بالدرجة الأولانية أد ما بيعتمدو على غباوتنا دي.
و في ضي تحليلي الخصوصي، كل ما "التعليم" يوغَّل في عقول "المتعلمين المصريين"، كل الغبارة الصناعي ما تجدَّر و تترسَّخ و تتعمَّق في ادمغتهم. فالعلاقة، هنا، طردية. و ُبنا على كدا، نلاقي الغباوة الصناعي دي متجدَّرة أكتر عند السادة اللي الثقافة السايدة في مصر بتسميهم أسامي متعددة من بينها "رواد النهضة الحديثة في مصر"/ قادة عصر الإحياء"/"مؤسسين حركة التنوير"...إلخ: رفاعة رافع الطهطاوي، محمد عبده،(و اركن "الأافغاني" على جنب و انسى الرواد المشارقة: آل البستاني و آل زيدان و آل اليازجي...إلخ بصفتهم برا الموضوع:off-topic ) طاها حسين، قاسم أمين، سلامة موسى، لويس عوض...إلخ. و ع المستوى الشعري السلسلة بتبتدي بـ "محمود سامي البارودي. و بطبيعة الحال المجال ما يتسع ش لنقد طابور طويل بالشكل دا، خصوصي، في ضل تمتُّعه بدرجة، تزيد و لاَّ تقل م التقديس على ضفة، و الوش التاني للتقديس: التدنيس ع الضفة المقابلة. فـ "كعب أخيل" الشرق هو التقديس و نقيضه: التدنيس، يعني الفعل و رد الفعل. فالاتنين وشين لعُملة واحدة: العما عن الواقع. بس يكفي ني بشكل موقَّت دا الوقت، قبل ما أجِّل نقدي للطابور دا لمجال أرحب، أقول: الطابور المتقدس/المتدنس دا بعث اللي ماكان ش مفروض يبعثه، و ع العكس كان مفروض يتفانى في سبيل تمويته و دفنه و الردم عليه. و بكدا، و بكدا لوحده كانت النهضة في مصر ح تشكِّل "انقطاع معرفي"epistemological discontinuity، زي ما شكِّلت في أوروبا في عصر نهضتها. و بدل "نهضتنا" ما تيجي "استمرار معرفي" للعصو-وسيطة، زي ما عدد محدود، و لو انه موجود، يقدر يشوف بنفسه: غرقانين و بنقرر في قعور الظلم و الظلمات و الجهل و الخرافات، اللي بينعكسو في عجز الكل و إعجاز البعض. و انسى دا الوقت دور الأجانب بشكل عمومي و المشارقة منهم بشكل خصوصي، في النهضة و الأدق في اللانهضة Anti-renaissance في مصر. فدا لا زاد و لا نُقص عن دور مُساعد. والمجال ما يتسع ش للتفصيل و بالتالي مرجوء لوقت تاني أرحب.

و بكدا أكون ركنت على جنب "الانحطاط الخُلقي" بتاع "المتعلمين المصريين" . و قبل ما نكمِّل أحب ـ قبل ما انسى ـ نعرَّف "الانحطاط الخُلقي"، بصفة عمومي بالطريقة دي:/ سلوك العارف، بطريقة تتعارض وي معرفته، في سبيل تحقيق مصلحة ذاتية، و بعبارة تانية دوس "المتعلم" على ضميره/(مشاركة "المتعلمين المصريين" في مهرجانات "الغوطة"، "المربد"، "الجنادرية" ع التوالي نموزج)

أما مقصودي بالغباوة الصناعي فمظاهرها بتتمثل في فعل واحد ي أكتر من واحد م الأفعال الجاية:
ـ نطلب نفس الطلب من نفس الشخص/الجهة/ الإلاه، مرتين.
ـ نعمل نفس العمل مرة بعد التانية، و ننتظر نتيجة مختلفة في كل مرة.
ـ ننقل تجارب و آليات و نهوج الغير بشكل ميكانيكي يعني نقلعها من سياقاتها الزمني و المكاني لاجل نستزرعها في سياقاتنا، من غير وعي بالفرق/الفروق بين السياقين.
و طبيعي الغباوة الصناعي دي تطرح تمر من غير حصر، على راس القايمة في السبيل دا "إيمان" المتعلمين المصريين باللي جاي، من غير طرفة رمش و لا نخسة ضمير. و القايمة الواردة من باب ضرب الأمثال يا دوب:

ـ كارثة مصر في أميتها (موش في تعليمها)
ـ الكمال اتوجد في الماضي، يعني موش موجود و بس في المستقبل.
ـ المشكلة في ترييفruralistion المدن(موش في تمدينurbanisation الريف)
ـ الحل في الإسلام/في العلمانية/في الديمقراتية/في الليبرالية/ ـ يعني في مستورد أجنبي سيان من غرب آسيا و لا أوروبا ـ (موش في القومية المصرية و تجلياتها زي الصوفية ع المستوى الديني)
ـ قضية الشرق الأوسط هي القضية الفلسطينية(موش القضية المصرية)
ـ الوحدة الوطنية هي حاصل جمع الديانتين المسيحية و المحمدية، و تجليات المفهوم دا اللي بياخد شكل تمجيد الشعرا للبرج و المدنة، بصفتهم "امتداد" ـ و يادي العجب ـ لـ "المسلة"!(موش في الانتما لثقافة مصرية-أفريكية)
ـ اللغة اللي بيكتسبوها زي كل القوميات ما بتكتسب لغاتها(السويديين للسويدي. نموزج) يعني اللي ما بيتعلموهاش في دور تعليم، و على كدا، ما يعرفوش يعبَّرو عن نفسهم و لا يحبو و لا يتشاتمو و لا يحلمو احلامهم إلاَّ بها...إلخ، ماهي ش لغتهم الأم، لاكن "عامية". أما اللغة اللي يقضُّو نص قرن ع الأقل "يتعلموها و ما يتقنوهاش، فدي اللغة "الفصحى" و لغتهم الأم/القومية!!!

و بطبيعة الحال إدانتي هنا لـ "المتعلمين المصريين" المُعاصرين هي في حقيقة الأمر إدانة لنوع التعليم اللي الأجانب المُغرضين و بالتحديد و بصفة أساسي الخبرا الأنجلو-أمريكان، بيفرضوه عليهم و هم مستسلمين لحد الانشكاح بكل اللي بيحطوه لهم في ادمغتهم. و دا يرجع يرسَّخ للحكم الأزلي بتاعنا: القبح اللي قاعد مربَّع قدام عينينا يعني في الواقع، موجود في حقيقته و قبل ما يمشي على رجليه تحت منخيرنا، في عقولنا. و بصفته دي فاحنا بنعيد انتاجه بالليل مع ضججاننا من نتايجه المحتومة بالنهار.

و في المجال دا الواحد ما يقدرش يطرمخ على عجز دُعاي حقوق الانسان و من ضمن دُعاي حقوق المرأة عن التحوُّل عن المرجعية اللي الدُّعاي بيسمُّها /الدينية/، اللي بتتجه لاجل تقوم على تفاسير للديانة المُحمدية، وهابية متزمتة، متديَّقة و الأخطر خدَّامة/جارية/محظية مأجورة بتشتغل في خدمة الاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني. و دي تفاسير عمَّالة تتغلغل كل مدى في المجتمعات اللي حظِّها لوحده هو اللي خلَّى الخبرا الأنجلو-أمريكان يسمُّوها عربية-اسلامية. فالتفاسير دي بتعتمد على أسانيد ضعيفة على مستوى المنطق، محدودة على مستوى العدد، غير نزيهة على مستوى الهدف. و دي هي التفاسير اللي الثقافة السايدة في مصر بترسَّخها خلال تعليم متزِّيف ُمزيِّف، و كذالك إعلام بنفس الصفتين. فنتيجة محتومة للعقل الناقل، السايد في مصر، "المتعلمين المصريين" عرفو من تجارب الأمم في أربع-ت-اركان الدنيا الواسعة إن "التعليم تطوير" و "الاعلام تنوير. و سيادتهم رصدو ـ كتَّر خيرهم ـ إن "التعليم" بينقل المجتمعات في نواحي كتير م العالم خطوة و خطاوي واسعة باتجاه الترقي و التقدم.(اليابان في أواسط القرن التسع-ت-اشر. فرنسا عُقْب ثورة الطلاب 1968. الولايات المتحدة بعد "سبوتنيك" الروسي 1957نمازج). و بالتالي عز عليهم ما ينقلوش على طريقتهم المعهودة: الميكانيكي. تجربة الغير في مجال التعليم.

و بالتالي و طوالي "نقلو" و الأدق قبلو م الخبرا الأنجلو-أمريكان أي تعليم يرسموه لتلامذتهم بالذات دون ن عن التلامذة الأنجلو-أمريكان و أي إعلام يحطوه لمواطنينهم بالذات دون ن عن المواطنين في الغرب بصفة عمومي، مهما كان في "التعليم" دا من تأخير(بدء تاريخ البشرية بـ "آدم" عليه السلام، تهميش التاريخ القومي للمصريين، حذف الداروينية من المقررات الدراسي نمازج)، و في "الإعلام" دا من تضليم،(تطنيش الأعياد القومية للمصريين، زي "السيدة" و "الحسين" و سيدي "عبد الرحيم القناوي" إلخ، تقزيم/تلطيخ/تحقير الشخصية القومية للمصريين في البرامج و التمثيليات و المسلسلات و الأفلام الحكومية زي مسلسل "أدهم الشرقاوي" و "الصعايدة وصلو" و ع الوش التاني تمجيد/تبرويز/ ترفيع الشخصية النقيضة (م.ح.هيكل، "صلاح الدين" و"الحاج متولي"، نمازج) يعني مهما كان في "التعليم" و "الإعلام" دول من ترجيع مصر للعصو-وسيطة.

