روح .. مدونة مصرية ح تصدر قريِّب. اللغة الرئيسية بتاعتها هي "اللمح"يعني اللغة المصري الحديثة.."قول الحق و اتبع الحق، ع شان مافي ش فيه أقوى م الحق، إجبن الحق هو اللي بيجلب للحقاني التوقير"(الفلاح الفصيح.العصر الإهناسي. من عصور مصر (القديمة.

السبت، ١١ أبريل ٢٠٠٩

طفل

طفــــل
قصة قُصيَّرة

للدفا جذب. شدني اقعد ع القهوة الزغيَّرة زي ما تكون حُق، و بالصفة دي كان ممكن أوي تقبل وصف غُرزة لولا الفسحة المفرودة قدامها. و قلت لنفسي قعدتي موش ح تطوِّل. فصاحبي في "حوش أدم" سايبه بيفرك في عينيه و عمال ينفض الوخم عن جتته، و أكيد مابقاش كتير إلاَّ و يصحصح.
طلبت واحد شاي بالحليب فالصبح كان قايم ينوَّر تحت شبورة الشتا القراص النخَّاس. سيبت إيدي تحضن الكوباية و لحظة ما حضنت لقيت الكوباية هي اللي حاضنة(ا)ها. و مافي ش حُضن من غير دفا، و لا في ش دفا، إلاَّ و يكون رايح جاي، متبادل يعني.

و فجأة نط عفريت فسَّى في القهوة، جوا ريح النصبة، زي برا. اللي سرخ و اللي زعق، و اللي شال صنية الشاي النحاس و جري شمال و بعدين حوِّد يمين. و اللي انخفى في حارة م الحواري الملولوة زي تكون تعابين واخدة في وشها و بتقزَّح تجري. و اللي انحدف ع التلفون. المعلَّم اللي كان قاعد اتنتر وقف خطف سماعة التلفون. سأل المحدوف:
ـ ح تعمل إيه؟
ـ كت ح اطلب بوليس النجدة.
المعلِّم نتر دقنه قدام منه احتجاج. نتش السماعة من إيد صبي القهوة. طرق قانون:
ـ المعلِّم هو اللي يطلبه!
الشمس كانت للساع صبية بتفرد شعرها الضاني ع الحارة. الليل طول كان باين نازل يتستف في البرد راق على راق في نسغ العضم و شناغيب العصب.

ُروُّاد القهوة كانو للساع عمالين يجرو شوي يمين و شوي شمال، و الغالبية في أي اتجاه. و الأشجع بينهم ضهورهم اتقوِّست و بدو يقرَّبو بحذر من مصدر الخطر واحدة واحدة زي ما يكونو ماشيين على مسامير واقفة ع الدبابية، و هم متسلَّحين، اللي بعصا و اللي بسيخ حديد و اللي بصنية نحاس من صواني القهوة مقلوبة، قاعدة لفوق وش لتحت، و اللي استحضر المدفون في جبلِّته و جز على نيابه.

و في غمرة الزيطة و الزمبليطة واحد انحدف عليَّ ناصح ني بشخطة وصي:
ـ إنت للساك قاعد!
و دمدم:
ـ قوم الحق اجري انفد بجلدك!
قمت و انا كلي ثقة إن البندري غشيم. و كتر الغشم يولِّد الغبا. و الغبا عما، زي الإيمان سوا.
دخلت. فسحو لي سكة عريضة، فالخطر بيفركش. بصِّيت. دحكت من منخيري. مدِّيت إيدي. رجعت به لافف على زندي.
اتكسكو لورا. رفعو عينيهم. واحد منهم زعق:
ـ رفاعي!
اتبسِّمت. أما هو ففتح بُق احمراني مزْرق لون زهرة "حنك السبع": بيصلي ـ الظاهر ـ امتنان للدفا بعد محنة تقيلة. خمش في لفِّته حولين دراعي زي ما يكون استلد لدفا ما داق هوش في الشَّق من لحظة الفقس. تفسير شاهي نط وقف قدام بقي:
ـ طفل بردان طالع يتشمِّس شوي ريح الحيط!