و لديق الوقت و المساحة يسمح لي القراي الكريم أقف و بس قدام نقطة "المرجعية" عند دُعاي حقوق الإنسان في مصر، بشكل عمومي، و حقوق المرأة من ضمن. فالنقطة دي متصلة أكتر بالموضوع اللي المقالين (1) و (2) اتعرَّضو له قبل شوي.

السؤال الأولاني من حيث الأهمية في الزاوية دي هو:
ـ إي ش معنى مصر بالذات، دون ن عن كافة بلدان المعمورة، يعني القارات الستة المأهولة بالبشر، اللي مرجعيتها لازم ن تكون، بالشكل دا، عرقية- دينية: و بعبارة أوضح في ضل مصطلحات الثقافة السايدة: عربية-إسلامية؟
تاني سؤال في الأهمية هو:
ـ إيه اللي يجبر مصر دون ن عن كل بلدان العالم في الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب، تتبِّت في المرجعية المذكورة و بالتالي تدِّي ضهرها، مرة للثقافة/الحضارة المصرية القديمة، الأرقى، و مرة تانية للحضارة الإنسانية الأرقى و أرقى، يعني للحضارة الواحدة اللي قايمة تسود الكورة الأرضية، اللي الثقافة/الحضارة دي ساهمت في ترفيدها بشي و شويات ماهي ش لا قليِّلة و لاهيِّنة؟

أظن الشق الأولاني: عروبة مصر، م المرجعية كان مهزوز من بدايته لحد نهايته. و ع العكس مرور الزمن ما عمل ش سوى زيادة مهزوزيته. فإذا الجيل الحالي م "المتعلمين المصريين" ضحايا التبرميج و الأدق غسيل المخ الأنجلو-أمريكاني "قبلو"، خلال نسقين واحد تعليمي و التاني إعلامي، انتماء جديد لهم مزعوم اللي هو العربي، فالجانب التاني م المعادلة اللي هم العرب، "ماقبلوش" في أي لحظة عروبة لا مصر و لا المصريين. يعني إذا المصريين قبلو و انسعدو و انشكحو بانحدارهم من جدود عرب ـ بلاش نقول زي "الحجاج ابن يُوسف" و "زياد ابن ابوه" و ساعات "ابن أبوسُفيان و "ابن ابن أبوسُفيان"...إلخ، و خلُّونا نقول زي "أبوبكر ابن ابو قُحافة" و "عمر ابن الخطاب" و "عمرو ابن النابغة" و "خالد ابن الوليد" و "مروان ابن عبد الحكم" ...إلخ. فالعرب ما خطرش على بالهم في أي لحظة و لا بلعوش بالمرة ـ و لا انسعدو و لا انشكحو بطبيعة الحال ـ انحدارهم من جدود، زي "سقن-ن-رع" و لا "أحمس" و لا "رع-مسيس" و لاَّ "ميريت-أمون" و لاَّ "نفرتاري"...إلخ

الشق التاني: اسلامية مصر، من نفس المرجعية كان و للساه واقف على رجلين مكسحين، مع الجهود الجبارة للخبرا الأنجلو- الأمريكان في سيبل تمتينهم و تصليبهم و توقيفهم. و السبب؟
الاسم هو اللي بيورِّينا المُسمى، و لولا الاسم، المُسمى يبقا موجود تحت منخيرنا و مااحناش شايفينه، زي الألوان. فلون زي "الموف":mauve و "البيج"beige و "الفوشيا"fuchsia، كانت موجودة كمسميات، بس احنا ما شُفنهاش إلاَّ بعد اللغة/اللغات ما سمتها. دا اللي اللغويات بيعلِّم هو لنا، احنا البشر. غيرشي اكتشاف الخبرا الاستعماريين، سيان كانو من أتباع الاستعمار القديم و لاَّ الجديد، للعلاقة بين المسمى و الاسم، يقدر يساعدهم، في السكة النقيض: طمس المُسمى بتسميته باسم غير حقيقي. يبقا "انقلاب" و يسموه "ثورة" و يبقا "صراع طبقي" و يسموه "صراع أجيال"، و اظن كلنا بالتقريب، على علم بـ "رفع الأسعار" اللي الحكومات غير القومية غير المنتخبة غير الوطنية و التابعة بتسميه، لنفس الغرض، "تحريك أسعار".
و على نفس النول، الخبرا الأنجلو-أمريكان يقدرو ينسجو اسم متفرك لمسمى متحدد. و خلُّونا نقرَّب، سِنة، م الموضوع. و نطرح السؤال الإجرائي دا:
على أي أساس وصفو المرجعية بتاعتنا، و بالتحديد اللي اختاروها لنا بـ "العربية-الاسلامية"؟
و إذا "العروبة كانت مُجمل خصايص العرق السامي القديم"، فليه الخطاب الثقافو-سياسي المتوجه لـ "المصريين المعاصرين" بيرتكز على عملية "فصل" ـ بالبلطة و الشاطورـ بين العروبة و السامية، يعني "فصل" بالكامل بيوصل لحد "تأجيج" حرب بين اللي بيسموه "عروبة" و اللي بيسموه "سامية"؟

من يمة تانية إذا "الحدود و الأحكام و الأعراف و النظمregulations، المنصوص عليها في الديانة المحمدية(=الإسلام) كانت موجودة بالحرف الواحد في شرايع سامية تانية سابقة ساعات و موازية ساعات تانية في الوجود، فليه نحمِّل الديانة دي بالذات مسؤولية كاملة عن "أشياء" بتشترك يادوب في النص عليها مع الشريعة الموسوية و الشريعة البابلية(شريعة حمورابي)؟ و ليه ما بنحترم ش، العلم و اقصد "اللغويات" مرة و نسمي المسميات بأساميها الصحيحة، بمعنى الأسامي الكاشفة لمسمياتها، موش الأسامي اللي بتطمسها و تضببها و تغشلق عينينا عنها؟ و ليه نقول على رجم الزاني، حد من حدود الشريعة المحمدية(الاسلامية) و نسكت، و ما نكمِّل ش:/ و حد من حدود الشريعة الموسوية(اليهودية)/؟ طيب و ليه ما نسمي ش المُسميات بأساميها الصحيحة بمعنى الكاشفة عن جوهرها، و نقول: المرجعية السامية؟ و بالتالي لما المهاتما "غاندي" مُحرر شبه قارة الهند م الانجليز، من غير ما يرفع عليهم أي نوع من أنواع السلاح، يقول ـ يسلم بقه ـ "لو مبدأ العين بالعين ساد، العالم ح يبقا تم ن أعمى"، فيكون بكدا، ما بينقدش لا الديانة الموسوية و لا المسيحية و لا المحمدية، لاكن بيرفع صباعه في وش الثقافة السامية، و مافي ش دليل أكبر على كدا م النص ع المبدأ دا في قوانين بابل قبل ظهور الديانة المُحمدية بألف سنة بالتقريب (حمورابي سادس ملوك الأسرة الأمورية حكم من 1792-1750ق.ع.م. بالتقريب). و إذا الموسوعة البريطانية قالت بالحرف: /مبدأ القصاص في الجروح و الأضرار، كان معمول به على مستوى العرف و القانون في بابل القديمة و التوراة (= فلسطين القديمة( و {روما} و الشريعة المحمدية(=الإسلام)/ و بعبارة أوضح مبدأ "القصاص"Lex Talionis كان معمول به في ثقافة الساميين(و ثقافات تانية) و بطبيعة الحال الحديت معناه هنا: إلاَّ الثقافة المصرية. و معروف لنا، و يوْجب يكون معروف، المبدأ دا، البشرية بدت رحلتها من وقت بدري في سبيل التخلص منه، في إطار التخفف م العقوبات البدنية، باعتبارها مُحطة بشأن الانسان، و هي كدا بكل تأكيد.

و السؤال، اللي كان يتوجِّب ع "المتعلمين المصريين" يطرحوه على نفسهم ـ لو كان لهم وجود أي نوع من أنواع الوجود في مصر ـ هو: إذا الثقافة/الحضارة المصرية القديمة و كذالك الحضارة الإنسانية الجاية كانو بيتفقو في الزمزأة و القشعرة و الكراهية تجاه مبدأ م المبادي اللي سادت بين الساميين(و غيرهم) فليه نفضَّل الأدنى ع الأعلى و الأقل رُقي ع الأرقى، و بعبارة أوضح ليه ما نستندش على مرجعية في جانب منها مصرية ناخد عناصرها الحية من تاريخنا المصري القديم المجيد(لغْي فرعون مصر العظيم "أوسركون" لعقوبة الإعدام نموزج) و في جانب تاني انسانية بدل المرجعية السامية و بتعبير الخبرا الأنجلو-أمريكان و وراهم و الأدق في ديلهم "المتعلمين المصريين" مرجعية عربية-إسلامية"؟

و بطبيعة الحال موقفي في رفع مقام الثقافة المصرية، و في قلبها منظومتها القانونية على شأن الثقافة السامية موش راجع لشوفينيتي( و دي تهمة غير منكورة من ناحيتي مية المية)، لاكن لأسباب موضوعية:
ـ المرجعية دي، بصرف النظر عن اسمها، بتفرضها استراتيجيات أجنبية مُغرضة و بالتحديد أنجلو-أمريكاني يعني إستعمارية (تبرع واشنطون بالدولار لكلية الشريعة بجامعة كابول بأفغانستان/ تخصيص ميتين مليون دولار م المعونة المزعومة لمصر لجامعة "الأزهر"/تدعيم الوكالات الأمريكاني المتخصصة للمتطرفين م الإسلاميين بصورة سري و تدعيم "المعتدلين" منهم بشكل علني ـ و دول و دوكهام أصوليين اسلاميين ـ نمازج).
ـ المرجعية دي بتنعارض مع مجمل الثقافة المصرية القومية المحلية بما فيها القراية المصرية للديانة المُحمدية: "الصوفية". و دي القراية اللي بتكشف عن نفسها خلال تقديس الأوليا الصالحين، زي الإمام "الشافعي" و "السيدة زينب" و "الحسين" و "عبد الرحيم القناوي"... إلخ. دا جنب كافة العادات و التقاليد اللي مصر الحديثة ورثتها بالدرجة الأولانية، عن طريق "الأميين المصريين" ـ و مافي ش هنا لا عجب و لا استعجاب ـ من مصر القديمة.
ـ المرجعية دي بتتناقض وي المرجعية الانسانية، اللي بتتمثل في الإعلانات و العهود و الاتفاقيات الدولية و أولها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في 10 ديسبمبر/كياك سنة 1948 و اللي جا وراه زي العهد الدولي للحقوق المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية، بالإضافة لنبذ العقوبات البدنية و على راسها عقوبة الإعدام. و دي العقوبة اللي الثقافة السامية ـ و دا التعبير الأدق م التعبير السايد "العربية-الإسلامية" ـ موش بس بتعمل بموجبها، لاكن و كمان بتتوسع فيها بطريقة مخيفة بحيث تشمل "أفعال" ما بتنطوي ش في أي مرحلة من مراحل أداءها على أي درجة من درج العُنف(علاقة الحب برا عقد الجوازextra-marital relation نموزج)
ـ المرجعية دي ذاتها بقت محل نقد علني من جانب أتباعها نفسهم. و دا نقد بينطوي ساعات، موش قليِّلة، على خرقها، سيان الخرق دا كان سري (استغلال "السدال" في تسهيل العلاقات غير المشروعة نموزج) و لاَّ خاضع للتنطيش(ممارسة "اللواط" على نطاق أوسع من واسع) و لاَّ معلون (فتح مطاعم في "أورشليم/القدس لبيع لحم الخنزير نموزج). و دا جايز يكون أهم سبب يخلِّي ني أقول بالفم المليان، المرة دي كمان، الشريعة السامية دي، بمعنى المرجعية دي دخلت مرحلة الغسق، و يستحيل على حد أي حد يمنع غروبها المحتوم.

















(ب):
عن العلمانية الإسلامية
(عقيدة أيوا. شريعة يفتح)

ولادة متأخرة:

لو سألنا أنفسنا هذا السؤال: لماذا تأخر ظهور هذا المصطلح: "العلمانية الإسلامية" حتى الآن؟ و بتحديد أكثر كيف تأتي ولادته على هذا النحو، أي لأول مرة في هذه السطور، أي بعد وقت طويل من نشأة مصطلح "العلمانية المسيحية"، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، تلك التي جاءت على أيدي لاهوتيين مسيحيين، ارتأوا وجوب ألاّ يقتصر الإيمان المسيحي على العمل في سبيل الخلاص في العالم الآخر و حسب، بل و ضرورة أن يمتد هذا العمل على بث الأخلاق المسيحية في هذه الحياة الدنيا، أي فى الحياة الفردية و الجماعية على حدٍ سواء، و ذلك بعد أن كان رجال الكهنوت المسيحيون قد دأبوا على دعوة أتباع الديانة المسيحية من الأتقياء الورعين إلى احتقار الدنيا و ما يرتبط بها و الإنشغال و حسب بالتفكير في "الذات الإلهية" و الآخرة إلخ،(الموسوعة البريطانية المجلد رقم 10ص594) لو سألنا ذلك السؤال لما وجدنا جواباً شافياً، و هو أمر في حقيقته محير. و السبب في هذه الحيرة راجع في تصوري الخاص إلى أن الرسالة المحمدية كانت و لا تزال ترسِّخ لمقولة "لا كهنوت في الإسلام". و تتعمق هذه الحيرة عندما يستعيد المرء آيات "القرآن" المجيد و سنة النبي الكريم، أقوالاً و أفعالاً و إقراراً، بل و ما خلَّفه لنا التابعون و تابعو التابعين من أمثال أول من حاز لقب "أمير المؤمنين" الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه و الإمام "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه، و ثالث الأئمة الأربعة عند السنة، الذي حاز على ألسنة "المصريين الأميين" كنية "قاضي الشريعة" "عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي(-20 يناير/طوبة 767م.ع.م. 820).
و أمام هذا السؤال يجد المرء نفسه ذاهلاً: لماذا لم يُبادر الفقهاء/اللاهوتيون المسلمون أي أولئك الذين يُسمون أنفسهم بـ "العلماء"، مثل اللاهوتيين المسيحيين إلى حماية ديانتهم السامية من نزوات و شطحات و مظالم الحكام أي السياسيين، خصوصاً و أن تاريخ العصور الوسيطة فى الشرق يعرف منها ما يندى له الجبين، و يُحيل ما ارتكبه فاشيون معاصرون ("البكباشي المُلهم" و "صدام حسين"، معمَّر القذافي" نماذج) إلى ظلال باهتة؟ من قبيل إبادة السيد "المأمون" رضي الله عنه للبشموريين المصريين الذين كانوا يُقاومون بثورتهم عسف متولي الجزية و الخراج و سائر الأعباء الباهظة التي وضعها العرب-الغزاة على كاهلهم.
و قبل أن أمضي في حديثي أود أن أحدد بوضوحٍ لا مزيد عليه، العلاقة النحوية بين "كلمتيْ "العلمانية" و "الإسلامية" في هذا المصطلح الذي أتحمَّل مسؤوليته بصورة منفردة على هذا النحو: "العلمانية" إسم و "الإسلامية" نعت، أي أن المصطلح يعني أن "الإسلام" بصفته ديانة مطلقة واحد، مستوياً في ذلك مع كل الديانات السامية بينما "العلمانية" بصفتها فلسفة نسبية متعددة، و بذلك تستوي مع سائر الفلسفات النسبية التي تقبل وجود مختلف الديانات بل و تحبِّذ و تعزز هذا الوجود لدوره الإيجابي في حياة الفرد و المجتمع على حدٍ سواء مثل علمانية الهند التي تقوم على "حياد الدولة تجاه الأديان"، و العلمانية الجامدة أو المحافظة تلك التي عرفتها دول مثل الإتحاد السوفيتي الراحل و الصين الشعبية التي تتغيَّر من الداخل منذ صعود "الدينجية". و معنى القول أن نعت "الإسلامية" يصف العلمانية أي أن النعت يضفي على "العلمانية" طابعاً إسلامياً دون العكس أي إسباغ أي طابع علماني على الإسلام أو الديانة المحمدية التي ستستمر كما كانت ديانة خالصة.
***

هل تتناقض العلمانية مع الديانة المحمدية؟

يذهب رأيي إلى أن القول بالتناقض بين هذه و تلك إنما يُقلص دور الديانة المحمدية من رسالة روحانية سامية تهدف إلى صلاح الفرد و المجتمع في الدنيا و الآخرة على حدٍ سواء، إلى مجموعة من الشعائر التي تهدف إلى ضمان مكانٍ مرموق في الجنة دون كبيرالتفاتٍ إلى الدنيا، و هو الأمر الذي يتعارض مع ظاهر النص القرآني و أحاديث الرسول الكريم و أعمال الصحابة الأجلاء و أقوال الفقهاء. فالقرآن يقول: "إن الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم". و الرسول الكريم "يقول:"أنتم أعلم بشؤون دنياكم؟" و في موضعٍ آخر يقول: "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً و لآخرتك كأنك تموت غداً" و الفاروق رضي الله عنه يعلو أحد الذين كفوا عن العمل كي يلتجئ مقيماً في المسجد بدرته(عصاه)، و هو يقول: "السماء لا تُمطر ذهباً و لا فضة"؟
و هذا الحديث الذي أسوقه الآن يتأسس على ما يلي:
(1) تقصر الديانة المحمدية موضوعها بشكلٍ حاسم، لا مجال معه لاجتهادٍ أو تأويل، على العلاقة بين الإنسان و ربه من ناحية و يتناولها فقه العبادات و العلاقة بين الإنسان و الإنسان من ناحية أخرى و يتناولها فقه المعاملات. و قد نستشعر خللاً تاريخياً بين هذا الفقه و ذاك فيما يتعلَّق بدرجة الإحتفال، إلاَّ أننا في مجال لا يسمح بالخوض في هذا الخلل أو تقصي الأسباب التي تقف وراءه. و موجز القول أن العلاقة بين الإنسان و الطبيعة تقع خارج موضوع الديانة المحمدية، مثلما تقع خارج نطاق الديانات الأخرى كذلك. و لقد أقر الرسول الكريم، و هو من هو، بأن التوفيق لم يُصادفه في الإفتاء خارج نطاق ديانته: التوصية بعدم تلقيح النخل و ما لحق بالبلح في الموسم التالي من جراء هذه التوصية أو قل الفتوى التي صدرت عن نبي الديانة المحمدية ذاته من خُسران. و بناء عليه لا يحق لأحد أن يسأل هذا السؤال:
ـ هل يُحرِّم الدين أو يُحلل نظرية النسبية للعالم الفزيائي المعروف "ألبرت أينيشتاين": "الطاقة=الكتلةX مربع سرعة الضوء، أو القول بأن الأرض كروية أو أن كافة اللغات الطبيعية المعروفة للغويين تنتقل في تطورها من التركيبية إلى التحليلية؟
فهذه قوانين و نظريات و أقوال نسبية أي قابلة للتدقيق أو التحوير أو النقض جملة و تفصيلاً، مع التقدم اللانهائي للعلوم و المعارف الإنسانية. و لا يجوز من أحد أن يربط بينها و بين أي آياتٍ قرآنية أو أقوالٍ أو أفعالٍ نبوية. و نفس الأمر ينطبق على التطبيقات العملية للقوانين العلمية كالسيارات و الطيارات و الكلى الصناعية و علاج العقم بتلقيح البويضة خارج رحم الأم...إلخ. و لعله من المشهود أن معظم إن لم نقل كل تلك التطبيقات العملية لاقت التحريم من جانب الأصوليين الدينيين في البداية ثم انخرط بعضهم و أحياناً معظمهم بعد حين من الدهر في إثبات أسبقية النصوص الدينية المقدسة في اكتشافها قبل علماء الغرب. و لنا أن نتعظ من قول بعض الأصوليين المتحمسين في أوخر القرن التاسع عشر بأن السموات السبع ليست سوى الكواكب السبعة الدوارة حول الشمس، و ذلك قبل اكتشاف علماء الفلك للكوكبين الثامن و التاسع و أخيراً العاشر، و كيف أساء أولئك الأصوليون إلى ما هدفوا الدفاع عنه، أي أن حماسهم قادهم إلى عكس المراد منه. و نستطيع من هنا أن نحكم حكماً سلبياً، بكل تأكيد على احتفال الصحيفة القومية و الأولى الحكومية الأولى في مصر: "الأهرام" للترويج مرة أخرى لمحاولة يقوم بها الشيخ "زغلول النجار" الذي عاد في الآونة الأخيرة من بريطانيا عن طريق الخليج، نحو ربط المطلق أي "الدين" بالنسبي و هو العلم، و هي محاولة تتجاهل الدرس الذي توفره المحاولات السابقة و المماثلة التي جرت في الماضي القريب على أيدي أشخاص من نوع "عبد الرزاق نوفل" و "مصطفى محمود" و "أنور الجندي" على سبيل المثال لا الحصر.
(2) اكتملت الديانة المحمدية بشقيها من العقيدة و الشريعة في مصدريها الرئيسيين: "القرءان" و "السنة النبوية" قبل أن تستكمل الدولة الإسلامية نشأتها، و هو الإستكمال الذي ساهم فيه الخلفاء الراشدون، أي بعد انقطاع الوحي، إذ أخضع الأول منهم كافة السكان لقانون واحد، و أسس الثاني ديوان الجند و ديوان المال. و لكننا نجد أنفسنا مع الخليفة الأموي الأول أو أمير المؤمنين "معاوية بن ابي سفيان" أمام أول دولة عربية-إسلامية كاملة الأركان. و لعلنا نذكر أن جيش الخليفة الرابع الإمام "علي بن أبي طالب" كان لا يزال يتكون من مقاتلين أو محاربين يدفعهم إيمانهم بعدالة قضية الإمام أي أحقيته في الخلافة إلى خوض المعارك إلى جانبه، لا جنوداً مثلما كان عليه الحال مع الجيش الآخر، تشدهم رواتبهم و امتيازاتهم، بصرف النظر عن إيمانهم أو شكهم في عدالة موقف أميرهم"ابن أبي سفيان" أو مدى استحقاقه للمنصب. و معنى القول أن هذا الجيش أصبح، كما تقضي بذلك طبيعة نشأة مثل هذا الشكل من أشكال التنظيم المجتمعي، أحد أبرز أجهزة دولة منفصلة عن السكان الذين تمثِّلهم أو تدَّعى ذلك. و هذا لا يعدو ترجمة عصرية لقول "بشر أرطأة" لـ "معاوية بن ابي سفيان": "إن أهل الشام خيرٌ لك من أهل العراق لـ "علي". و ما في يدك لك و ما في يد "علي" لأصحابه دونه". و يضيف "ابن قتيبة" المتوفى سنة (270هـ) ـ الذي أنقل عنه هنا ـ "أن معاوية بن أبي سفيان جمع رجاله عقب هزيمة قائده "الضحاك بن قيس" في موقعة "قطع الميرة" بموضعٍ يقال له "القطقطانة" بالعراق. و قال لهم: "أتاني خبر من ناحية من نواحي أمرٌ شديد، فقالوا له: "لسنا في شيئ مما أتاك. إنما علينا السمع و الطاعة". أما الإمام "علي" فعندما جمع رجاله لنفس الأمر، قال له "ابن الكواء" و أصحابه: "إنه لنا في كل أمرٍ رأياً، فما أتاك أطلعنا عليه حتى نشير عليك". فبكى "ابن أبي طالب" و قال ظفر "ابن هند" لاجتماع أنصاره له و اختلافكم عليَّ و الله ليغلبن باطله حقكم"("الإمامة و السياسة" ج 1 ص 174). و لعلنا نعرف أن أصحاب الإمام أي المحاربين العشائريين الذين انتصروا له، أجبروه على قبول التحكيم، إستجابة لرفع جنود الدولة الإسلامية الوليدة للمصاحف على أسنة الرماح في موقعة "صفين" بعد أن كاد النصر أن يكون حليف الإمام و محاربيه. و قال في "التحكيم" الذي رفضه "الخوارج": {الحكم لله و ليس لـ "علي"} قولته الشهيرة التي غدت مثلاً: "كلمة حق يُراد بها باطل" ثم لاموه عليه بعد أن صح ما توقعه الإمام من خداع مسبوك، يصح أن يصدر عن رجال دولة أفذاذ من أشباه "معاوية بن أبي سُفيان" و "عمرو بن العاص"، لا عن أتقياء ورعين من أمثال الإمام علي و "عمار بن ياسر"، من جانب الطرف الآخر.
و بناء عليه فبينما نجد العقيدة مكتملة بل و لازمنية-لامكانية نجد الشريعة خلاف ذلك أي زمنية-مكانية. و هذا هو السر في أن الشريعة المحمدية أو الإسلامية لا تعرف أي جريمة تفترض وجوداً لشكل الدولة، مثل الإختلاس أو الرشوة أو التزوير أو التزييف على سبيل المثال لا الحصر، و بالتالي لا تعرف هذه الشريعة أي عقوبة من أي نوع لمرتكب مثل هذه الجرائم، و هو الأمر الذي أسس لضرورة نشوء ما يُسمى بـ "التعزير" أي تلك العقوبة التي يراها الحاكم لهذه الجريمة أو تلك، مما لم يرد بشأنها نص مقدس، مع أنها قد تعلو في الخطورة على المجتمع إذا ما قورنت مع بعض الجرائم التي لم تُهمل الشريعة الإسلامية تجريمها و تقرير عقوبة محددة عليها(إختلاس المال العام، بالمقارنة مع سرقة المال الخاص نموذجاً) من جانب و منافاة الدمج بين السلطات عن طريق السماح للحاكم أي رأس السلطة التنفيذية بالتشريع لواحد من أهم أسس الديمقراطية، و هو الفصل بين السلطات، من جانبٍ آخر.
(3) يعيش المسلمون في العصر الحديث على سطح هذه الكرة الأرضية، و هذا ما لا يستطيعون، مهما بالغوا في قوتهم أن يبدلوا أو يغيروا منه شيئاً فليس في طوعهم أن يعودوا إلى العصور الوسيطة أو يُعيدوا تلك العصور، كما لن يكون في وسعهم أن "يهاجروا" إلى أي كوكبٍ آخر، و هو الأمر الذي سيضطر حكوماتهم، مهما تلكأت، إلى التوقيع في نهاية المطاف على إعلانات و مواثيق دولية تقرها البشرية جمعاء، و هو الأمر الذي يعني، و لا يُمكن إلاّ أن يعني إدراج أحكام هذه الإعلانات في صميم قانونها الأعلى أي الدستور. و أضرب على ذلك مثالاً بإلغاء العبودية أو "ملك اليمين" أي بيع و اقتناء البشر، و كذلك بحق الإعتقاد، و هو الأمر الذي يشمل حق الإنسان في تغيير دينه متى شاء. فهل سيطالب الإسلاميون الأصوليون المتشددون بعد وصولهم إلى سدة الحكم في مصر ـ لا قدَّر الرحمان الرحيم تبارك و تعالى ـ باستثناء بلادهم من تطبيق بنود معينة من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الصادر فى 10 ديسمبر 1948 على سبيل المثال لا الحصر؟ أم أنهم سوف يوقعون ثم ينسون توقيعهم مثلما يفعل الحكام المسلمون الأصوليون العاديون في الوقت الحاضر و يصرون على نسيانهم و الأولى تناسيهم حتى تذكرهم به إحدى منظمات حقوق الإنسان؟
(4) لا ينبغي للآية الكريمة عن القصاص: "و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، تلك التي تقر ما ورد في الشريعة الموسوية في هذا الشأن بل ما ورد قبلهما في شريعة "حمورابي" سادس ملوك الأسرة الأمورية الأولى في أواسط القرن الثامن عشر قبل العصر المعروف(ق.ع.م.=ق.م.) و لا يكف الأصوليون عن اجترارها و ترتيلها و تجويدها لحظة واحدة، أن تنسينا آية كريمة أخرى حول الرحمة التي جاءت بها الرسالة المحمدية: "و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين". و تأكدت هذه الرحمة في قبول الشريعة المحمدية (=الإسلامية) ما لم تكن تقبله الشريعتان الساميتان السابقتان: "الموسوية" و شريعة "حمورابي"، و أقصد بطبيعة الحال مبدأ "الفدية". و تستطيع "العلمانية الإسلامية" أن تتوسع في هذا المبدأ في اتجاه "الرحمة". فتأتي خصوصية المسلمين العلمانيين في هذا الإتجاه الذي يعتمد الرأفة ببني الإنسان، دون أن تأخذهم خصوصيتهم في اتجاه الاحتفال بنوازع القسوة و البطش و الإنتقام، و هي نوازع بدوية جافة باتت البشرية تشمئز منها بشكلٍ مطرد في ارتقائها المستمر إلى مراتب إنسانية أعلى. و بذلك يكون المسلمون قد جمَّلوا وجههم الذي تعكسه المرآة عوضاً عن صب جام غضبهم على رؤية "الغرب" لهم، كما يدعي قادتهم الروحيون و الأدق رؤية البشرية جمعاء، في حقيقة الأمر لهم، أي المرآة العاكسة و حسب. و معنى القول أن يرفع المسلمون أنفسهم إلى مستوى ما تدعو إليه ديانتهم التى لا ترفض الرحمة ببني الإنسان. و لا أرى أن هناك من يُماري في أن من العار أن تقف "إسرائيل" التي جاء ميلادها في سنة 1948المسمى عندنا بـ "عام النكبة" كأقدم دولة اختارت أن يعمل قانونها الأساسي دون عقوبة الإعدام، في المنطقة التي تمتد من "مراكش" غرباً حتى "أفغانستان" شرقاً(=الشرق الأوسط الكبير)، و بذلك تكون "إسرائيل" قد خطت خطوة أخرى واسعة بعيداً عن بدويتها السامية كيلا نقول إبراهيميتها المقدسة باتجاه الإنسانية التي سارت قطاعات كبيرة منها في هذا الإتجاه. فكافة دول الإتحاد الأوروبي لا تعرف تلك العقوبة التي تزلزلت الأسس التي تستند إليها تحت معاول الحقوقيين الدوليين منذ وقتٍ طويل، و لعلنا نعرف أو ينبغي لنا، أن عدد الدول التي ألغت تلك العقوبة البدنية القاسية التي تُحط من شأن الإنسان بلغ حتى الآن 120 دولة، يتوزعها الغرب و الشرق و الشمال و الجنوب على حدٍ سواء. و إذا حظيت "إسرائيل" لهذا السبب، باحترام العالم المتحضر شمالاً و جنوباً، شرقاً و غرباً فترى على من يقع اللوم؟

و في هذا الشأن لا يفوتني أن أذكر أن هناك عقوبة أشد و في نفس الوقت أرقى، في تصوري الخاص، من عقوبة الإعدام، التي تُعد أشد ما عرفه الساميون من عقوبات قاسية. تلك العقوبة يعرفها القانون المصري القديم، و أقصد هنا إلزام "قاتل ذوي قرباه احتضان جثة ضحيته لثلاثة أيامٍ متتالية"، وفقاً لما يخبرنا به "ديودور الصقلي" الذي زار مصر فيما بين 60، 57 ق.ع.م. و لست أراني بحاجة، مع قارئي الكريم إلى إعادة التأكيد على أن إحتضان الإبن لجثة أبيه أو أخيه مثلاً إذا قتل أياً منهما لهذه المدة الزمنية أشد بما لا يُقاس، من الإعدام. أما رقيها فراجع، كما هو واضح إلى أنها عقوبة من النوع الذي يوقظ ضمير القاتل أو الذي يهم بالقتل، و من هنا فهي تُعد مثبِّطاً عاتياً يهدف إلى إثناء القاتل المحتمل عن ارتكاب جريمته، و القعود بالقاتل الفعلي عن العودة إلى ارتكاب جريمة مماثلة، خصوصاً و أن الضمير الإنساني تُعد كافة الشرائع و كل الدساتير و جميع القوانين بمثابة حده الأدنى، فضلاً عن أن الضمير يعتبر بمثابة القاسم الأعظم المشترك بين سائر البشر، و هذا هو السر في أن كافة الجنود من جميع الأعراق و كل الثقافات ينشِّنون بدقة أكبر على الأهداف غير البشرية، كما لاحظت العالم الأمريكي "سو مانسفيلد" في كتابها المعروف:The Geschalts of War.

و يذكرنا هذا العار بعار آخر يتمثل في إقدام من يُسميهم الأصوليون الإسلاميون بالـ "الكفار"، و يدعوهم المسلمون الأقل أصولية بـ "أهل الكتاب" على إلغاء العبودية في مؤتمر "فيينا" في فبراير سنة 1814تحت إشعاع أنوار الثورة الفرنسية المجيدة، بينما تتلكَّأ من تُسمي نفسها سيراً على نهج الخطاب الأمريكي بالدول الإسلامية في حظر تلك الوصمة التي علت جبين البشرية حتى ستينات القرن الماضي، و إحداها و هي "جمهورية موريتانيا الإسلامية" أوغلت في تلكؤها فتركت قوانينها تعمل بموجبها حتى سنة 1981، و حديثي هنا ينصب على القوانين، مهملاً الواقع الذي يشهد استمراراً و عودة سافرة و غير محمودة لتلك الوصمة في العديد من البلدان "الإسلامية"، و دع عنك الأشكال المقنَّعة و المتنوعة التى ترتديها تلك "الوصمة"، مثل ما يُسمى بـ "الخدمة الوطنية" أو "العامة" في مصر، و خصوصاً إذا قبلنا تطبيق التعريف العلمى للعبودية بأنها: "العمل غير المأجور".
(5) يطرح العقل الإنساني سؤالاً بات مشروعاً منذ "الثورة الفرنسية"، و بتحديد أكثر منذ ظهور "العقد الإجتماعي" لصاحبه "جان جاك روسو" في 1762، حول مشروعية أن يطلب أي حاكم من محكوميه الإمتثال لقانون لم يُشاركوا، في سنه، سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر أي خلال ممثلين منتخبين انتخاباً حراً نزيهاً وفقاً للمعايير الدولية. و أعتقد أن مشروعية هذا السؤال تستمر قائمة دون خدش، حتى و لو ادعى هذا الحاكم أو ذاك أنه تسلَّم "رعاياه" من السماء بإيصال أمانة كي ينزلهم عند حد الإمتثال أو الإنصياع لذلك القانون أو ذاك، مهما أسبغ عليه رجال الكهنوت الجاهزون دائماً لبذل خدماتهم التسويغية etiological مستندين في ذلك إلى قداسة مُدَّعاة تمهيداً لإضفائها على تشريعاتهم(قوانين "طالبان" نموذجاً).
(7) وجد القادة الإسلاميون، عقب اكتمال الديانة المحمدية، في مصدريها المعصومين: القرآن و السنة، أمام مأزق يتمثل في احتمال العجز عن دعم اختيارتهم في أعين رعاياهم بمسوح القداسة التي كانت قد انتهت دون عودة. و كان أن تفتَّقت أذهانهم عن العمل:
أولاً: بموجب ما يسمونه بالفتاوي، ضاربين عرض الحائط بحقيقة أن الإفتاء ليس سوى افتئات على الخالق من جانب، بمحاولة يقبلها من المفتيين ضحاياهم، تتمثل في تحصين آرائهم و شطحاتهم و نزواتهم بالقول المراوغ بأنها تعبر عن "مقاصد" الشريعة الغراء، و افتراء من جانبٍ آخر، على المخلوق الذي يسلبون حقه المشروع في المشاركة فى وضع كل قانون و أي قانون يطلب منه أيٌ من كان أن يخضع له ، بصورة ديمقراطية-ليبرالية خالصة أي خلال برلمانٍ يصل أعضاؤه إلى مقاعدهم عن طريق الإنتخاب و ليس بالتعيين سواء جاء هذا التعيين سافراً أو مستتراً خلال التزوير بكافة أشكاله، مثلما يفعل البلاط العسكري الحاكم أو شراء أصوات الناخبين عياناً بياناً، كما يفعل حلفاؤهم المؤكدون من الأصوليين الإسلاميين، و دع عنك الغبار الكثيف الذي يتشارك في ذره الحليفان: العسكروت و الكهنوت، في أعين الجميع و خصوصاً ما يتعلق من ذلك الغبار، من ادعاء العداء بين هذين الصديقين الموضوعيين، اللذين ينصب عداؤهما الرئيسي على "الأمة المصرية" و حسب.
و لعلنا نلمس جميعاً مدى تضارب الفتاوى التي تصدر عمن يتصدون للإفتاء، و في أحيانٍ ليست قليلة تناقضها مع بعضها البعض، بل و الأدهى أن تتناقض على لسان نفس الشخص سواء أكان نزولاً عند ترهيب أو انبطاحًا أمام ترغيب هذا الحاكم أو ذاك(تحريم الفقهاء في مصر أيام الحاكم العسكري لمصر الشهيد القائمقام "أنور السادات" لفوائد البنوك بشكلٍ قاطع ثم تحليلهم لها دون قيد أو شرط في اجتماع ضم أصحاب الفضيلة الأربعة المشاهير /الشعراوي/ الغزالي/شيخ الجامع/مفتي الديار/أمر به الحاكم العسكري لمصر بعد ذلك بوقتٍ وجيز. نموذجاً). و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل مضى به الفقهاء أي اللاهوتيون و أكذب لو أقول العلماء شوطاً آخر تمثل في استخدام الآيات القرآنية في تأييد آرائهم، مهما كانت فاسدة و مغرضة و متزلفة و التنديد بآراء خصومهم مهما كانت صائبة و نزيهة و وطنية. و لعلنا نذكر في هذا الصدد مؤيدي رئيس وزراء مصر السابق "إسماعيل صدقي" عندما كان الفقهاء و من دونهم يتخذون من آية قرانية ورد فيها ذكر اسم "اسماعيل" بصورة إيجابية دليلاً على تأييده "تعالى" لسياسات السيد رئيس الوزراء. و هذه الآية هي: "و اذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد و كان نبياً". و بذلك يكون "اسماعيل بن ابراهيم" عليهما السلام قد تماهى على أيدي أولئك القادة الروحيين المفترضين للأمة المصرية مع رئيس وزراء مصر، دون أن نعرض هنا لحكم ما على الرجل سلباً أو إيجاباً.
ثانياً: بانتهاج نهج سبق إليه أحبار الديانة الموسوية و الأولى الشعبة الأولى من الديانة الإبراهيمية أو اليهودية، كما تُعرف شعبياً و حاخاماتها، و هو النهج المعروف بالنهج "الأيزجيزي" Eisegesis ، و يقوم على إضافة ما يرونه ضرورياً إلى النصوص المقدسة، حتى تستقيم معانيها من وجهة نظرهم الخاصة. و نضرب على ذلك مثالاً واحداً لضيق المساحة، ليس إلاًّ، و هو إضافتهم "لا" النافية إلى قوله تعالى: "و على الذين يطيقونه فدية"، في إشارة واضحة تحملها "الهاء" الضميرية إلى صوم رمضان كي تصير " وعلى الذين لا يُطيقونه فدية". مع أن الآية الكريمة غاية في الوضوح إذا ما تذكرنا الضرورة التي كانت تفرضها البيئة الطبيعية التي تتميَّز بـ "الندرة" على العرب من أقدم العصور حتى وقت البعثة المحمدية و ما تبعها من غزو و لمن يشاء من فتح للبلدان الزراعية الخصيبة التي تتاخم صحراواتهم، و كان من الطبيعي أن تنعكس أي "الندرة"، و ما يتأسس عليها من جوع و عطش، باتجاه السماء فتأتي في صلب العقيدة كشعيرة دينية واجبة، بل و ركن من أركان العقيدة المحمدية(=الإسلام). فالعرب في ذلك الوقت لم يكونوا يعرفون الأكل ثلاث مراتٍ يوميِّاً، مثلما أصبح عليه الحال عقب غزوهم أو فتحهم للبلدان المجاورة و استقرارهم على ضفاف الأنهار، بل كانوا يأكلون متى وجدوا مأكلاً و يشربون متى صادفوا مشرباً. و كانت الفترة التي تنقضي بين لقمة و أخرى أو رشفة و التالية تصل إلى خمسة أيام كاملة. و لقد صوَّر "البحتري" هذا العطش في بيت شعري عالي المغزى:
و بعيد وارد رفهٍ ... عللٍ شربه و وارد خمس.(ديوان "البحتري" ص 190 دار صادر بيروت)
و بذلك يكون أول سؤال كان ليخطر على بال ذلك العربي عندما يطلب منه أيٌ من كان الإمتناع عن الأكل و الشرب هو:
ـ لمدة كم يوم؟
و على هذا الأساس نستطيع أن نتبيَّن أن النص المقدس كاملٌ بحد ذاته و لا يحتاج إلى أي لاهوتيين أو فقهاء ألمعيين كي يفتئتوا عليه "تعالى" و يضيفوا إلى قرءانه الذي يُعلِّموننا و يفقِّهوننا و يُرشَّدوننا صباح مساء الشيء الكثير عن عصمته، و أشير في هذا الصدد لقوله تعالى: "إنا نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" صدق الله العظيم، حيث لا يأتيه الباطل من أي جهة من الجهات الأربع، و لكي يسوِّغوا هذه الإضافة التي أكرر اعتبارها إفتئاتاً على الخالق بهذه العبارة المراوغة التي تفتقد إلى أي معنى و كل معنى من المعاني: "محذوف معلوم بالضرورة". فقواعد المنطق، أي الشروط التي يعمل بموجبها العقل البشري، تقضي بألاَّ يجتمع المتناقضان فلا أستطيع أن أقول أن الحائط، مثلاً، أبيض و لا أبيض. و بالتالي لا يستطيع أي شخص، مهما علا أو هبط، في مدارج الإيمان أو تمادى في اسباغ آيات الورع بارتداء سابغ الأزياء من جبب أو قفاطين، أو حتى من "غطر" أو "دشاديش" أن يقول أن شيئاً ما "محذوف و معلوم" في نفس الوقت. فالحذف يهدف أول ما يهدف إلى الستر و الإخفاء. و على أي حال مثل هذا القول أدخل في باب الخداع، مما قد يتعفف بعض الحواة، و معظم لاعبي الورقات الثلاث عن التفوه به سراً لا علناً.
ثالثاً: توسيع نطاق القداسة كي يشمل مناطق ليست مقدسة و أشخاصاً ليسوا مقدسين بأي حالٍ من الأحوال. و أبرز مثال على تلك المناطق يتمثَّل في تلك القداسة التي أسبغوها في الآونة الأخيرة، و خصوصاً بعد نشأة مصطلح "الصحوة الإسلامية" على اللغة العربية. و ساقوا في سبيل تسويغ ما أقدموا عليه حجة تنطوي على نصف الحقيقة، أي التزير بالإهمال، ألا و هو: اللغة العربية هي لغة القرآن. أما النصف الآخر الذي أخفاه أولئك الأصوليون فهو: و هي أيضاً لغة "أبو لهب" و "مسيلمة" و "سجاح"، بل و اللغة التي يكتب بها في العصر الحديث شخص استمر يشغل، دون كفاءة مذكورة سنوات طويلة تحت ظل العسكروت الحاكم في مصر مناصب قيادية رفيعة في ميدان الصحافة اعتماداً على من يكتبون له مقالاته و سائر أعماله المهنية حتى راج عنه أن "كتابه أكثر من قرائه". و بناء عليه فأي نص مقدس في أي لغة من لغات البشر لا يستطيع مد قداسته كي تشمل أي نص آخر مكتوبٍ بنفس اللغة. و معنى القول أن "العربية" طالما كانت لغة فينطبق عليها ما ينطبق على سائر لغات البشر، أما "القرءان" فأمره مختلف. و نحن في سائر الأحوال نعرف عن الأقدمين "إعجاز القرآن" لـ "الجرجاني" و كذلك لـ "الباقلاني"، وغيرهما، لكننا لا نعرف عن هؤلاء الأقدمين أنهم صنفوا مؤلفاً باسم "إعجاز اللغة العربية"، فاللغة وعاء، في أحد جوانبها، و بالتالي فهي ليست مقدسة و لا يُمكن لها أن تكون، إذ تستطيع أن تحمل هذه العبارة: "فلنسكر" و عبارة "فلنصلي"(=فلنصلِ).
و في ظل تلك القداسة المدعاة أصبح المنى كل المنى أن نسمو إليها، بصفتها "لغتنا" أو اللغة التي ينبغي أن تكون "لغتنا"، و هو ما لا يرى "المتعلمون المصريون"، و على رأسهم أكاديميوهم، فيه "فرق" أي فرق، في غبائهم الصناعي. و هذا القول ينطوي على تناقض ذاتي، يمر به "المتعلمون المصريون"، في ظل غفلتهم التي يبدو ألاَّ شفاء لهم منها، إذ كيف تكون "لغتنا" أي أننا ملاكها، فيما يزعمون اقتفاء لآثار أقدام الخبراء الأنجلو-أمريكان ـ و هم مغرضون بلا لجج ـ و هذا أقل ما يُمكن أن يُقال عنهم، و لا نملك أن نغير فيها أي سمة، سواء أكانت نحوية أو صرفية و لا حتى إملائية. بل و ترانا محرومين في ظلها من استخدام لغتنا الأم، تلك التي يرمونها بأنها "عامية" أي ركيكة في أداء طقوس حياتنا، كما لاحظت ذلك عالم البشريات "نيلوفر حائري" الأمريكية الإيرانية الأصل، الأستاذ بجامعة "جون هوبكنز" بالولايات المتحدة في كتابها البالغ الأهمية "لغة مقدسة و أهالي". أما قائمة الأشخاص الذين أضفى عليهم اللاهوتيون/الفقهاء قداسة لا محل لها من الإعراب فأطول من أن يحيط بها إحصاء. و في سائر الأحوال تبدأ هذه القائمة من صحابة رسول الله(صلعم) الذي نعرف جيِّداً أن بينهم "معاوية بن أبي سفيان" و "عمرو بن العاص"، و ليس المجال مجال الخوض في "مكيافيلليتهما" معاً، و هي "ميكيافيللية" قد تُفيدهما كرجليْ دولة لكنها تخذلهما إذا شاءا الوقوف أمامنا ضمن الأتقياء الذين يستحقون منا أن نسير على خطاهم أو نقتدي بأفعالهم التي تجتذب منى وصفها مطمئن السريرة بأنها دنيئة إلى أدنى حد. و أن بينهم من قالت أم المؤمنين "عائشة بنت أبي بكر" أول الخلفاء الراشدين في حقه رضي الله عنها و أرضاها: "اقتلوا نعثلاً فلقد كفر"، و أن بينهم اثنين و سبعين صحابياً مختلقاً، أي اخترعهم الرواة لسبب أو لآخر، و مع ذلك يصر الوهابيون على الحاق أسمائهم جميعاً بالسلام كما لو كانوا أنبياء مرسلين. و مضى هؤلاء الأصوليون المتشددون فأطلقوا حكمهم الذي يرفعونه إلى مرتبة القول الذي لا يأتيه الباطل: "من سب صحابياً فلقد كفر"، في حين أن صحابيين آخرين أجلاء يتصدرون قائمة الذين لم "يسبوا" و حسب، بل و أوغلوا إلى ما هو أشنع من السب في حق صحابة لا يقلون جلالاً عنهم. و بالغ أولئك اللاهوتيون/الفقهاء، دون وازعٍ من ضميرٍ حي أو رادع من عقلٍ يقظ، في إضافة مفسرين محدثين إلى القائمة، مع أن أحدهم قال عن الحاكم العسكري لبلده: "لو أن الأمر بيدي لرفعتك إلى منزلة من لا يُسأل عما يفعل" أي رفع ذلك الحاكم إلى منزلة "الذات العلية"! و جاء إدراج هؤلاء البشر، من أمثالنا تحت تصنيف غريب هو "رموز الإسلام". و تشير عرائض الإتهام التى يرفعها الأصوليون ضد المستنيرين من أبناء الأمة المصرية إلى أن هؤلاء المستنيرين هاجموا تلك الرموز، عند أبسط نقدٍ مهذب يوجهونه لأعمالهم أو أقوالهم. و لقد قرأت في الآونة الأخيرة على أحد المواقع الإليكترونية من يصف الشخص الذي "طزز" في وطنه المفترض و وطننا المؤكد: مصر بأنه "فضيلة المرشد العام". و علة استغرابي لهذا الوصف راجع إلى أن منطق الأمور يشترط أن يحترم هذا الشخص وطنه مصر، الذي يتنفس هواءه و يشرب ماءه و يتعيَّش على عرق أبنائه، قبل أن يفوز بهذا اللقب على هذا النحو.
(8) لم يرد سواء في القرآن أو السنة النبوية مثل هذا القول الذي يلوكه باستمرار الفقهاء/اللاهوتيون و الدعاة المحترفون من الأصوليين المعاصرين حلفاء العسكروت الحاكم في مصر و ربما في بلدانٍ أخرى مما يُسمِّيه الأنجلو-أمريكيون العالم العربي-الإسلامي: "الإسلام دين و دولة"، بل يستحيل عقلياً أن يرد فيهما لسبب بسيط: لم تستكمل الدولة نشأتها إلا بعد انقطاع الوحي بوفاة الرسول الكريم، كما سبق لي القول. و من هنا فمن يردد مثل هذه المقولة إنما يرتكب بذلك ما يسمونه "مفارقة تاريخية"anachronism كأن يقول أحدهم أن "نابليون بونابرت" المتوفى في سنة1815 كان يتصل تليفونياً بنائبه "كليبر" في "الكاهرا" من القلعة يومياً، مع أن " أليكساندر جراهام بيل"(1847-1922)، مخترع التليفون، لم يكن قد ولد بعد. و معنى القول أن زمنية-مكانية الشريعة المحمدية لا تتعارض أي تعارض مع العقيدة المحمدية، بل تعزز استمرار بقاء الإسلام و المسلمين في هذا العصر الشجاع الجديد. و نفس الأمر ينطبق على عشرات الأقوال التى يرسلها الأصوليون المعاصرون، مهما كانت عليه من جيد السبك و ظاهر الصقل، و في أحيانٍ ليست قليلة ينسبونها إلى مصدر معصوم أو شبه معصوم، بما "يَخيل" على السذج أي ضعاف العقول، و على رأسهم أكاديميوهم، الذين لا يفيقون من سذاجتهم حتى بعد فوات الأوان بوقتٍ طويل، بل و يرفعونها أحياناً إلى مستوى آيات القرءان نفسه من قبيل : "معلوم من الدين بالضرورة" و "العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب" و "الإسلام هو الحل" أو "بسنة الله و رسوله" و غني عن الذكر أن لله تعالى عقيدة و ليس سنة على خلاف نبيه أو "ما عدوك إلا عدو دينك" في إشارة واضحة إلى الشركاء الأصلاء في المواطنة بحكم إنتمائهم الذي لا يستطيع أحد أن يماري فيه إلى نفس الوطن، و "المسلم الصيني أقرب إليَّ من المسيحي المصري" و "شعر المرأة عورة"، و "لا حياء في الدين" و مؤخراً و ليس أخيراً قول المرشد العام لما يُسمى بـ "الإخوان المسلمين" ـ حلفاء "العسكروت" الحاكم في مصر و الغرب الذي يتظاهرون بالعداء الشرس له فيما تكذِّبهم أفعالهم و أقصد هنا "م.عاكف": (طز في مصر و ظزين في المصريين، أنا ما يهمني ني ش يحكمني حاكم من ماليزيا بدام "مسلم" يبقا خلاص). أو كما قال، فمثل هذه الأقوال التي أرجح ضلوع جهة/جهات أجنبية مغرضة في الوقوف وراءها لم ترد سواء بالمعنى أو المبنى في أي متنٍ مقدس، كما لم ترد على لسان أيٍ من السلف الصالح من كافة ألوان الطيف أي سواء أكان سنياً أو شيعياً، حنفياً أو أباضياً أشعرياً أو مرجئاً إلخ، بل و على العكس، فلعلنا نعرف من صفحات التاريخ أن المسلمين الأوائل سمحوا للمسيحيين من العرب و بالتحديد من "بني تغلب" أن يحاربوا في صفوفهم ضد الفرس نظير نصيب محدد مسبقاً من الغنائم. و لم يطرأ على بال أي عربي أياً كان أن يستبعد عرباً مثله من حقوق الإنتماء إلى العروبة لاختلاف الديانة التى يعتنقها، على نحو ما يدعونا قادتنا الروحيون المفترضون المعاصرون، تمهيداً، بطبيعة الحال، لنصب الحرب الطائفية القذرة على أرض الوطن، كما تعمل في هذا السبيل بشكلٍ دؤوب الإستراتيجيات المعادية لتقدم المنطقة و ازدهارها و أكاد أقول لوجودها ذاته، و بذلك يتبخَّر في الهواء كل "زعيقهم" الأجوف بشأن "عدائهم" الفظيع المريع الشنيع لما يُسمونه بـ "الشيطان"، و يقصدون، و لا يُمكن أن يقصدوا سوى الغرب، و الولايات المتحدة على وجه الخصوص. و نعرف عن يوم فتح "مكة" أن الرسول الكريم حال دون "خالد بن الوليد" المُلقب بـ "سيف الله المسلول" و إنزال السبي ـ حسب الشريعة المحمدية ـ بحرائر المكيين، لارتباطهن بوشائج القربى من عمومة و خؤولة مع الفاتحين/الغالبين...إلخ
(9) أصبح "المتعلمون المصريون" أي قطعان الأغنام بدءاً من حملة شهادة محو الأمية حتى الـDSCيؤمنون إيماناً لا نقاش معه و لا فيه، في ظل التعليم و الإعلام الذي يُصممه الخبراء الأنجلو-أمريكيون أن "الشريعة" سوف تقفز من النصوص المقدسة و شبه المقدسة و قد أشرعت السيوف الشرعية كي تقطع لهم رقاب المسؤولين الفاسدين، اللصوص منهم و المحتكرون، حتى ينشكح أولئك الضحايا، الذي لم يعرفوا تعليماً في دور التعليم التي قضوا فيها ردحاً من أعمارهم، بل تعرَّضوا و حسب لغسيل مخ، ليس إلاَّ. و بناء عليه أشك كثيراً في أن يفطن أي "متعلِّم مصري" إلى أن تلك السيوف الشرعية لن تطول بحال من الأحوال سوى صغار اللصوص أي أولئك البؤساء الذين "يعرقون" في سرقتهم أما كبار اللصوص، الذين يهبرون البنوك و يسرطنون المحاصيل الزراعية و يبيعون الشركات بقيمتها الدفترية دون السوقية، فلا أعتقد أنني بحاجة ماسة إلى أن أعيد و أزيد في أنهم سوف ينعمون بسرقاتهم لا محالة "في بلدان تحرسها الملائكة" على حد تعبير أحد هؤلاء في مرتعه في المملكة المتحدة.
هل يُقدم ما أدعو إليه الآن حلاً لهذا المأزق؟
الجواب: أظن كذلك.

أهداف العلمانية الإسلامية:

على أن لهذه "العلمانية الإسلامية" عدة أهدافٍ تتوخاها، بصرف النظر عن مسوغاتها، تتمثل فيما يلي:
(1) تهدف الـ "ع.س" إلى إرساء أسس السلام الطائفي بين الديانات المختلفة و المذاهب المتباينة، و دعنا نقول بين الملل و النحل المتنوعة. و لعلنا نعرف أن التناحر بين الشيعة و السنة قد يتصاعد في بعض الأنحاء إلى حد خوض بحور الدماء على جانب(العراق نموذجاً) تماماً مثلما يُمكن أن يحدث على جانب آخر بين الكاثوليك و البروتستانت(أيرلندا الشمالية نموذجاً)، و خصوصاً و أن حكوماتٍ غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة تخطط بشكل سافر أحياناً و مستتر في غالب الأحيان في سبيل إشعال الحروب الطائفية و العرقية و القومية في كافة أرجاء العالم بهدف محدد: تسريع دورة رأس المال، و خصوصاً المستثمر منه في تجارة السلاح، تفادياً للركود الإقتصادي. و ليس صحيحاً بالمرة ما يروجه "اللوبي الأمريكي" في مصر من أن أحداث 11 سبتمبر 2001، التى لا تزال ترفع علامات استفهام بلا أجوبة شافية حتى الآن، قد جاءت كنقطة نهاية Fullstop في علاقة الولايات المتحدة بالديانة المحمدية التى يفضل الخبراء الأمريكيون و وراءهم أتباعهم و ضحاياهم معاً أن يُطلقوا عليها اسم "الإسلام"، فالأولى أنها لا تزيد عن "شولة". و ليس أدل على ذلك مما ذكرته صحيفتا "لوس أنجيلوس تايمز" و "واشنطون بوست" يوم 21أكتوبر/بابة 2002 حول إعطاء الحكومة الأمريكية منحة قدرها خمسة و عشرون ألف دولار لكلية الشريعة بجامعة "كابول" بأفغانستان الأمريكية الجديدة تحت ظل "حميد قرضاي" الذي وصل إلى الحكم على أسنة الرماح الأمريكية بعد سقوط نظام "طالبان" الأصولي البغيض الذي كان قد وصل هو أيضاً إلى الحكم في العاصمة ذاتها على أسنة نفس الرماح من جانب و استمرار الحكومة الأمريكية في تخصيص جزء مما تسميه "الصحف التي تصدر باللغة الأمريكية في مصر"، على حد تعبير الصحفي المصري الوطني الشريف "أبو الخير نجيب" بالمعونة الأمريكية لدعم "التعليم الأزهري" في مصر. و قد بلغ هذا الجزء مائتيْ دولار سنوياً على حد تقدير شيخ الجامع الأزهر في تسعينات(= تسعينيات) القرن العشرين في حديث لسيادته مع مجلة "آخر ساعة" التي ينطبق عليها تعبير الأستاذ "نجيب" خير انطباق، مع توسيعه قليلاً كي يضم "المجلات" إلى جانب الصحف من جانب آخر.
(2) الحيلولة دون تحول الخلافات الأفقية نتيجة لكميتها، تلك التي تستطيع آلية الديموقراطية-الليبرالية أن تحلها، إلى تناحراتٍ رأسية نظراً لكيفيتها، تستمر إلى مالانهاية، أي حتى القضاء على أحد طرفيها، مثل التناحرات القبلية-العرقية بين عرب شبه الجزيرة(حرب البسوس نموذجاً) قبل ظهور الديانة المحمدية في العصو-الوسيطة. فالخلافات الأولى مثل تلك الطبقية أو الحزبية أو النقابية يستطيع صندوق الإقتراع أن يخففها بل و أن يضع حداً لها أما التناحرات التى تقوم على أسس دينية أو مذهبية على سبيل المثال، فليس لها مصير آخر خلاف الإستمرار إلى مالا نهاية (حرب لبنان) حتى يتدخَّل طرف خارجي و حتى عندئذٍ قد تكمن مجرد كمون إلى حين التفجر من جديد.
(3) قطع الطريق على محاولات العدو الخارجي سواء نحو تأجيج هذه التناحرات، و هو التأجيج الذي يخدم تقدمه على المستوى الصناعي و الزراعي و التكنولوجي، و التنموي بشكلٍ عام، ويأبد تخلفنا المفروض علينا عند نفس هذه المستويات أو فرض نوع السلام الذي يخدم استراتيجياته المعلنة و غير المعلنة في مصر و المنطقة المحيطة, و لنا أن نتعظ بحجم الغنى الهائل الذي لا تزال تحتفظ به دول أفريقيا حتى الآن، رغم قرون النهب الاستعماري و بين حجم الفقر المروِّع الذي لا تزال، في نفس الوقت ترزح تحته باستثناء شعب "جنوب أفريقيا"، شعوب القارة التى يسميها الخطاب الأورو-أمريكي "السوداء"، تلك الشعوب التي لا تزال تخوض حروباً من نفس النوع الذي كفت دول أوروبا عن خوضه ضد بعضها البعض منذ وقتٍ طويل، بعد أن تجاوزت التناحرات العسكرية التي تصر على تركيع الآخر أو إفنائه و لجأت إلى مائدة المفاوضات(القضية الألمانية-الفرنسية حول الإلزاس و اللورين نموذجاً).
(4) توفير حماية كافية للدين من رجال السياسة الفاسدين ـ و بعضهم فاسد بلا مراء و خصوصاً العسكريون الفاشيون منهم ـ من محاولات توظيف الدين لتسويغ جرائمهم التي تصل إلى حد الإبادة البشرية(قصف قرية "حلابشة" الكردية بغاز الخردل السام نموذجاً) و إضفاء طابع شرعي يبررها و يساهم في إفلاتهم من العقاب الواجب من ناحية و توفير حماية مناظرة للمجتمع من أذى رجال الدين الفاسدين ـ و بعضهم فاسد بلا أدنى جدال ـ و خصوصاً أولئك الذين يسيرون في أعقاب رجال السياسة الفاسدين و يتمتعون بحدبهم الوارف الظلال، عن طريق تقديم ما يحتاجون إليه من فتاوى تبرر ما يفعلون و الأدق ما يرتكبون، (الإفتاء بجلد الصحفيين المصريين الذين يتساؤلون عن صحة رئيس البلاد نموذجاً) من ناحية أخرى.

جوهر العلمانية:

تؤمن "العلمانية الإسلامية" أن للديانة المحمدية دوراً إيجابياً في إرساء أسس القيم السامية التي تبني سياجاً يحمي الفرد و المجتمع من الانحرافات التي باتت تحاصرنا جميعاً من كل جانب. و علينا أن نربي النشء عليها منذ الصغر فالنقش في الصغر كالنقش على الحجر. ولكن أداء هذا الدور مرهون بتخفف الديانة المحمدية من شريعتها التي تقف عقبة في وجه بناء الضمير في نفس المرء، باصرارها على الردع الساحق (التوسع في إنزال أحكام الإعدام كعقوبة دانية حتى في الجرائم التي لا تنطوي على استخدام أي درجة من درجات العنف نموذجاً). و في هذا الصدد ينبغي أن تتضافر الديانة المحمدية مع سائر الديانات و الفلسفات الراقية(الكونفوشية نموذجاً) في أداء هذا الدور النبيل المنوط بها أداؤه. و عندئذٍ تتفرغ الدولة للشؤون الدنيوية. فيشرِّع البرلمان المتنخب انتخاباً حراً ديموقراطياً في ظل ليبرالية كاملة. و يقتصر دور الحكومة المسؤولة بصفة تضامنية على التنفيذ. و تقضي بين المواطنين المتساوين أمام القانون مساواة مطلقة سلطة قضائية مستقلة تضم قضاة محصنين لا يخضعون لإحدى الوزارات الحكومية، أي تكون الأمة المصرية مصدر السلطات، و هذه السلطات تكون مستقلة الواحدة عن أختها و متوازنة هذه مع تلك.

خلاصة القـــــول:

"الشريعة الاسلامية"، حسب تسمية الخبرا الأنجلو-أمريكان و أتباعهم و حلفاتهم و أصدقاءهم ـ و بلاش نقول الكلمة التانية ـ م الأصوليين الاسلاميين و خصوصي السادة الأزهريين، لا تزيد و لا تقل عن زايدة دودية، بمعنى زمنية-مكانية، الاستراتيجيين الأنجلو-أمريكان، اختارو لغرض بطبيعة الحال يلزقوها لزق في الديانة المُحمدية السامية. و بالصفة دي فالشريعة دي بتشكِّل تحميل زايد عن الحد على الديانة المحمدية، بصفتها دعوة و رسالة و عقيدة بتهدف لترسية "مكارم الأخلاق" عند الفرد و وسط المجتمع على حدين سوا. أما "الشريعة" دي، فأول هو: من صُنْع بشر، زيهم زينا. تاني هو: حرص الخبرا الأنجلو-أمريكان على تدعيمها و ترسيخها و فرضها على مجتمعاتنا، بيرمي ضل طامس على خدمتها لأي أهداف مقبولة، و ضي كاشف، في المُقابل، على خدمتها للاستراتيجية الأنجلو-أمريكاني تجاه مصر بشكل خصوصي و المنطقة المحاوطة بشكل عمومي. و في كلمة واحدة: كل الشرايع، من صنع رجال دولة و الأدق سياسيين، زيها زي كل القوانين، فالشريعة، أي شريعة و كل شريعة، ماهي إلاَّ قانون، متلبِّس، بالزور، عباية تقديس مزعوم.